۲۲۵مشاهدات
رمز الخبر: ۶۰۲۲۳
تأريخ النشر: 15 November 2021

وعن التطورات العسكرية الأخيرة في محافظة الحديدة اليمنية، قال الخبير في تطورات غرب أسيا سعد الله زارعي، في تصريح لمراسل وكالة تسنيم الدولية للأنباء، إن ما حدث هو أن القوات التابعة للإمارات التي كانت تتمركز على طول الحدود الغربية لليمن وعلى شواطئ البحر الأحمر اخلت معظم مواقعها. في الواقع، قاموا بإخلاء منطقة بعرض 120 كم وعمق 10 كم. هذا حدث مهم للغاية ويعكس التغيرات الأساسية والجيوسياسية في تطورات الحرب اليمنية.

وأشار الخبير في تطورات غرب آسيا إلى الجهود الواسعة التي يبذلها السعوديون والإماراتيون لقطع طريق وصول أنصار الله الى البحر الأحمر. وقال، كان هدفهم وضع اليمنيين في موقف صعب للغاية وكسر مقاومتهم، لكن ما حدث هو أن مقاومة اليمنيين لم تنكسر بل فشلت خطة السعوديين والإماراتيين. فبعد حوالي 5 سنوات من محاولة السعوديين والإماراتيين لاحتلال الساحل الغربي لليمن، أجبروا في النهاية على ترك جزء كبير من هذه السواحل.

ويرى أن انتصار أنصار الله في الحديدة سيفتح بشكل كبير الطريق أمام اليمنيين للتواصل مع الخارج، وهذا الانتصار حدث استراتيجي، بحيث يمكن القول إن الانتصار في الحديدة أكبر من الانتصار في مدينة مأرب الإستراتيجية. لأن مأرب لها موقع مركزي كما الحديدة هي مدخل لليمن. أي أن الحديدة هي بوابة هذا البلد، لكن محافظة مأرب تقع في وسط اليمن وغير مرتبطة بدول الجوار.

الأبعاد العسكرية والسياسية لانتصار أنصار الله في الحديدة

وحول تأثير سيطرة أنصار الله على الحديدة والاحداث العسكرية والسياسية، قال الخبير في تطورات غرب أسيا، في الميدان، عندما فشلت القوات السعودية الإماراتية وعملائها في الحفاظ على شواطئ الحديدة، فهذا يعني قبول الهزيمة، وقبول الهزيمة من الطبيعي أن يؤثر على معنويات مرتزقة السعوديين والإماراتيين في تعز وعدن والمكلا وغيرها من المناطق الخاضعة لسيطرتهم، وسيقلل بشكل كبير من مقاومتهم لأنصار الله والجيش اليمني. ومن ناحية أخرى، سيرفع معنويات الشعب اليمني المظلوم ويزيد من مقاومتهم للتحالف السعودي الإماراتي الأمريكي البريطاني. وعلى المستوى السياسي، ستقلل سيطرة أنصار الله على الحديدة الثقة في الطروحات السعودية وتزيد من الضغوط الخارجية لإنهاء الحرب اليمنية.

أهمية الحفاظ على الحديدة أكبر بكثير من أهمية مأرب

وأوضح أن القوات المتمركزة في مأرب مختلفة عن القوات المتمركزة في الحديدة. وكانت القوات في الحديدة إماراتية وقوات تابعة لمجلس الجنوب، لكن القوات السعودية والقوات التابعة للرئيس اليمني المستقيل والهارب منصور هادي تتمركز في مأرب. هذه القوى لديها اختلافات قوية مع بعضها البعض. لا يمكن على الإطلاق أن تأتي هذه القوات إلى مأرب من الحديدة، كما ان أهمية الحفاظ على الحديدة كانت أكبر بكثير من مأرب.

الإمارات انسحبت من الحديدة مجبرة

وقال زارعي، نفذ أنصار الله خلال الأيام الماضية ثلاث عمليات هجومية في منطقة الساحل ضد القوات الإماراتية وحلفائها. لقد أدرك الإماراتيون أنه بعد انتهاء عملية الجيش اليمني وأنصار الله في مأرب والتي باتت قريبة جدا، فإن العملية التالية لهذه القوات ستكون في الحديدة، لذا من أجل منع خسارة مؤكدة بطريقة ما، تركوا الحديدة مقدماً لتفادي الخسائر، ويقولون إننا انسحبنا من تلقاء أنفسنا بينما لم يكن إخلاء الحديدة خياراً للإمارتيين، بل كان إجباراً.

وبشأن تأثير تطورات الحديدة على السعودية، قال: إن هذه الخطوة التي تمت على الساحل الغربي لليمن ستزيد الضغط على السعوديين داخليا وخارجيا، ويضعف بشكل كبير موقف السعودية. يبدو أن سيطرة أنصار الله على الحديدة كانت بمثابة ضربة قوية للسعودية، في حين أن الرياض لا تزال تحت الضغط الذي سيزداد بعد فرار القوات الإماراتية من الساحل الغربي لليمن.

رغبة الإمارات والقوات التابعة لها في التفاوض مع أنصار الله

وقال خبير التطورات في منطقة غرب آسيا، إن استسلام القوات التابعة للإمارات بسرعة امام أنصار الله والجيش اليمني يدل على رغبة الإمارات والقوات التابعة لها للتفاوض مع انصار الله. وهذا يدل على أن الحرب في اليمن في نظر أبو ظبي وحلفائها قد انتهت وعليهم قبول الوضع الراهن بمركزية انصار الله، ويبدو أنهم قبلوا بهذه الشروط. في الأيام المقبلة، يبدو أننا سنشهد بداية سلسلة من المحادثات العلنية بين أنصار الله والأطراف الجنوبية (القوات المدعومة من الإمارات) لإنهاء الحرب في اليمن.

أنصار الله ترحب بالمحادثات لإنهاء الحرب

وحول المحادثات قال: ان أنصار الله لا تريد إنهاء الملف اليمني بالحرب، لذلك سترحب بالمحادثات بالتأكيد. سترحب أنصار الله بالتأكيد بالمفاوضات التي تؤدي الى استقلال اليمن وكرامته ويبدأ أبناء هذا البلد حياة كريمة.

رایکم