۲۸۶مشاهدات
رمز الخبر: ۵۹۷۰۸
تأريخ النشر: 05 November 2021

موقع تابناك الإخباري_خلال سبعينيات القرن الماضي، اختار الشعب الإيراني الإمام الخميني قائداً لهم، والإسلام نهجهم، وقرر الثورة ضد النظام البهلوي، وانتصرت الثورة بعد 9 سنوات من النضال، (1970-1979). وفي 16 كانون الثاني/يناير 1979 غادر الشاه محمد رضا بهلوي طهران إلى غير رجعة.

وخشية من تأزُّم الوضع في الشرق الأوسط، الذي يُعتبر جنة الموارد والحقول النفطية، لم تدافع الولايات المتحدة عن حليفها القديم. ومع ذلك، في تشرين الأول/أكتوبر 1979 وافق الرئيس جيمي كارتر على السماح للشاه المطرود بدخول الولايات المتحدة، لينفجر بعدها الشارع الإيراني.

في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر 1979، وبعد وصول الشاه إلى نيويورك، حطمت مجموعة من الطلاب المؤيدين للإمام الخميني بوابات السفارة الأمريكية في طهران وتسلقوا جدرانها. واحتجزوا 66 رهينة، معظمهم من الدبلوماسيين والموظفين. وبعد فترة وجيزة، أطلق الطلاب سراح 13 من هؤلاء الرهائن -هؤلاء الثلاثة العشر كانوا من النساء، والأمريكيين الأفارقة ومواطنين من دول أخرى غير الولايات المتحدة. وفي وقتٍ لاحق، عانت الرهينة الرابعة عشرة من مشاكل صحية وتم إطلاق سراحها هي أيضًا. بحلول منتصف صيف 1980، وبقي هناك 52 رهينة في قبضة الطلاب.

عملية مخلب النسر (صحراء طبس)
سرعان ما أصبح إنقاذ الرهائن إحدى أولويات الرئيس كارتر القصوى. وفي نيسان/أبريل 1980، بعد أن أُحبِط من الوتيرة البطيئة للدبلوماسية، قرر، رغم اعتراضات العديد من مستشاريه، تنفيذ مهمة إنقاذ عسكرية عُرِفت باسم: مخلب النسر. قضت الخطة أن يتم إرسال فريق إنقاذ من النخبة العسكرية إلى مجمع السفارة وتحرير الرهائن، لكن تسببت عاصفة رملية في صحراء طبس يوم المهمة في تعطل عدة طائرات هليكوبتر، وشمل طائرة نقلٍ كبيرةٍ انحرفت أثناء الإقلاع فقُتل ثمانية جنود أمريكيين في الحادث، وفشلت عملية مخلب النسر.

انتخابات 1980
ساهمت التغطية الإعلامية المستمرة لأزمة الرهائن في الولايات المتحدة في خسارة الرئيس كارتر السباق الرئاسي لعام 1980، فلقد بدا الرئيس للشعب الأمريكية كزعيمٍ ضعيف وغير فعّال، كما كان جل تركيزه موجهٌ نحو إنقاذ الرهائن وأهمل حملته الانتخابية.

استغل المرشح عن الحزب الجمهوري، حاكم كاليفورنيا السابق، رونالد ريغان معاناة كارتر. وفي يوم الانتخابات، وبعد عامٍ ويومين من بدء أزمة الرهائن، هزم ريغان كارتر بأغلبية ساحقة. وفي 21 كانون الثاني/يناير 1981، بعد ساعاتٍ قليلةٍ من إلقاء رونالد ريغان خطاب تنصيبه، تم إطلاق سراح الرهائن، بعد أن قد مضى على أسرهم 444 يومًا.

انتهت الأزمة بالتوقيع على اتفاقات الجزائر يوم 19 كانون الثاني/يناير 1981. وأفرج عن الرهائن رسميا في اليوم التالي، بعد دقائق من أداء الرئيس الأمريكي الجديد رونالد ريغان اليمين.

كانت الأيام 444 من الاحتجاز لجواسيس السفارة الأمريكية بالنسبة للشعوب المستضعفة وكأنها موسم مسترسل للشماتة في أمريكا ورئيسها المذلول كارتر..

اليوم تحلّ الذكرى الـ 43 ومع قراءة في الحدث، كان مشهد احتلال السفارة الأمريكية في طهران من قبل الطلبة الإيرانيين والتي غدا اسمها على وفق اللغة الثورية (وكر الجواسيس) مشهدا من مشاهد الثورة الإسلامية المجيدة التي قلبت كل المعادلات والموازين.

وليس مبالغة في التقدير ذلك الرأي الذي ذهب إلى أنّ واقعة احتلال السفارة الأمريكية شكل احتفالية ثانية لانتصار الثورة، وكأنّه لم يكن كافيا أن تُسقط الثورة الإسلامية بقيادة الإمام الخميني (رضوان الله عليه) نظام الشاه المتمحض في العمالة لأمريكا، حتّى احتاجت الثورة إلى خطوة إضافية تستكمل بها انتصارها بل ولادتها الثانية، وهكذا كانت الخطوة التي أقدم عليها الطلبة الإيرانيون السائرون على خط الإمام في 4 من تشرين الثاني عام 1979م.

وبمعزل عن السبب الذي حرك جموع الطلاب الثوريين لاقتحام الوكر الأمريكي، والذي تمثل في استقبال الشاه الفار والهائم على وجهه في القارات ضيفا على أمريكا، فإنّ منطق الثورة والذاكرة الجريحة كانت تفرض هذا التصعيد وتدفع بالتناقض بين الثورة و أمريكا رأس حربة الاستكبار العالمي إلى ذروته..بل إن الاحتراز الثوري كان يقتضي شل الوكر التجسسي الأمريكي عن أي تحرك أو دور تخريبي قد يقوم به في سياق وضع ثوري كان أشبه بالمخاض على صعيد حسم خيارات الثورة وتوجهاتها الإستراتجية.

ولم تكن مباركة الإمام الخميني (رضوان الله عليه) لخطوة الطلبة الثوريين منحصرة في الاعتبارات المبدئية فقط، بل لأنّه رأى فيها ترسيما لقطيعة جذرية مع أمريكا وتحريرا لمجال الصراع معها، وكأن الثورة لا تكون ثورة إلا في إدامة هذا التناقض مع أمريكا على وفق هويتها الاستكبارية ونـزعتها في الهيمنة.

فلم يكن ممكنا البتة أن تنشأ علاقة دبلوماسية عادية بعد الثورة بين إيران الإسلام والولايات المتحدة الأمريكية، لأن منطق الثورة التطهيري والتطّهري كان يدفع نحو حتمية القطيعة بل الصراع بين ثورة إسلامية منفتحة على أفق المحرومين والمستضعفين وبين قوة تسلطية استكبارية تتعاطى في سياسياتها تجاه الشعوب بمنطـق القوة والاستلحاق. ولذلك لا يمكن النظر إلى حادثة اقتحام السفارة إلا باعتبارها تجلّ لهذا الصراع الحتمي بين منطق استكباري تعاملت به أمريكا مع الشعوب المستضعفة وبين منطق تحرّري خَلاصي وثوري انبثق كمعادلة جديدة في الصراع الدولي مع انتصار الثورة الإسلامية وبزوغ عهد المستضعفين.

 

         

رایکم