لم تعد أبواب تلك المحال التجارية في سوق خان الحرير بمدينة حلب القديمة التي كان يستورد العالم منها أجود أنواع الأقمشة والحرير موصدة، الأقمشة الفاخرة بأنواعها وألوانها الزاهية ملئت رفوف المحال من جديد، أصوات ألحان الأمل التي تغنى بها فنانوا حلب الشهيرون بمدينتهم، ووطئة أقدام الزوار المتسارعة محت السكون الذي خيم على سوقٍ لم تكن تفاصيل مظهره الجميل بعد إعادة ترميمه قبل عام ونيف كافيةً لإعادة الحياة إليه، بعد حرب ضروس شهدتها جنباته بين عامي 2012 و 2016.
رمز الخبر: ۵۶۴۸۷
تأريخ النشر: 01 September 2021

موقع تابناك الإخباري_يحوي سوق خان الحرير المدرج على لائحة اليونيسكو للتراث العالمي 58 محلاً تجارياً وثلاث خانات أبرزها حان الحرير الذي أدار تجار حلب منه صفقات تصدير الحرير والقماش الحلبي إلى كل أنحاء العالم على مدى عقود مضت، يقول المستشار الاقتصادي والتجاري عامر ديب الذي يصف حلب بعاصمة التصدير في العالم " بوابة المنتجات السورية التي استوردتها مختلف دول العالم تقع هنا في هذا الخان، من هنا كانت تصدر الأقمشة الحلبية إلى العالم كله، واليوم بالدعم الحكومي وتضافر الجهود أثبت تجار حلب وصناعيوها وحرفيوها أنهم قادرون على العودة من جديد، والنهوض بأسواق المدينة القديمة لإعادة الاقتصاد السوري كاملاً إلى وضعه الصحيح".

يتطابق حديث تجار هذا السوق التراثي مع توصيف المستشار ديب, الجميع هنا يرى خطوات حقيقية بدأت تعيد للمدينة القديمة وأسواقها في حلب الألق والحياة من جديد, سيضيف نهضة جديدة إلى السجل التاريخي لحلب التي عادت من الركام والحروب والزلازل وهجمات التتر والمغول على امتداد عمرها, يمكن توصيف تلك الحكاية بمشهد وبضع كلمات للمسن عبد القادر خصيم صاحب 68 عاماً، رغم حمال الدهر التي أثقلت كاهيلي ذلك المسن الذي يعمل في حرفة صناعة النسيج اليدوي, إلا أنه حمل منتجاته المتقنه وزين جدران الخان حوله بها، يثق الحرفي خصيم إن أسواق المدينة القديمة ستعود " لطالما تجولت في أسواق هذه المدينة وخاناتها قبل الحرب الأخيرة لا أنسى المشهد الي يمتع الروح حينها، لكن اليوم أشعر كالراقد في غيبوبة، وعاد منها إلى الحياة من جديد, لدي أمل وأنا متأكد ستعود هذه الأسواق والخانات كما كانت".

وكانت مؤسسة الآغا خان للخدمات الثقافية ومديريات حكومية والأمانة السورية للتنمية أعلنت خلال حفل رسمي إعادة افتتاح سوق خان الحرير وساحة الفستق وصولاً إلى سوق السقطية بعد إتمام أعمال إعادة الترميم في تلك المواقع، وعودة تجار تلك الأسواق إلى محالهم، معلنين عودة العمل في أحد أهم أسواق مدينة حلب القديمة الواقع عند مدخلها الشمالي.


         

رایکم