۴۴۲مشاهدات

التحرير الثاني.. يوم الإنتصار على الإرهاب في لبنان

رمز الخبر: ۵۶۲۴۱
تأريخ النشر: 27 August 2021

موقع تابناك الإخباري_استطاعت الجماعات الإرهابية السورية أن تستغل واقع النازحين والتأييد السياسي والإنساني لهم، لتؤمن بخلال سنتين قدرة عسكرية، تمكنت من خلالها أن تنفذ في شهر آب من العام 2014 هجوماً على مواقع الجيش اللبناني لتقتل عدداً من الضباط والجنود وتأسر 30 عسكرياً لبنانياً تمّ احتجازهم لدى جبهة النصرة وتنظيم داعش، وقد أفرج لاحقاً بنتيجة التفاوض عن 16 من هؤلاء العسكريين في 2015 بعد أن أعدمت جبهة النصرة 4 منهم وتوفي عسكري خامس متأثراً بإصابته، وأبقى تنظيم داعش الارهابي مصير 9 عسكريين مجهولاً.

وأعلنت التنظيمات الارهابية عن سيطرتها واحتلالها لأراضي لبنانية في عرسال وجرودها وجرود راس بعلبك والقاع، وحاولت التوسع خارج هذه المنطقة واحتلال قرى لبنانية إلا أنها جوبهت بمقاومة عنيفة من الجيش اللبناني وحزب الله، بحيث أدت هذه المقاومة إلى منع تمدد هذه الجماعات إلى خارج مناطق سيطرتها، إلا أن نية التوسع والسيطرة لا تخرج من قاموس هذه الجماعات التي لا تترك فرصة سانحة إلا وتقتنصها لاحتلال المزيد من الأراضي، لذا كان وجود هذه الجماعات تهديداً للأمن القومي اللبناني.

منذ العام 2014 لم تكن المعطيات السياسية سانحة لقيام الجيش اللبناني أو حزب الله بعملية لتحرير الأراضي أو استرجاع الأسرى، وبخلال هذه المدة نفّذت الجماعات الإرهابية العديد من العمليات داخل الأراضي اللبنانية، وأخذت تؤمّن القوة لجماعات ارهابية متواجدة في المخيمات لا سيما مخيّم عين الحلوة. ولهذا لم يكن أمام القوى الشرعية اللبنانية أي خيار سوى تحرير الأرض من هذه الجماعات الارهابية المتواجدة فيه.

في العام 2017 حانت الفرصة للقيام بهذه المهمة بعد أن تولى العماد ميشال عون رئاسة الجمهورية وتعيين العماد جوزف عون قائداً للجيش، فجرى رسم خطة تحرير كافة الجرود اللبنانية والسورية الواقعة في المنطقة الحدودية بين البلدين والمقدرة مساحتها بنحو 500 كم2 وبهمّة الرئيس عون تمت مباركة عملية حزب الله والجيش السوري في شهر تموز 2017 بتحرير جرود عرسال وما يقابلها من جرود في الأراضي السورية والتي انتهت بتحرير ما يقارب 200 كم2 وإخراج مسلحي جبهة النصرة إلى إدلب، ليبقى مساحة 140 كم2 محتلة من الأرض اللبنانية ونحو 180 كم 2 محتلة من الأراضي السورية المحاذية للأرض اللبنانية.

فانطلقت في 19 آب 2017 عملية تحرير هذه المنطقة، فبدأت المقاومة بعملية تحرير 20 كم2 من الأراضي اللبنانية وتحرير كافة الأراضي السورية المحاذية للأرض اللبنانية بالتعاون مع الجيش السوري، بينما تولى الجيش اللبناني تحرير 120 كم2 المحتلة من الأراضي اللبنانية وبخلال أيامٍ قليلة تمكّنت القوات المهاجمة من تضييق الخناق على ارهابيي داعش وحصرهم في مساحة لا تتعدى 40 كم2، وفي 26 آب 2017 أعلنت المقاومة والجيش السوري وقف اطلاق النار بغاية انهاء الوجود الارهابي بأقل خسائر وتحرير الأسرى اللبنانيين لدى هذا التنظيم، ومن جهته أعلن الجيش اللبناني عن وقف عملياته العسكرية بغاية تحقيق المفاوضات نتائجها المرجوة.

بالفعل أثمرت المفاوضات عن معرفة مصير الأسرى اللبنانيين لدى داعش حيث تبيّن أنهم أعدموا في العام 2015 كما تمّ الاتفاق على اطلاق أسير حزب الله لدى داعش، بالمقابل وافقت قيادة الجيش على نقل إرهابيي داعش إلى دير الزور ولم تمانع الدولة السورية هذه الخطوة. وتمّ تنفيذ العملية حيث استعادت الدولة اللبنانية جثامين شهدائها العسكريين وخرج إرهابيوا داعش من الأراضي اللبنانية إلى دير الزور وتحقق التحرير الثاني للأرض اللبنانية بتاريخ 28/8/2017.


         

رایکم