۳۷۹مشاهدات
مني حزب التجمع الوطني الفرنسي، الذي تقوده زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان، بهزيمة مذلّة في الانتخابات الفرنسية الإقليمية الأحد الماضي، إذ خسر منطقة مهمة في الجنوب كانت المؤشرات توحي بأنه سيفوز بها.
رمز الخبر: ۵۳۶۹۷
تأريخ النشر: 30 June 2021

ولكن وضع اليمين المتطرف في إيطاليا المجاورة مختلف تماما حيث تكتسب جيورجيا ميلوني، الزعيمة اليمينية المتطرفة التي تقتدي كثيرا بمارين لوبان، شعبية مطردة.

بهذه المقدمة استهلّ الكاتب الصحفي ماتيا فيرارسي، مدير تحرير صحيفة "دوماني" (Domani) الإيطالية، مقالا تحليليا بمجلة "فورين بوليسي" (Foreign Policy) الأميركية تناول فيه ظاهرة صعود اليمين المتطرف في إيطاليا بخاصة حزب "إخوان إيطاليا" (Brothers of Italy) اليميني المتطرف الذي تتزعمه جيورجيا ميلوني.

وقال الكاتب الإيطالي إن ميلوني تستعد لأن تصبح حاملة لواء اليمين الإيطالي، على الرغم من الجذور التاريخية الفاشية لحزبها في مرحلة ما بعد الحرب.

وأشار إلى أن حزب إخوان إيطاليا كان الحزب اليميني المتطرف الوحيد في البلاد الذي رفض الانضمام إلى الائتلاف الحكومي الواسع بقيادة ماريو دراجي في فبراير/شباط الماضي، وقد أوضحت زعيمة الحزب، جيورجيا ميلوني، قرار حزبها عدم المشاركة بالقول "لقد جلسنا في الجانب الخطأ لأن جميع المقاعد الأخرى كانت مشغولة"، في إشارة إلى معارضة حزبها الشديدة لرئيس الوزراء دراجي الذي شغل منصب رئيس البنك المركزي الأوروبي سابقا.

وحسب التحليل فإن ميلوني تتحدث الآن عن تطلعها إلى قيادة الحكومة في الانتخابات الإيطالية العامة المقبلة عام 2023 على أبعد تقدير.

وقد صرحت خلال مقابلة تلفزيونية بأنها تستعد لقيادة البلاد، معلنة بذلك خطوة جريئة لتحويل حزبها الصغير إلى قوة رائدة في السياسة الإيطالية، معتمدة في ذلك على شعبيتها المتصاعدة.

وأوضح الكاتب أن حزب "إخوان إيطاليا" نما خلال الأشهر القليلة الماضية بوتيرة سريعة، وتقدر استطلاعات الرأي أن جمهوره الانتخابي يتجاوز 20% من مجموع الناخبين الإيطاليين، وهو ما يعادل تقريبًا شعبية حزب ماتيو سالفيني، الحزب الرائد في تحالف يمين الوسط، وهو في طريقه ليصبح القوة السياسية الثانية في إيطاليا.

ووفقًا لبعض استطلاعات الرأي، فإن قاعدة حزب إخوان إيطاليا الانتخابية تضاهي قاعدة الحزب الديمقراطي الذي ينتمي ليسار الوسط الغارق في صراعاته الداخلية، ويشير الناخبون المحافظون باستمرار إلى زعيمة الحزب ميلوني باعتبارها الأكثر شعبية بين الناخبين اليمينيين في إيطاليا، حسب تحليل مجلة فورين بوليسي.

ويرى الكاتب أن من بين العوامل التي ساعدت زعيمة "إخوان إيطاليا" على نيل هذه الشعبية الكبيرة استحواذها على القاعدة الشعبية التي كانت تؤيد عدوها اللدود سالفيني الذي انضم إلى الائتلاف الحكومي وتحول إلى يمين الوسط، الأمر الذي لم يرق لأنصاره المتشددين الذين وجد كثير منهم ضالته في الخطاب القومي الذي تتبنّاه ميلوني.

وحسب التحليل فإن ذلك لم يكن مفاجئا، إذ يلتقي الحزبان اليمينيان في نقاط عدة، ويتبنيان أجندة متشابهة في ما يتعلق بقضايا متعددة من بينها الهجرة، والقضايا الاجتماعية، والنقد الحاد للاتحاد الأوروبي.

ولكن الكاتب يرى أنه صعود حزب إخوان إيطاليا يشي بأنه قد يحصل على جمهور أوسع من الناخبين مقارنة بالأحزاب الإيطالية الأخرى التي ورثت تقاليد ما بعد الفاشية وتشكلت بعد الحرب العالمية الثانية.

وموضع استغراب الكاتب هو أن إخوان إيطاليا اليميني المتطرف يعدّ الوريث المعاصر للحركة الاجتماعية الإيطالية الفاشية، وهو حزب فاشي جديد في الأصل خاض عملية طويلة على مراحل متعددة للتخلي عن جذوره.

ويرى المقال أنه على الرغم من تكريسها لمبادئ قوية مناهضة للفاشية في دستور ما بعد الحرب، فإن إيطاليا ما زالت تتمسك بعلاقة يشوبها التناقش مع ماضيها الفاشي، وما زال عدد من الأحزاب والجماعات السياسية، بشكل أو بآخر، مرتبطا بالفاشية.

رایکم