موقع تابناك الإخباري_بالنسبة لشيا، فإن التهديد الرئيسي للسلام والاستقرار في هذه المنطقة المحيطة بالوادي المتصدع العظيم يظل استمرار وجود الجماعات المسلحة من غير الدول.
وأشار إلى "تصاعد الهجمات" سواء من قبل القوى الديمقراطية المتحالفة في شرق الكونغو الديمقراطية أو تلك التي شنها ريد تابارا ضد مطار بوجومبورا في بوروندي في أيلول/سبتمبر الماضي.
ومنذ بداية هذا العام، في جمهورية الكونغو الديمقراطية وحدها، قُتل ما لا يقل عن 1043 مدنياً، من بينهم 233 امرأة و52 طفلاً.
وقال المبعوث الخاص: "لا يزال لهذا العنف عواقب وخيمة على الوضع الإنساني الهش أصلا، وكذلك على الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي في المنطقة المتضررة".
واضاف لأعضاء المجلس إن "هذه القوى السلبية ما زالت متورطة في الاستغلال والاتجار غير المشروعين بالموارد الطبيعية التي تمول عائدات شراء الأسلحة والتجنيد".
وتساءل المبعوث الخاص: "كيف نضع حدا لذلك (الوضع)؟ من الواضح أن هذا سؤال قديم يطارد أي شخص مهتم بالمنطقة".
وعلى الرغم من التحديات، سلط المبعوث الخاص الضوء على العديد من المبادرات الثنائية والإقليمية، قائلاً إنها "تشهد على ظهور مجتمع مدرك للقيمة المضافة للحوار والتعاون".
وأشار أيضا إلى عمليات النقل السلمية الشاملة للسلطة في جمهورية الكونغو الديمقراطية وبوروندي، فضلا عن توقيع وتنفيذ اتفاقات السلام في جمهورية أفريقيا الوسطى وجنوب السودان والسودان.
وبالنسبة له، أكثر من أي وقت مضى، "من الضروري تعزيز هذه الإنجازات بشكل مستدام مع مواجهة التحديات المستمرة بحزم".
وأردف: "إن نجاح مثل هذا النهج يتطلب التعلم من دروس الماضي وإظهار الخيال لدعم سكان منطقة البحيرات العظمى في بناء حاضر ومستقبل أفضل".
وانتقل إلى تأثير كوفيد-19، فقال إن الجائحة أدت إلى تفاقم نقاط الضعف، لكنها أظهرت أيضا مرونة المنطقة.
وقبل الجائحة، كان 15 مليون شخص في جميع أنحاء منطقة البحيرات العظمى قد نزحوا بالفعل من ديارهم، وكانوا يواجهون سوء التغذية وانعدام الأمن الغذائي بشكل متزايد.
وكرر السيد شيا أيضا دعوة الأمين العام إلى مزيد من التضامن لتيسير الحصول على اللقاحات وتعزيز النظم الصحية.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية (WHO)، حتى الآن، تم إعطاء 36 مليون جرعة فقط من اللقاح في منطقة يبلغ عدد سكانها ما يقرب من 450 مليون شخص.
بدورها، قدمت مساعدة الأمين العام لأفريقيا في إدارتي الشؤون السياسية وبناء السلام وعمليات السلام، مارثا آما أكيا بوبي، إحاطة لأعضاء المجلس.
وبينت بوبي إن الأمم المتحدة تعيد تشكيل وجودها في المنطقة لمواجهة التحديات على أفضل وجه، مع تسليط الضوء على بعض المجالات التي تشتد فيها الحاجة إلى دعم المجلس.
وبالنسبة لها، يتطلب الوضع "نهجا شاملا متجذرا في تعزيز المشاركة السياسية، يشمل التدخلات العسكرية وغير العسكرية، وتعزيز التعاون الاقتصادي عبر الحدود وبناء الثقة بين الجيران وبين المجتمعات".
كما لفتت الانتباه إلى أن "نشاط الجماعات المسلحة هو أحد أعراض انعدام الأمن في المنطقة"، وبالتالي "يجب معالجة الظروف التي تقوي تلك الجماعات من المنبع".
ومن بين هذه الأسباب الجذرية الرئيسية، الاستغلال غير المشروع والاتجار الإقليمي بالموارد الطبيعية، قائلة إنهما يساهمان في تمويل شبكات الجماعات المسلحة ولكنهما أيضا "يخلقان اقتصادا موازيا على حساب ميزانيات الدول التي تستمر عائداتها في التناقص".