يمارس الطفل الفلسطيني أحمد محمد عباس (13 عامًا)، من سكان مخيم الشاطئ غرب قطاع غزة، مهنة الخياطة وتصميم الأزياء برفقة والده الخمسيني، بشكل احترافي، مما زاد الإقبال عليه من قبل الزبائن أكثر من والده الذي بات لم يستطيع العمل في هذه المهنة بشكل متواصل كالسابق.
رمز الخبر: ۵۴۲۳۰
تأريخ النشر: 13 July 2021

وكالة تبناك الإخبارية_ لم يقتصر عمل الطفل عباس على حياكة الملابس، بل تعداه ليستطيع صيانة ماكينات الخياطة العاطلة لأصحاب المهنة.

ويروي الطفل أحمد عباس تفاصيل قصته قائلاً إنه تعلّم وورث مهنة الخياط عن والده المسن "محمد" قبل ثلاثة أعوام وهو بعمر الـ10 سنوات، مبيناً أن حبه لتلك المهنة دفعه للتمكن في ممارستها بشكل محترف كونه أصغر خياط على مستوى قطاع غزة.

وأوضح أنه منذ صغره كان يرافق والده بشكل يومي أثناء ذهابه الى المحل ليشاركه في يومه، ولكنه يوماً عن يوم خلال مشاهدته لوالده وهو يمارس مهنته ويخيط الملابس للزبائن، بدأ يعجب فيها ويسأل والده عن بعض الأشياء التي يعملها خلال العمل.

وقال عباس: "عندما رآني والدي أسأل كثيرًا عن المهنة وتفاصيلها، شعر بأنني أحب هذه المهنة وبدأ يهتم بي ويعلمني جميع اساسياتها، في البداية كنت أخطئ ولكن كنت أتعلم مع كل خطأ حتى صرت أمارس العمل باحترافية وكأنيي خياط قديم".

وبيّن أنه يتوجه في كل صباح الى المحل لمساعدة والده المسن، حيث أنه يجد الكثير من الزبائن الذين ينتظرون مجيئه حتى يقوم بحياكة وخياطة ملابسهم، الذين يرغبون به أكثر من والده الذي مارس تلك مهنة الخياطة أكثر من أربعين عاما بشكل متواصل

وأكد عباس أنه يبدأ في ممارسة عمله فور وصله المحل واستقباله للزبائن ويعرف ما هي طلباتهم، مضيفاً "يقيس الزبون ملابسه حتى أستطيع أخذ المقاسات التي يريدها، من الكمر والوسط والقدم، وبعد ذلك أقوم بتجهيز الماكينة ووضع اللون المناسب حسب الملابس ومن ثم أقوم بالخياط".

وأشار إلى أنه يستطيع العمل في أي شيء يخص مهنته، من تصميم وتفصيل جميع أنواع الملابس، الحياكة، الكوي، مضيفاً أنه يقوم بإصلاح الماكينات العاطلة للخياطين، حيث أنهم يأتون اليه حتى يقوم بالإصلاح، وفي بعض الأحيان يذهب الى بيوت النساء لكي يصلح ماكيناتهم.

وتابع، "في الصباح أقوم بفتح المحل وحياكة ملابس الزبائن، بعدها أذهب الى البيت أتابع دراستي، ومن ثم أرافق أصدقائي للعب الكرة، وبعدها نذهب الى البحر، ووقت الصلاة أوقف العمل وأذهب الى المسجد".

من جانبه، قال والد الطفل محمد عباس (54 عامًا)، إنه يمارس مهنة الخياط منذ 43 عامًا، حيث أنه قبل ثلاثة أعوام وجد نجله يهتم كثير في تلك المهنة، بدأ الاهتمام بأحمد وتعليمه أساسيات المهنة، حتى استطاع التمكن بشكل محترف في ممارستها.

وأكد أنه على الرغم من قِدمه في ممارسه هذه المهنة، إلا أن الزبائن يرغبون في ابنه أحمد بأن يقوم بتفصيل وخياطة ملابسهم، موضحاً "أنا أكون سعيدًا جداً عندما أرى ابني وهو تفوق على والده في مهنته بشكل كبير جداً".

وأضاف أنه يعتمد على ابنه أحمد بشكل دائم في إدارة المحل، خاصةً أنه لم يستطيع ممارسته مهنته كالسابق بسبب كبر سنه، إذ أنه يذهب الى السوق لشراء الأدوات والمعدات الخاصة بالخياط، ويترك أحمد لوحده في المحل يتعامل مع جميع الزبائن.

رایکم