۲۵۹مشاهدات
يجتمع قادة الاتحاد الأوروبي اليوم الأربعاء لبحث دعم دول غرب البلقان التي يتوقع أن تتلقى تطمينات لكن من دون أي تقدّم ملموس في مساعيها للانضمام إلى التكتل.
رمز الخبر: ۵۸۱۶۴
تأريخ النشر: 06 October 2021

موقع تابناك الإخباري_ومن المقرر أن يطرح الاتحاد المكوّن من 27 دولة مسألة تقديم دعم اقتصادي بمليارات اليورو لجيرانه الشرقيين خلال قمة تنعقد في قصر بردو في سلوفينيا، التي تتولى حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي.

وتسعى المفوضية الأوروبية لإظهار أنها ما تزال أفضل خيار استراتيجي للمنطقة.

لكن يستبعد تحقيق أي اختراق خلال اللقاء مع قادة كل من ألبانيا والبوسنة وصربيا ومونتينيغرو (الجبل الأسود) وجمهورية مقدونيا الشمالية وكوسوفو بشأن الطريق الشاق أمام هذه الدول للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

ويزداد القلق أوروبيا من احتمال اختيار بعض الدول المرشحة لعضوية التكتل التقرّب من روسيا والصين كرد فعل على التململ الناجم عن الانتظار عبثا لسنوات فتح الاتحاد الأوروبي أبوابه أمامها.

مع وصول جهود ضم دول غرب البلقان إلى طريق مسدود، ازداد قلق الاتحاد الأوروبي حيال تغلغل موسكو وبكين، اللتين تبرعتا للمنطقة بملايين جرعات اللقاحات المضادة لكوفيد.

وترتبط موسكو بعلاقات ثقافية وثيقة مع دول أرثوذكسية مثل صربيا فيما قدّمت بكين قروضا كبيرة للمنطقة تشمل مبلغا قدره مليار دولار كلفة بناء طريق في مونتينيغرو (الجبل الأسود).

وبينما تتخذ بكين من الاستثمارات مدخلاً لمدّ نفوذها إلى منطقة البلقان، فإن موسكو تتكئ على الأزمة الصربية ـ الكوسوفية، وعلى هشاشة الأوضاع الاقتصادية والسياسية في بعض بلدان البلقان، لاستعادة نفوذها الذي طاردته رياح التغيير التي اجتاحت أوروبا الشرقية في أواخر ثمانينيات القرن الماضي وأنهت نفوذ الاتحاد السوفياتي السابق في تلك المنطقة.

قال مسؤول في الاتحاد الأوروبي "إنها لحظة مناسبة لنكون حازمين ونوضح أن الاتحاد الأوروبي سيبقى أكبر جهة مانحة للمنطقة". وأضاف "لا يزال الاتحاد الأوروبي المستثمر الرئيسي في المنطقة وأقرب شريك تجاري" لها، حسب ما أوردت وكالة فرانس برس.

طرأ جمود في السنوات الأخيرة على مساعي الاتحاد الأوروبي للتوسّع بعدما كان الأمر ضمن أولوياته، إذ تخشى بعض الدول الأغنى من تسبب ذلك في موجة هجرة جديدة فيما يجد بعض المتقدّمين بطلبات الانضمام صعوبة في تطبيق الإصلاحات المفروضة.

في البداية، عرقلت فرنسا والدنمارك وهولندا في 2019 المحادثات بشأن انضمام ألبانيا وجمهورية مقدونيا الشمالية. واليوم، باتت بلغاريا العقبة الرئيسية أمام تحقيق أي تقدّم في هذا الصدد إذ رفضت السماح لجمهورية مقدونيا الشمالية إطلاق العملية نظرا لنزاع بشأن اللغة والتاريخ.

وخلال جولة في المنطقة الأسبوع الماضي، أعربت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين عن أملها في إطلاق محادثات مع جمهورية مقدونيا الشمالية وألبانيا العام الجاري، بعد انتخابات بلغاريا.

ورد رئيس الوزراء الألباني إيدي راما بالقول "كنا مستعدين لحفل الزفاف عدة مرات.. لكن المدعوين لم يأتوا". وتابع "لم نعد نحضّر لحفل الزفاف، لكننا نواصل التعبير عن حبّنا". في المقابل، يدرس الاتحاد الأوروبي اتفاقا اقتصاديا من شأنه تقديم حزمة "غير مسبوقة" تصل قيمتها إلى 30 مليار يورو إلى المنطقة.

كما تعهّد مسؤولون بنتائج "ملموسة" لسكان البلقان، مثل تحسين معدلات التطعيم لتصل إلى تلك المسجّلة في دول الاتحاد العام الجاري وإلغاء رسوم التجوال على الهواتف المحمولة.

وحققت بروكسل انتصارا دبلوماسيا صغيرا قبيل القمة عندما لعبت دور وساطة لتخفيف حدة التوتر بين صربيا وكوسوفو بشأن لوحات رخص السيارات.

واختلف البلدان الخصمان سابقا على مدى أسبوعين بعدما منعت كوسوفو السيارات التي تحمل لوحات رخص تسجيل صربية من دخول أراضيها.

وكان النزاع الأخير بين صربيا وكوسوفو التي يتحدر غالبية سكانها من أصول ألبانية، الأسوأ منذ سنوات. ويدور خلاف بين البلدين بشأن قضية الأقلية الصربية في كوسوفو التي تعد بالغة الحساسية. وأعلنت كوسوفو استقلالها عن صربيا سنة 2008، بعد حرب استمرت على مدى عقد بين مجموعات من العرقية الألبانية تسعى للاستقلال وقوات صربية.

واعترفت نحو مئة دولة، بما فيها جميع دول الاتحاد الأوروبي باستثناء خمس، بالخطوة. ولم تعترف بها صربيا ولا حليفتيها الصين وروسيا. وفشل الحوار الذي رعاه الاتحاد الأوروبي بين البلدين الجارين في البلقان وانطلق قبل عقد، في تطبيع العلاقات بينهما حتى الآن.

رایکم