۱۷۴۷مشاهدات
محمد صادق الحسني
رمز الخبر: ۵۶۴۲
تأريخ النشر: 11 October 2011
شبکة تابناک الأخبارية: بعث الكاتب والمحلل السياسي "محمد صادق الحسني"‌ بمقال تطرق فيه الي إستعادة العراق أجوائه من قوات الإحتلال وعدة أخبار أخري حدثت في الأيام القليلة الماضية.

ویذکر أن الحسيني كتب في مقاله : استردت السلطات العراقية اجوائها من القوات الامريكيية المحتلة... انه الخبر الابرز والاهم والذي حدث في الايام القليلة الماضية دون ان ينتبه اليه احد لكنه الخبر الذي قد يغير في ميزان القوى المتخاصمة على سوريا ويكسر طوق العزلة والمقاطعة التي تسعى واشنطن من خلالها كسر ظهر دمشق ولي ذراع ايران التي ما زالت ممتدة الى بشار الاسد.

حصول توافقات ايرانية كويتية مهمة خلال زيارة رئيس مجلس الامة الكويتي الى طهران على طريق حل الملفات العالقة بين الجانبين ومنها على سبيل المثال لا الحصر الخلاف المزمن حول الجرف القاري وكذلك فك المنازعات بين الكويت والعراق حول الممر المائي المسشترك سواء من خلال مشاورات اللجنة المشتركة بين البلدين او دخول الايراني على خط التهدئة ما قد يقلب موازن القوى الخليجية لغير صالح المتصيدين في الماء العكر من القوى الاقليمية الطامعة باستعادة نفوذها المتهافت بسبب الصحوات العربية الاسلامية وكذلك ما قد يقطع الطريق على لعب الاجنبي المستمر على ورقة الايران فوبيا الشهيرة.

خبر آخر لم ينتبه اليه احد كثيرا وهو تصريح رئيس الموساد الصهيوني السابق مائير داغان والذي قال فيه: ان تل ابيب تمر في اسوأ حقبة من تاريخها وان كل شئ في المنطقة يسير لمصلحة ايران وبالتالي لن يعد عمليا ابدا ضرب ايران اذا لم يكن ذلك من المستحيلات .... .

في هذه الاثناء يعمل الامام السيد علي الخامنئي صباح مساء على ما يبدو على تجهيز ايران بما يكفي لان تكون مكتفية ذاتيا في اساسيات المعاش اليومي عندما امر الرئيس نجاد -ايضا في خبر لم يتوقف عنده الكثيرون - بان يطلب بوقف استيراد كل ما يوجد شبيه له من المنتجات الوطنية بشكل فوري وذلك في اطار تعزيز ما يسميه باقتصاد المقاومة.

من جهتها فان وزارة الدفاع الايرانية تعمل 24 على 24 لتقوية وتعزيز دفاعاتها الصاروخية والجوية من جهة لردع اي هجوم اجنبي والرادارية والحرب الاليكترونية لردع اي تحرش او احتكاك او هجوم اسرائيلي او امريكي مفاجئ وهو ايضا ما لم يلحظه الكثير من المتابعين.

من جهة اخرى فانه ورغم اجواء الاستقطابات السياسية الايرانية الداخلية القائمة على خلفية الصراع مع تيار احمدي نجاد لمنعه من اكتساح البرلمان في اوائل آذار المقبل, فان اجتماعات الامام السيد علي الخامنئي شبه اليومية مع قطاعات واطياف المجتمع والدولة الايرانية ودخوله على خط الادارة التنفيذية لكل قطاعات السلطة من حيث الاشراف والتوجيه والمراقبة ربما هو الآخر امر يعني ما يعني من قرار الامساك الحازم بالقرار الايراني الموحد في حال حدوث اي طارئ لاسيما الصدام غير المتوقع او غير المحسوب مع اي جهة اجنبية معادية.

قد يكون امر الدرع الصاروخي الذي قررت تركيا السماح لحلف الناتو ان تنصبه فوق اراضيها, ومجموع السلوك التركي تجاه سوريا تحديدا والمنطقة عموما هو جرس الانذار الذي يقف وراء كل تلك الاخبار , وقد يكون خبر طلب قائد القوات الامريكية في المنطقة من الايرانيين الموافقة على اقامة خط تهاتف عسكري ساخن بين الجانبين قد زاد في جدية انتظار مفاجأة ما ينبغي الاستعداد لها.

ولكن يبقى الخبر الاول ربما هو الخبر الاهم والاول , لان استعادة السلطات العراقية لفضائها الجوي من المحتل الامريكي سيعني فيما يعني ما يلي:

اولا: حالة الوهن واليأس التي وصلت اليها الادارة الامريكية من امكانية تمديد احتلالها للعراق ووصول حالة نفوذها العام في المنطقة الى ادنى درجاته بسبب الاستنزاف الشامل الذي تعيشه على كل المستويات.

ثانيا: تبلور تحالف ايراني عراقي سوري من نوع جديد باستطاعته الالتفاف على الاتراك في من خلال الاستغناء عن فضائها الجوي مدنيا - سيكون خط الطيران الايراني المدني الى بيروت عبر بغداد وليس الاجواء التركية - وهو ما سيفيد في امور كثيرة منها مواجهة العقوبات الاقتصادية على سوريا وعسكريا اذا ما لزمت الحاجة لردع اي عدوان صهيوني او امريكي محتمل مايؤمن جسرا جويا مطمئتا لسوريا ولبنان في الحرب ايضا.

ثالثا: ارسال اشارة ايجابية للبنان بانه بات لديه عمق استراتيجي من نوع جديد يمكن الاعتماد عليه دون الحاجة للمرور بالكوريدور التركي في حال اقدمت الولايات المتحدة او الاتحاد الاوروبي على اي قرار احمق بمحاصرة او مقاطعة لبنان بسبب الخلاف حول المحكمة الدولية الصهيونية الامريكية.

هذه الامور مجتمعة تفسر لنا سبب حالة الاضطراب والتخبط الذي تمران به كلا من تل ابيب وواشنطن تجاه "مشروع ايران الفلسطيني" المشروع الذي استطاع ان يعيد ترتيب اوراق تحالف قوى المقاومة والممانعة العربية الاسلامية بما يقوي اوراق فصائل المقاومة الفلسطينية في مشروع التصدي لمشروع تصفية قضية فلسطين وبما يجعل سوريا تتجاوز نفق الحصار وبما يعيد لايران زمام المبادرة في لعبة القط والفأر التي لطالما حاولت واشنطن من خلالها الايقاع بايران من خلالها من خلال استفزازها او توريطها في مواجهات او حرب قبل اوانها .

وحدها ادارة اوباما ومعها عصابة نتانياهو - ليبرمان تقف اليوم امام الحائط فلاهي قادرة على التقدم كما اعتادت دوما هجوما على الخصم ولا هي قادرة على التراجع المنظم بسبب حقول الالغام العراقية والافغانية التي تنتظرها باستمرار ولا هي قادرة على المراوحة طويلا في مكانها بعد سقوط الحليف التركي الجديد في ورطة المستنقعات الامريكية.
رایکم
آخرالاخبار