۱۵۲۷مشاهدات
صادق الحسیني
رمز الخبر: ۵۴۴۷
تأريخ النشر: 20 September 2011
شبکة تانباک الأخبارية: كان الاخ ياسر – دليلنا السياحي الجهادي – باسما طوال الوقت وممتلئا بالحيوية ويتحرك كالعصفور بين الاشجار لكن اقدامه كانت ثابتة كاشجار السنديان المنغرسة في الارض حتى جوف الجبال التي يعرفها شبرا شبرا على ما يبدو كما هي تعرفه.
لكن ياسر كان ينظر ايضا في اقصى القوم باعدادهم التي لا تنقطع عن التقدم نحو المعلم السباحي الجهادي زرافات ووحدانا وهو الامر الذي كان يجعله يزداد القا وفخرا وهو يشرح لنا عما فعله رفاقه هناك وما حفروه من ذكريات على كل صخرة وحبة تراب من جبال عاملة الطاهرة بانتظار "المليونية " التي يستعدون للاحتفال بها اي -عندما يكتمل عدد المليون زائر - منذ ان افتتحوا هذا المعلم الخالد لشهداء قافلة التحرير والحرية على احد السفوح المطلة على بلدتي اللويزة وجباع الحلاوة المجاهدتين.

في اقصى الغرب من المعلم السياحي الجهادي حيث مغيب الشمس مستنقع يشبه الهاوية تجمع في جوفه بقايا حطام متناثر من مدرعات وقطع مهشمة من بقايا طائرات عمودية واسلاب جنود صهاينة فروا او سقطوا امام جنود الله في لبنان .

بالمقابل فانه وفي اقصى الشرق من ذلك المعلم العظيم حيث بزوغ الشمس اي في قمة معلم "مليتا " السياحي الجهادي اعتلى المشهد ذلك النصب التذكاري الخالد وقد حفر في جوفه الدعاء الخاص بالشهداء الذين لولاهم لما كنا اليوم نشهد كل هذه الانتصارات الشعبية من اقصى مغرب العرب الى اقصى مشرقه .

بين القمة التي تطل على جبال صافي وسجد والرفيع ومغارة المجاهدين الاوائل في بلدة اللويزة وبين مستنقع الهزيمة في قاع "مليتا " الذي ظللته هامات المجاهدين العابرين الى فلسطين عبر اقليم التفاح اللبناني كانت هناك .

بعض من "حكاية الارض للسماء " كما اطلق الدليل السياحي الجهادي وهو يدثنا عن الاعمال البطولية التي سطرتها الوحدات الجهادية الاولى في حزب الله اللبناني بقيادة امينه العام السابق الشهيد السيد عباس الموسوي بين المغارة الجبلية الحصينة والنفق الصخري الفولاذي المحفوران باظافر المجاهدين ومتاريس المقاتلين المظللة بشجر السنديان كان المعلم الابرز محراب السيد القائد العام للقوات اي حيث كان يصلي السيد عباس ويدعو للمجاهدين بالنصر وهو يطعمهم بيديه الطاهرتين قبل ان يودعهم باتجاه الحدود مع فلسطين
هناك بالذات استحضرتني كل معاناة المقاومين والمقاتلين من اجل الحرية والعدالة وهم يعانون من قلة الناصر والمعين وانعدام الزاد وحتى الماء اللازم للوضوء , فتذكرت تلك الابيات الشهيرة المعبرة عن سلوك العارفين لسيدي ابن عطاء الله السكندري حيث يقول :

توضأ بماء الغيب ان كنت ذا سر والا تيمم بالصعيد او الصخر
وقدم اماما كنت انت امامه وصل صلاة الظهر في اول العصر
فهذي صلاة العارفين بربهم فان كنت منهم فانضح البر بالبحر

وهو يشرح لنا اهمية شجرة السنديان بالنسبة للمقاتلين قال لنا الدليل السياحي المجاهد ما يعتبر مثلا يردده كل من تنقل بمعداته من المجاهدين بين الجبال والوديان : اركن سلاحك على سنديانة وما تركنه على " ملولة " والملولة شجرة تفقد اوراقها في فصل الشتاء القاسي فتكشف عمليا السلاح المخبأ او المركون جانبا اثناء استراحة المحارب .

فما كان من الاخ المجاهد خالد البطش القيادي في حركة الجهاد الاسلامي القادم الينا من غزة هاشم المحاصرة الا ان علق بالقول : يا اخوان ان هذا المثل يصلح في السياسة كما يصلح في القتال والحرب , اذ اننا نستطيع القول ان ثمة من القوى والدول والمؤسسات والزعامات والاحزاب او اشباه المثقفين من لا يمكن الركون اليهم او الاعتماد عليهم في المواقف لانهم سرعان ما تسقط اوراق التوت عنهم في اول منعطف فيصابون بالتعرية وبالتالي يعرون كل من ركن او استند او اعتمد عليهم او راهن عليهم في الملمات .

وهنا انبرى الجميع ممن كان يرافق المجاهد الغزاوي في هذه الرحلة السياحية الجهاديبة التي نظمها التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة من مصريين وسوريين وبحرينيين ومغربيين وايرانيين ولبنانيين بالطبع ليقولوا بصوت واحد : وما اكثرهم هذه الايام .

بعد ذلك ونحن نتابع المسير تم تطوير المثل باضافة منبثقة من وحي المعلم الجهادي العظيم ليصبح : واللي بدو يعرف اكثر يزور مليتا .

ونحن ننقل هذا الكلام اليوم فان ما يدور من حولنا وفي اوساطنا في العالمين العربي والاسلامي من وقائع واحداث وتطورات متسارعة ومتقلبة انما يؤكد ما ذهبنا اليه وما ذهب اليه المجاهدون الاوائل في مضرب امثالهم , فان ما من احد يستطيع الركون الى احد او قوة او طرف محلي او اقليمي او دولي الا وان تكون صلابة موقفه مثل صلابة شجرة السنديان واوراقها التي لا تغادرها حتى في اقسى الظروف .
وان من يعري نفسه وحلفائه ويتخلى عنهم في وقت الشدة ايا كانت شعاراته التي يرفعها بين الفينة والاخرى براقة وجذابة فانها ستظل مثل اوراق شجرة الملولة سرعان ما تتساقط مع اول نسمة من نسمات الشتاء القارس , ومن لا يصدق او يريد ان يعرف اكثر فليزر" مليتا " حيث عندها بعض حكاية الارض للسماء ّ.
رایکم