
رسميا الدبلوماسي السويدي هانز غروندبرغ مبعوثا أمميا جديدا إلى اليمن خلفا للبريطاني مارتن غريفيث الذي تم تعيينه وكيلا للأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة لشؤون الطوارئ بعد ثلاث سنوات ظل فيها أسيرا للسياسة والضغوط السعودية الإماراتية ومكبلا بالقيود الأمريكية والأجندة البريطانية.
الملف الإنساني، والاقتصادي والعسكري والسياسي مسارات تفرض نفسها كأولويات على المبعوث الجديد، ووتمثل اختباراً لقدرته في تحقيق اختراق في جدار هذه الملفات وتحريك مياها الراكدة عبر المضي قدما في هذه المسارات نحو النهاية المرجوة بعيدا عن التدخلات الأمريكية في بلد يكابد ويلات العدوان والحصار منذ أكثر من ست سنوات.
الخارجية في صنعاء رحبت بقرار تعيين برغ مبعوثا جديدا لليمن، لكنها شددت على ضرورة وضع ملفي فتح مطار صنعاء الدولي وإنهاء أعمال القرصنة البحرية على سفن النفط والغذاء على رأس المواضيع المقررة لهذا المبعوث كخطوات مهمة لاستعادة بناء ثقة الشعب اليمني في الأمم المتحدة ودورها في إحلال السلام ومعالجة التداعيات الكارثية على الجانب الإنساني.
دون ذلك المراوحة في نفس مكان المبعوثين السابقين وأي تحركات لا تفصل الملف الإنساني عن الملف السياسي والعسكري بشكل واضح وصريح لن يكتب لها النجاح ولن تمهد للمضي باتجاه ترتيبات وقف إطلاق النار الشامل والبدء في مفاوضات سلام لتحقيق تسوية سياسية تصب في مصلحة الشعب اليمني وتحقيق الأمن والاستقرار.
في المقابل لا يبدد الترحيب السعودي بالمبعوث الجديد مخاوف الفشل ولا يعزز شعور التفاؤل بإمكانية نجاح المهمة الصعبة في ظل العقبات والتحديات التي عقدت الأزمة وأطالة أمد الصراع في اليمن وهو ما دفع المنظمة الدولية إلى تجزئة الملفات وترحيلها قبل انتقال مبعوثيها السابقين من دور الوسيط المحايد إلى دور الداعم لأجندة قوى العدوان والناطق باسمها.
تولي جراند بيرغ المبعوث الجديد منذ سبتمبر 2019، منصب سفير الاتحاد الأوروبي إلى اليمن، وخبرته الممتدة لأكثر من عشرين عاما في الشؤون الدولية بما فيها أكثر من 15 عاماً من العمل في مجال حلّ النزاعات والتفاوض والوساطة، مع تركيز خاص على الشرق الأوسط ليست معيارا للنجاح في اليمن.
فالتصور كان ولا يزال أن الخبرة في الشؤون الدولية لا تعكس التوجه الحقيقي لدى المجتمع الدولي بوضع حد للازمة الأسوأ في العالم، وحتى جنسية المبعوث السويدية قد لا تمنحه قوة ودعماً لتحركاته إذا لم يركز على أسباب ومسببات ما يحدث في اليمن من عدوان غاشم وحصار ظالم من قبل قوى إقليمية ودولية دأبت الأمم المتحدة على أن تلبسها لبوس الإنسانية وتقدمها كدول محايدة وداعمة للحلول السياسية.
المصدر: قناة المسيرة