۵۵۸مشاهدات
لم تتوقف والدة الشهيد الطفل عمر أبو النيل وهي تلملم ملابسه وحقيبته المدرسية ودفاتره وتشتم رائحته فيها؛ علّها تواسي نفسها بأن طفلها لم يرحل بعد، وأنها لن تراه بعد اليوم.
رمز الخبر: ۵۶۳۳۰
تأريخ النشر: 29 August 2021

تشمّ رائحة فلذة كبدها بزيه المدرسي ودفاتره.. والدة الشهيد الطفل عمر أبو النيل تتساءل: لماذا قتلوه؟

موقع تابناك الإخباري_هذه المشاهد أفجعت جميع المعزين الذين جاؤوا الى منزلها في حي التفاح شرق مدينة غزة لمواساتها باستشهاد طفلها عمر، وسط حزن شديد أصاب أطفال الحي وزملائه بالدراسة، وكل من عرفه.

وشيعت جماهير غفيرة ظهر السبت جثمان الطفل النيل (12عامًا)، الذي ارتقى صباحًا إثر إصابته بمسيرة العودة الأسبوع الماضي.

وأعلنت وزارة الصحة صباح يوم السبت، استشهاد الطفل عمر حسن أبو النيل؛ متأثرًا بجراحه التي أصيب بها يوم السبت الماضي شرق مدينة غزة.

وسط بكاء حار تقول أم علي، والدة الطفل عمر أبو النيل، وهي تستقبل المعزين "سأحتفظ بملابس عمر حتى آخر يوم بعمري، كيف لا وهي تحمل ريحة طفلي الذي سلبه الاحتلال من حضني ومن منزلي".

وتصف أم علي خسارتها لطفلها بالموجعة، وتوضح أن طفلها عمر لم يذهب للدراسة بالصف الثالث الإعدادي سوى يومين، ملابسه جديدة تحمل رائحته ولم يتسلم بعد كتبه الدراسية".

وتضيف "ولدي عمر وعدني هذا العام أن يكون من المتفوقين والمتميزين بالدراسة، وأن يحقق لي رغبتي بذلك؛ لكنه حصل على شهادته مبكرًا، ولا أقول سوى حسبنا الله ونعم الوكيل".

وتتابع حديثها قائلة: "الحمد لله أن أكرمني ربي بشهادة ولدي، وأنا راضية بما قدره الله؛ فهو ذهب للأكرم منا جميعًا؛ ابني عمر انتقل من حضن أمو لحضن رب العباد الله يسهل عليه".

وتتساءل أم علي: "أين المجتمع الدولي عمّا يحدث لأطفال فلسطين وهم يقتلون برصاص الاحتلال الإسرائيلي؟، أريد من هذا العالم الصامت أن يسترجع لي طفلي الذي سلبه الاحتلال وجميع الأطفال الذين قتلوا بدمٍ بارد".

وتصف قتل الاحتلال لطفلها بالجريمة البشعة وجريمة بحق الإنسانية، قائلة "بعيدًا عن الأديان السماوية، ما يحدث لأطفال فلسطين جرائم ولا نجد صدى أو محاسب لهذا المحتل".

وبصبرٍ واحتساب يقول حسن أبو النيل وهو يستقبل المعزين بشهادة طفله عمر إن "شرّف عائلته بالشهادة، التي هي درجة لا يمنحها الله إلاّ لمن يستحق".

وبحسرة يقول أبو النيل "عمر لسّا صغير راح على مسيرة العودة ليشارك كما المتظاهرين؛ لكن جنود الاحتلال قنصوه برأسه وقتلوه بدمٍ بارد".

ويعتبر أن ولده شهيدًا، فهو لم يختلف كثيرًا عن الأطفال الذين قتلهم الاحتلال، حسبنا الله ونعم الوكيل؛ مضيفًا "طوال عمرنا يرتكب الاحتلال المجازر بحق الأطفال وهذه ليست المرة الأولى، الحمد لله على كل شيء".

يذكر أن هذه المسيرة الأولى التي يشارك فيها الطفل عمر شرق مدينة غزة.

وبحسب شهود عيان لم يتقدّم كثيرًا إلى السياج الأمني، ولم يكن يحمل شيئًا بيده كما يدعي جنود الاحتلال عادةً حين يقتلون الأطفال والشبان.

ويضيف والده "عمر هو أول شهيد لنا بعائلة أبو النيل، الحمد لله على هذا الكرم من الله تعالى، وحسبنا الله ونعم الوكيل في هذا الاحتلال الذي سلبني طفلي، وأسأل الله أن يحسّر من قتلوه بأطفالهم كما أذاقونا هذا الوجع".

ويتساءل أبو النيل: "ولدي ذهب كما المشاركين لم يشكّل خطرًا وكان أعزلاً لماذا يقتل بدمٍ بارد، أين العالم من هذه الجرائم؟ أين منظمات حقوق الإنسان؟".

ويعرب عن أمله ألاّ تتكرر هذه الجرائم بحق أبناء شعبنا واطفالنا، كفانا ألمًا وحرقةً وقهرًا على أطفالنا، داعيًا العالم للانتصار للحق الفلسطيني ومحاسبة قادة الاحتلال على جرائمه بحق الأطفال.

وباستشهاد الطفل عمر أبو النيل يرتفع عدد الشهداء خلال قمع قوات الاحتلال للمسيرة السلمية التي استأنفت شرق قطاع غزة خلال الأسبوع الماضي إلى شهيدين، بعد ارتقاء الشاب أسامة خالد دعيج (32 عاما) من مخيم جباليا، متأثرا بجروح أصيب بها على مقربة من الشريط الفاصل.

وبحسب وزارة الصحة فإن 41 مواطنا غالبيتهم من الأطفال أصيبوا برصاص قوات الاحتلال التي قمعت تظاهرة سلمية شرق مدينة غزة، في ذكرى إحراق المسجد الأقصى.


         

رایکم
آخرالاخبار