۳۶۷مشاهدات
رمز الخبر: ۵۵۶۴۶
تأريخ النشر: 16 August 2021

في أعقاب نحو عام ونصف العام على تفشي جائحة كورونا في العالم باتت الصورة واضحة حاليا ازاء تعامل مختلف البلدان تجاه هذا الملف والانباء والتقارير والصور التي تعكسها وسائل الاعلام العالمية حيال ما يجري في مختلف بلدان العالم ومنها الجمهورية الاسلامية الايرانية التي حازت على مركز الصدارة في تسليط الاضواء عليها بهذا الشأن.

ولو استعرضنا الاحصائیات الرسمية في البلدان المتصدرة لقائمة تفشي الجائحة وأمعنّا النظر فيها يمكننا التوصل الى نتائج شبه حقيقية دون التأثر بمحاولات التشويه الاعلامي بهدف التشويش وتسييس الملفات ذات الصلة.

وبطبيعة الحال فإن عقد مقارنة سريعة بين التطورات الجارية في ايران بهذا الملف مع البلدان الاخرى لاسيما الغربية التي تسلط الاضواء بهدف عكس صورة ذات طبيعة سوداوية عن حقيقة ما يجري بدافع التسييس يمكننا التوصل الى نتائج سريعة مفادها ان ايران استطاعت إدارة هذا الملف بحكمة وعقلانية ما مكّنها خفض سرعة الاصابات والتفشي وحالات الوفاة على حد سواء.

ولابد لنا من التنويه الى ان عقد أي مقارنة بهذا الشأن دون النظر الى الوضع الاقتصادي الخاص في كل بلد وتأثيراته على القطاع الصحي والعلاجي لن يوصلنا الى نتائج سليمة ونزيهة، وبالتالي فإن تركيز الاعلام الغربي على إحصائية تضم عددين فقط هما حالات الاصابة والوفيات في ايران يبتعد عن المنطق والعقلانية دون الاخذ بنظر الاعتبار العناصر المسببة الاخرى التي تعود بالدرجة الاولى على الغربيين أنفسهم وهو الحظر الجائر على القطاعين الصحي والعلاجي واغلاق قنوات التبادل المالي ما يجسّد حقيقة ساطعة مفادها ان ايران استطاعت بأيد عزلاء التغلب على المقصلة الغربية ودفعها عن رقبتها وبالتالي إحباط مخططات التشويه ومحاولات ترمي لعكس سمعة سيئة عنها في إدارة شؤون هذا الملف.

ولو نظرنا الى حقيقة ما يجري في ايران والبلدان الغربية والنفوذ الى خلف الكواليس لوجدنا ثمّة حلقة جديدة من الصراع بين الجانبين تضاف الى سلسلة الحلقات الاخرى التي اصطنعها الغربيون في ملفات عديدة منها النووي والمنطقة والترسانة الصاروخية وحقوق الانسان وغيرها ولو راجعنا النتائج التي حققتها ايران بهذا الملف لوجدنا أنها لاتقل أهمية عن الملفات الاخرى بل تماثلها في خصوصيات الاعتماد على الكفاءات الداخلية والطاقات الذاتية كما هو الحال في التكنولوجيا النووية السلمية والمواضيع الشائكة الأخرى.

مقارنة الاحصائیات في مجالي الاصابات والوفيات بين ايران والبلدان الغربية:
1- احصاءات منظمة الصحة العالمية تدلل ان ايران تقف في المرتبة الثانية عشر على هذا الصعيد حيث تسبقها بلدان متقدمة تقنيا وعلاجيا كالولايات المتحدة وفرنسا بريطانيا وروسيا وايطاليا والبرازيل بهذا الشأن ما يشير ببساطة الى فشل هذه الحكومات في إدارة شؤون الازمة رغم تفوقها التقني والعلاجي والدوائي.

2- الاعداد الواردة في بيانات منظمة الصحة العالمية بشأن حالات الاصابة والوفيات لاتنظر الى نسبها مقارنة بعدد السكان وإنما تستعرض ارقاما مجردة فقط. وفي هذا السياق لو تمعنّا الى الاحصاء الوارد بشأن الولايات المتحدة (36.7 مليون اصابة ، 621 الف حالة وفاة) وفرنسا (6.45 مليون اصابة ، 113 الف حالة وفاة) وبريطانيا (6.24 مليون اصابة ، 113 الف حالة وفاة) وايران (4.39 مليون اصابة و97.208 الف حالة وفاة) وفي هذا السياق نجد ثمّة بون شاسع بين خسائر ايران وهذه البلدان ونترك للقارئ محاسبة النسب مقارنة بعدد السكان سواءً في ايران والبلدان الغربية الثلاثة المذكورة.

3- إذا أدخلنا عنصر الحظر الاقتصادي الخانق والجائر المفروض من قبل هذه البلدان تحديداً وتأثيراته على الحسابات والاحصائیات الناجمة عن تفشي فيروس كورونا لتوصلنا الى نتيجة تشير الى وضع يماثل الاعجاز لما يحدث في ايران مقارنة بالوضع الجاري في البلدان الثلاثة وفي هذا السياق يمكننا القول بكل ثقة بأننا نشهد جولة مصارعة غير متكافئة بين منافس يتعرض للجوع والعطش بل والاختناق الشديد في مواجهة ثلاثة منافسين يحظون بكل امكانيات الاعداد والتأهيل والتفوق الرياضي والتقني والصحي والعلاجي وكل شيء، وهذا واضح تماما ولايحتاج الى استعراض المزيد من الامثلة.

4- رغم التفوق العلمي والتقني للبلدان الثلاثة المذكورة من جهة والحظر الاقتصادي والعلمي والتقني المفروض على ايران من جهة اخرى لكنها استطاعت حيازة تكنولوجيا تصنيع اللقاحات المضادة لكورونا حيث دخلت اعداد كبيرة منه والتي تجاوزت المليون ونصف المليون جرعة لحد الآن في الاستخدام المحلي فيما تبذل المساعي للاسراع بوتيرة الانتاج لتغطية حاجة البلاد وفي هذا السياق يمكن القول بكل فخر واعتزاز ان ايران هي الدولة الوحيدة في غرب آسيا والشرق الاوسط التي نجحت في انتاج اللقاح.

5- لو نظرنا الى الاتفاقیات الدولية في مجال مكافحة كورونا وعلى رأسها اتفاقية كوفاكس إشراف منظمة الصحة العالمية لوجدنا فشلا ذريعا من قبل البلدان المنتجة للقاحات المضادة في الوفاء بوعودها على صعيد تقديم الدعم للبلدان الاخرى حيث اقتضت الاتفاقية التي منحت املا للشعوب بتحقيق العدل في المجال العلاجي لكنها لم تلتزم بها. في هذا السياق وكمثال حيّ قدّمت الجمهورية الاسلامية الايرانية أكثر من 177 مليون دولار لشراء نحو 16.8 مليون جرعة لقاح من البلدان المنتجة لكنها لم تتلقّ جرعة واحدة ما يشير الى نكث الغربيين لعهودهم في المجالات العلاجية رغم تشدقاتهم بحقوق الانسان وتحقيق العدالة دون النظر الى الاعراق والقوميات والنظام السياسي الحاكم في بلدما.

6- العداء الغربي لايران لم يتوقف عند عدم مساعدتها بالافراج عن الاصول المجمّدة في اميركا والبلدان الاخرى كاليابان وكوريا الجنوبية والعراق وعمان، بفعل الحظر الاميركي، من أجل توظيفها في شراء المعدات الطبية والادوية واللقاحات اللازمة لشعبها، بل تعدّاه الى الممانعة في وصول اللقاحات والادوية المشتراة من بلدان اخرى. وفي هذا السياق وكمثال على ما أسلفناه عقدت ايران صفقة لشراء 5 ملايين جرعة لقاح مضاد لانفلونزا لكن الشحنة تم توقيفها في تركيا بسبب ممانعة اميركا وحظرها الجائر.

7- وأخيرا وعقب مشاهدة النتائج التي تحققت على الارض ومؤشرات تغلّب ايران في جولة الصراع مع الغربيين على صعيد مكافحة كورونا اشاد رئيس مكتب مجموعة بلدان شرق المتوسط التي تضم 20 بلدا (إمرو) في منظمة الصحة العالمية بجهود ايران على صعيد انتاج اللقاح المضاد ووصفها بالعقلانية واعتمادها على الطاقات الذاتية.

رایکم