۱۴۵۰مشاهدات

أزمة أفغانستان ومواقف أوروبا

رمز الخبر: ۵۶۹۰۸
تأريخ النشر: 11 September 2021

الکاتب: محمود فاضلي المحلل في الشؤون الدولیة

إستعرض "محمود فاضلي" المحلل في الشؤون الدولیة"، التطورات الراهنة في أفعانستان والتقدم السریع لحرکة طالبان وإستیلائه علی معظم المدن الأفغانیة ومواقف الإتحاد الأوروبي والدول الغربیة بما في ذلک، فرنسا، وبریطانیا، آلمانیا وإیطالیا والیویان وترکیا من التطورات البلاد. ویری الإتحاد الأوروبي أن التحولات في أفغانستان لم یکن حدثاً ناجحاً بالنسبة للمجتمع الدولي وإنه یبحث لإستخدام نفوذه في العلاقات الدولية للدفاع عن مصالحه. في حین لا نية لفرنسا للإعتراف بطالبان وتتوقع أن تفي طالبان بوعودها علی صعید تشكيل حكومة "شاملة وإحترام حقوق وحريات جميع شرائح المجتمع الأفغاني". و کان هذا من المبادئ الأساسیة للسياسة الخارجية الفرنسية حیث نفذت في أفغانستان.

في ما يلي نص الكامل للمقال:

بعد بدء حرب الناتو علی أفغانستان في أعقاب حادثة 11 سبتمبر عام 2011، بذريعة "الحرب على الإرهاب" وبعد مضي عقدين من الغزو، والتقدم السریع لطالبان، سارعوا العديد من الدول، بما في ذلك أعضاء الناتو، إلی سحب بعثاتها الدبلوماسية وموظفيها ومواطنيها من الإراضي الأفغانیة. دربت القوات الغربية المستقرة في أفغانستان الجيش الأفغاني علی مدی سنوات، لكن هذه التدریبات لم تکن كافية، ولایزال يبقی الجواب علی هذا السؤال غیر واضح : لماذا هزم الجیش الأفعاني في الدفاع عن العاصمة الأفغانیة في مواجهة طالبان.

•الإتحاد الأوروبي

لا یعتقد رئيس مجلس الشوری الأوروبي، على أن التحولات في افغانستان كان حدثاً ناجحاً بالنسبة للمجتمع الدولي وهو يبحث في كيفية استخدام الإتحاد الأوروبي نفوذه في العلاقات الدولية للدفاع عن مصالحه. کان الإتحاد الأوروبي الداعم المالي لبعض المشاريع الاجتماعية والاقتصادية في أفغانستان، وبصفته من أكبر الداعمين الأجانب في العالم، ومنذ عام 2002 وفي أعقاب الغزو الأمريكي، تبرع بأكثر من 4 مليارات يورو لأفغانستان. يتوقع رئيس السياسة الخارجية للإتحاد الأوروبي "بوريل" أن في ظل التطورات في أفغانستان تتحول آسيا الوسطى إلی منطقة أكثر أهمية واستراتيجية للإتحاد الأوروبي، وأکد بوریل علی ترکیز دول آسيا الوسطى على الاتصالات الدبلوماسية مع الإتحاد الأوروبي. وحسب رأیه؛ أظهرت التطورات في أفغانستان بأن أوروبا بحاجة إلى تطوير قدراتها العسكرية بشكل مستقل عن الولايات المتحدة. ويجب على الإتحاد الأوروبي أن ینظم نفسه، لکي یستطيع مواجهة العالم كما هي، وليس كما يحلم به. ومن بين مقترحات بوريل تجهيز الإتحاد الأوروبي بخمسين ألف عسكري بهدف مواجهة أزمات شبیهة بالأزمة الأفغانية. وبالفعل بوريل لدیه مآخذ وملاحظات علی عمل الإتحاد الاوروبی وبأن الإتحاد الأوروبي یقوم بالعمل في فترة وقوع الأزمات فقط، لذلک حان الوقت لتزويد الإتحاد بالقوة العسكرية المجهزة ولتکون قادرة علی القتال إذا لزم الأمر. تُظهر الأدلة أن الإتحاد الأوروبي يبحث عن آلیة لمنح أعضائه الـ 27 مزيدًا من القدرات الدبلوماسية والعسكرية ولتطوير ما يسميه الرئيس الفرنسي "ماكرون" "الحكم الذاتي الاستراتيجي". من وجهة نظر بوريل، يجب أن يتضمن الحكم الذاتي الاستراتيجي، تشكيل قوة رد مشتركة قادرة على الانتقال والانتشار. ويتوقع بوريل أن العراق والساحل الأفريقي سيكونان بؤرة أزمات في المستقبل.

•فرنسا

فرنسا حیث تسعى إلى تحقيق هدف محاربة الإرهاب، في صدد إطلاق مبادرة أوروبية هدفها "القیام بخطوة مسبقة وحماية القارة من موجات كبيرة من المهاجرين غير الشرعيين الذين يروجون لأي شكل من أشكال الإتجار. وتعتقد باريس أنه لا يجب أن تصبح أفغانستان "ملاذا آمنا للإرهاب" کما في السابق، مرة أخرى. أن ما تقوم به فرنسا هي المحاربة الفعالة ضد الإرهاب بجميع أشكاله. وفي هذا الصدد دعمت باریس التدخل العسكري في أفغانستان في سنوات 2001 - 2014. تعتقد باريس إلى بأن التدخل العسكري لا یهدف إلى استبدال السيادة على الشعب وفرض الديمقراطية الأجنبية، بل یهدف إلی الدفاع عن الاستقرار والأمن الدوليين.

لا نیة لدی فرنسا للإعتراف بطالبان وتتوقع أن تفي طالبان بوعودها علی صعید تشكيل حكومة "شاملة وإحترام حقوق وحريات جميع شرائح المجتمع الأفغاني". و کان هذا من المبادئ الأساسیة للسياسة الخارجية الفرنسية حیث نفذت في أفغانستان. فی حین تستقبل فرنسا آلاف الأفغان الفارين من الاضطهاد والحرب في کل عام . وبحسب استطلاع الرأي الفرنسي، 54٪ من الناس یؤیدون إستقبال حکومتهم المهاجرین الأفغان و91٪ من وسط اليمين المتطرف یرفضون استقبال المهاجرین الأفغان.

•بریطانیا

ادلی رئيس الوزراء البريطاني "بوريس جونسون" بتصریح على هامش الاجتماع الافتراضي لمجموعة السبع قال فیه أن الشرط الرئيسي لإتفاقية مجموعة السبع هو أن یسمح مسلحي طالبان، للأفغان الراغبين بالخروج بأمان من البلاد حتی بعد الموعد النهائي لخروج القوات الأمریکیین من البلاد،. وعلى الرغم من تأکید بريطانيا مرارًا وتكرارًا على سحب قواتها من أفغانستان، إلا أن المحللین یأخدون علی بریطانیا بعدم تمکنها، التکهن لإنتصار طالبان السريع وإنسحابهم من أفغانستان. يصرح جونسون أن بريطانيا لا تدير ظهرها لأفغانستان.

•آلمانیا

أقرت میرکل في البرلمان الإلماني بهزیمة الغرب في تصدیر قیمها إلی افغانستان وعدم قدرتها علی خروج جمیع مساعدوا الجیش المحلیین وسائر المؤسسات من افعانستان، وإعتبرت علی الرغم من أن تواجد سنوات القوات الغربیة، کانت مکلفة والخسائر کانت باهظة، کان هناك إنجازات مهمة. وإقرت میرکل أن ألمانیا وحلفائها، بما فی ذلک الولایات المتحدة، قد استهانوا بسرعة سیطرة طالبان علی أفغانستان.

لكن مع کل هذه التفاصیل آلمانیا لا تسلك طريقا منفصلاً عن سائر الدول وهي أيضاَ قد تنهي مهماتها مع انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان، ودعت ميركل إلى إجراء محادثات مع إسلامي طالبان بعد إنسحاب القوات الدولية من أفغانستان، وأملت أن الشعب الأفغاني یقاوم ضد القمع وانتهاک حقوقهم علی طالبان. وعقد البرلمان الإتحادي الألماني اجتماعا لاستعراض التطورات في أفغانستان، بحضور أنجیلا میرکل ووزراء الخارجية والداخلية والدفاع ومجموعة من الممثلين العسكريين، حیث کان من أکثر جلسات البرلمان توتراً.

أقر وزير الخارجية الألماني "هايكو موس"، بتقییم غیر صحیح للوضع الأفغاني بالنظر إلی التقدم السریع لطبالبان. هایکوموس لا يزال يتعرض لإنتقادات واسعة بسبب سياسات ألمانيا في أفغانستان ودعت بعض أحزاب المعارضة إلى استقالته.

تعرضت حكومة ميركل الائتلافية لانتقادات واسعة لفشلها التكهن بسقوط كابول علی ید طالبان وتجاهلها التحذيرات المبكرة بإجلاء آلاف العمال الأفغان المحليين وعائلاتهم، وكذلك نشطاء حقوق الإنسان والسياسيين الذين تربطهم علاقات وثيقة بحکومة برلین. المعارضة النيابية، تتهم الحكومة بالفشل وعدم التخطيط. تنوي ألمانيا قبول 5000 جندي أفغاني محلي، بمن فیهم سياسين ومعلمين وأطباء ونشطاء في مجال حقوق الإنسان.

•إیطالیا

إيطاليا هي إحدى دول الاتحاد الأوروبي التي شاركت في الحرب في أفغانستان، حیث فقدت 54 جنديًا وجرح علی ما یزید من 700 من جنودها، طیلة العشرین سنه الماضیة. تعتقد إيطاليا أن التوازن الذي حققته لم یرتبط بتقييمها للحرب في أفغانستان فقط، وأنما یخص العشرين عامًا الماضية والدور الذي لعبه الغرب في جميع أنحاء العالم. أن رؤية إيطاليا المستقبلية لأفغانستان تشمل في الدفاع عن الحقوق الأساسية، والدفاع عن حقوق المرأة، ودعم كل من ضحوا في سبیل الدفاع عن هذه الحقوق في أفغانستان.

•الیونان

منحت اليونان حتى الآن حق اللجوء لـ 40 ألف أفغاني ولا تريد قبول المزيد من المهاجرين من أفغانستان وهي تسعي ألا تصبح "بوابة لموجات الهجرة العشوائیة إلى أوروبا".مرة آخری.

•ترکیا

تعتقد ترکیا بصفتها مضيفة لـ 5 ملايين لاجئ، أن علی أوروبا دورًا مهمًاً علی صعید حل قضية الهجرة الأفغانية غير الشرعية، ویجب حل هذا الموضوع بأسرع وقت ممکن قبل أن یتحول إلى أزمة خانقة. أن رفض الاتحاد الأوروبي تلبية توقعات تركيا لتنفیذ بنود إتفاقية 18مارس (دفع 6 مليارات يورو لتركيا إزاء تواجد اللاجئين السوريين علی أراضیها) قد تکون لها التأثير السلبي على قدرة التعاون في مجال الهجرة.

لطالما استخدم أردوغان اللآجئین كوسيلة لضغط في المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي، وأخذ علی الدول الغربية من أن تركيا لم تعد قادرة على تحمل عبء اللآجیئن. في حين واجه الاتحاد الأوروبي تدفقاً زخماً من المهاجرين في السنوات الأخيرة، مما جعل هذا الموضوع أكبر تحدا أمني بالسنبة لأوروبا.

وبحسب الإحصائيات المنتشرة في الاتحاد الأوروبي، منذ عام 2015، تقدم نحو 570 ألف مواطن أفغاني بطلبات اللجوء إلی الدول الأوروبية. بالنظر إلى هيمنة طالبان علی أفغانستان، فإن زيادة طلبات اللجوء ليست بالشیء المستبعد، وهذا الموضوع شکل تحديات أمنية واجتماعية بالنسبة لأوروبا. وقد أدى ذلک، إلی مراجعة بعض الدول الأوروبية القوانين الخاصة باللجوء والهجرة. في حین الاتحاد الأوروبي في صدد زيادة حجم التجارة مع دول آسيا الوسطى، ويمكن أن يلعب الموقع الجغرافي الأفغاني دورًا مهمًا علی صعید سياسة أوروبا الجديدة، تجاه آسيا الوسطى.

بحران افغانستان و مواضع اروپا

رایکم