۴۱۰مشاهدات
خيمت مأساة الفيضانات المميتة التي اجتاحت ألمانيا على الزيارة الأخيرة التي قامت بها المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الخميس إلى البيت الأبيض، وبحثت مع الرئيس الامريكي جو بايدن ملفات عدّة أبرزها "نورد ستريم 2"، مشروع أنابيب الغاز الذي تبنيه ألمانيا وروسيا وتعارضه الولايات المتحدة.
رمز الخبر: ۵۴۳۵۰
تأريخ النشر: 16 July 2021

وكالة تبناك الإخبارية_ عبّرت ميركل خلال مؤتمر صحفي مشترك في البيت الأبيض عن "تأثّرها الشديد" بالفيضانات التي اجتاحت بلادها وأسفرت عن مقتل 93 شخصاً على الأقلّ، وفقاً لأحدث حصيلة.

وقالت ميركل: "تأثّرتُ بشدّة بمعاناة المتضرّرين"، معربة عن "الخشية من عدم القدرة على معرفة الحجم الحقيقي للكارثة إلا في الأيام المقبلة"، واصفة ما شهدته ألمانيا الخميس بـ"يوم خوف، يوم قلق، يوم يأس".

من جهته قدّم بايدن "أحرّ التعازي" لضيفته.

وتشهد ألمانيا أسوأ كارثة طبيعية منذ الحرب العالمية الثانية وقد أحصت حتى الآن 93 وفاة، في حين باتت بعض القرى المنكوبة في غرب البلاد معزولة عن العالم.

أما في بلجيكا حيث تسبّب سوء الأحوال الجوية بمصرع 15 شخصا، فسُجّلت أيضاً أضرار جسيمة على غرار ما حصل في كل من لوكسمبورغ وهولندا.

وإذا كانت الفيضانات الكارثية وحّدت الزعيمين فإنّ الخلاف بينهما استمرّ بشأن مشروع أنابيب "نورد ستريم-2" لنقل الغاز من روسيا إلى ألمانيا والذي أوشك على الانتهاء.

قال بايدن بهذا الشأن إنّه: "في الوقت الذي كرّرت فيه مخاوفي بشأن نورد ستريم 2، فإنّني والمستشارة ميركل مقتنعان تماماً بأنّه يجب عدم السماح لروسيا بأن تستخدم الطاقة سلاحاً لإكراه جيرانها أو تهديدهم".

وشدّدت المستشارة على وجوب أن تبقى أوكرانيا "بلد عبور" للغاز الروسي، على الرّغم من خط أنابيب الغاز الذي سيربط ألمانيا مباشرة بروسيا عبر بحر البلطيق.

وقالت ميركل إنّ: "نورد ستريم 2 هو مشروع إضافي، وبالتأكيد هو ليس مشروعاً يهدف لأن يحلّ محلّ أيّ ترانزيت عبر أوكرانيا. كلّ ما هو خلاف ذلك سيخلق الكثير من التوترات".

وعدا عن أن الخط لن يعبر أوكرانيا، مثيراً مخاوف الولايات المتحدة ودول أوروبا الشرقية من أنّ موسكو تتعمّد من خلاله إلى إضعاف اقتصاد كييف، فإن المشروع يؤكد اعتماد أوروبا على الطاقة من موسكو التي تزداد عدائية.

ورغم انتقاده الشديد لخط الأنابيب، أرجأ بايدن في أيار/مايو فرض عقوبات أمريكية على نورد ستريم-2 بعد أن خلص إلى أنه فات الأوان لوقف المشروع ومن الأفضل السعي لإقامة تعاون مع ألمانيا.

وفي مؤتمرهما الصحفي سعى بايدن إلى التقليل من شأن هذا الخلاف، مؤكّداً أنّه "يمكن حتى للأصدقاء الحميمين أن لا يتفقوا" دوماً، ومعتبراً أنّ الشراكة بين البلدين هي اليوم "أقوى من أي وقت مضى"، في حين قالت ميركل إنّ الولايات المتّحدة هي "أكثر من مجرّد شريك، إنّها دولة صديقة".

وأقرّت المستشارة بوجود "وجهات نظر مختلفة" بينها وبين بايدن بهذا الشأن، مشدّدة في الوقت عينه على أنّ بلادها مستعدّة "للردّ" إذا لم تحترم روسيا شرط بقاء أوكرانيا "دولة عبور" للغاز الروسي إلى أوروبا.

وسلّطت زيارة المستشارة الضوء على الدور البالغ الأهمية الذي تؤدّيه امرأة مخضرمة في العلاقة بين ضفّتي الأطلسي وطرحت في الوقت عينه تساؤلات عديدة بشأن مرحلة ما بعد ميركل.

وأشادت المستشارة، أول مسؤولة أوروبية يتم استقبالها في البيت الأبيض بعد انتخاب بايدن، بهذه "الفرصة الجيدة لمناقشة العلاقة الألمانية الأمريكية" و"التحديات الجيوسياسية" الراهنة.

وأوضح بايدن من جهته خلال استقباله ضيفته في المكتب البيضاوي أنّ ميركل زارت هذا المكان مراراً، مشيداً ب"صديقة للولايات المتّحدة".

وعاصرت ميركل أربعة رؤساء أمريكيين تغادر منصبها في وقت لاحق هذا العام. وكانت ميركل بدأت يومها إلى مائدة فطور في مقرّ نائبة الرئيس كامالا هاريس قبل أن تتسلّم شهادة دكتوراة فخرية من جامعة جونز هوبكنز.

ولدى استقبالها في مقر نائب الرئيس وصفت هاريس مسيرة ضيفتها ميركل ب"الاستثنائية". وشدّد البيت الأبيض على أن استقبال ميركل هو "زيارة عمل إلى حد كبير" أكثر منها مراسم وداعية للمرأة التي اعتبرت أكثر زعماء أوروبا حزماً خلال 16 عاما أمضتها على رأس أكبر اقتصادات القارة العجوز.

ويقيم بايدن على شرف ضيفته عشاء رسمياً يشارك فيه خصوصاً وزراء خارجية سابقون من بينهم هيلاري كلينتون وكولين باول.

رایکم