۳۱۸مشاهدات
وهذه المرة وبسبب عدم توفّر الظروف المناسبة لتصفية "قرداحي" جسدياً لجأوا إلى عزله سياسياً.
رمز الخبر: ۵۹۳۹۸
تأريخ النشر: 31 October 2021

بدأت القصة عندما انتقد "جورج قرداحي" حرب السعودية على اليمن؛ في حديث له قبل أن يتولّى منصب وزير الإعلام اللبناني، واعتبارها حرب عبثية يجب إنهائها، الأمر الذي أهال عليه وابل من الإتهامات وأدى إلى أزمة سياسية لا نزال نعيش مراحلها.

ویذکر وبالطبع وبعد الضغوط المتوالية من الجانب السعودي صرّح "قرداحي" أنه لم يقصد في تصريحه إهانة السعودية أو الإمارات أو أي دولة عربية إنما قصدُه هو أن حرب اليمن "عبثية" وحان وقت إنهائها.

وبالرغم من أن لهجة وزير الإعلام اللبناني لم تكن حادّة خلال إنتقاده، ولم يكن يقصد الدفاع عن أحد والوقوف في صف أحدٍ ما، وبالرغم من أنه أكد بأن التصريح جاء من موضع حبه للسعودية والإمارات، إلا أن السعودية لم تألوا جهداً في استخدام تصريحات قرداحي كذريعة لتنفيذ سيناريوا أمريكي جديد للإطاحة بالحكومة الجديدة، وخاصة بعدما فشلت محاولة الضغط من قبل "قاضي تحقيق" حادثة مرفأ بيروت وأيضاً بعدما فشلت محاولة تسيس حادثة المرفأ.

ونضيف أيضاً فشل أحداث الطيّونة التي أدت إلى (مقتل ثمانية مواطنين لبنانيين كانوا من بين المُحتجّين على تسييس قضية المرفأ من قبل قاضي التحقيق) حيث تم تكليف رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية "سمير جعجع" بمهمة حفظ الأمن.

كل هذه الدلائل وغيرها توصلنا إلى استنتاج لا شك فيه أن تصريحات وزير الإعلام اللبناني "جورج قرداحي" ليست سوى ذريعة لاستكمال حالة "عدم الإستقرار" في لبنان والحصول على نتائج من ورائها.

بعيداً عن قضية إستغلال تصريحات القرداحي لتمرير سيناريو أمريكي، يجب القول أن السعودية لا تستطيع تحمل أدنى درجة من درجات حرّية التعبير، وهناك امثلة كثيرة على إسكات السعودية للأفواه وحربها ضد حرّية التعبير، عبر فترات مختلفة من الزمن، ولعل أشهر تلك الأمثلة، حادثة مقتل الصحفي السعودي "جمال خاشقجي" وتقطيعه إرباً إربا بسبب تصريحاته التي لم تعجب الطبقة الحاكمة.

وهذه المرة وبسبب عدم توفّر الظروف المناسبة لتصفية "قرداحي" جسدياً لجأوا إلى عزله سياسياً.

وبعد استقراء الأحداث يمكن القول أن الهدف الأساسي هو إسقاط الحكومة اللبنانية وإعادة مرحلة "عدم الإستقرار" للدولة، مع الأخذ بعين الإعتبار الظروف الإقتصادية الصعبة التي تعصف بلبنان بسبب دسائس السفارة الأمريكية.

رایکم