
وقال النائب البرلماني عن ولاية "غزنة"، خوداد عرفاني، إن "طالبان سيطرت على مناطق خوجا عمري وواعظ وموقور، إثر تنفيذها هجمات متزامنة على المناطق المذكورة".
وأضاف، في تصريحات صحفية اليوم الثلاثاء، أن القوات الأمنية الأفغانية انسحبت من المناطق المذكورة، إثر هجوم طالبان عليها.
وأوضح عرفاني أن طالبان قد تسيطر على كامل غزنة في حال استمر الوضع على هذا الشكل.
وفي سياق متصل، قال مصدر أفغاني مسؤول إن عددا من عناصر الشرطة الأفغانية قتلوا وجرحوا في هجوم استهدف دوريتهم غربي العاصمة (كابل).
في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع استعادتها السيطرة على منطقتين بولاية فرياب وبرفان (شمالي البلاد)، بعد أن سقطتا في وقت سابق بيد الحركة.
وأضافت الوزارة، في بيان اليوم الثلاثاء، أن الساعات الـ24 الأخيرة، شهدت تنفيذ عمليات متزامنة ضد طالبان، في 14 ولاية، أسفرت عن تحييد 235 عنصرا من الحركة، وإصابة 161 آخرين.
وأقر المتحدث باسم القوات الأفغانية بحدوث فجوة أمنية كبيرة مع بدء انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان؛ لكنه شدد على أن القوات الحكومية تستطيع الوقوف أمام مسلحي طالبان.
بدوره، قال وزير الدفاع الأفغاني، الجنرال بسم الله خان محمدي، إن المفاوضات هي الحل الأمثل للصراع في أفغانستان.
وأضاف الوزير خلال وصوله إلى ولاية وردك لتقييم الوضع الأمني هناك، أن طالبان لا تستطيع الوصول إلى السلطة عبر القوة، وتوقع أن تشهد مناطق عدة من أفغانستان ما أسماه انتفاضة شعبية ضد مسلحي الحركة.
وشدد محمدي على أن القوات الأمنية الأفغانية ستتصدى لمقاتلي حركة طالبان، ولن تدخر جهدا في الوقوف أمامها.
في المقابل، اتهم المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة طالبان، محمد نعيم، وفد المفاوضات التابع للحكومة الأفغانية في الدوحة، بعدم المشاركة في الاجتماعات موضحا أن الوفد لم يكتمل بعد.
وأضاف نعيم في لقاء مع وسائل إعلام أفغانية، أن بعض أعضاء وفد التفاوض التابع للحكومة ذهبوا إلى جبهة القتال (شمال أفغانستان)، بدلا من أن يشاركوا في اجتماعات الدوحة.
واعتبر نعيم أن دعم القوات الأجنبية للقوات الأفغانية، هو تدخل في الشأن الأفغاني، وسيعقد المشهد بشكل أكبر.
وتتزامن هذه التطورات مع انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان، حيث من المقرر أن يكتمل بحلول 11 سبتمبر/أيلول المقبل، وفق الرئيس جو بايدن.
وبوساطة قطرية، انطلقت في 12 سبتمبر/أيلول 2020، مفاوضات سلام تاريخية في الدوحة، بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان، بدعم من الولايات المتحدة، لإنهاء 42 عاما من النزاعات المسلحة.
وقبلها أدت قطر دور الوسيط في مفاوضات واشنطن وطالبان، التي أسفرت عن توقيع اتفاق تاريخي أواخر فبراير/شباط 2020، لانسحاب أميركي تدريجي من أفغانستان وتبادل الأسرى.
وتعاني أفغانستان حربا منذ عام 2001، حين أطاح تحالف عسكري دولي، تقوده واشنطن، بحكم طالبان، لارتباطها آنذاك بتنظيم القاعدة، الذي تبنى هجمات 11 سبتمبر/أيلول من العام نفسه في الولايات المتحدة.