وكالة تبناك الإخبارية_ أصبح هذا اليوم أول يوم للحرب التي أسماها الروس بـ"الحرب الوطنية العظمى." ولم يعلن النظام النازي الحاكم في ألمانيا الحرب على روسيا إلا بعد أن بدأت القوات الألمانية هجومها المباغت باتجاه العاصمة موسكو ومدينتيّ لينينغراد وكييف.
وضمت القوات الألمانية التي شنّت الهجوم باتجاه موسكو 28 فرقة. وواجهتها 13 فرقة من الجيش الأحمر، جيش اتحاد الجمهوريات السوفيتية.
واستغلت القوات المعتدية تفوقها العددي لتتوغل في أراضي الاتحاد السوفيتي. وركزت على تدمير مطارات الجيش السوفيتي، وتم تدمير عشرات المطارات في الأيام الأولى من الهجوم.
وتجدر الإشارة إلى أن الاتحاد السوفيتي التزم باتفاقية عدم الاعتداء الموقعة مع ألمانيا على الرغم من وصول المعلومات الاستخبارية عن استعداد ألمانيا لشن الحرب. ولذلك ترددت قيادة الجيش الأحمر في إعلان حالة التأهب القصوى في صفوف الجيش، وصدر قرار وضع الجيش في حالة إنذار بعد فوات الآوان.
كما استغلت ألمانيا تفوقها العسكري التقني إذ أن الاتحاد السوفيتي لم يبدأ بعد تصنيع ما تم تصميمه من آليات وطائرات عسكرية حديثة. وكانت الآليات الحديثة مثل دبابة "تي-34" وراجمة القذائف الصاروخية "كاتيوشا" تحصى بأصابع اليد.
ولكن القوات الألمانية واجهت صعوبات جمّة في اجتياز حدود الاتحاد السوفيتي لأن حرس الحدود ووحدات الجيش السوفيتي أبدت مقاومة شرسة، بالإضافة الى مساعدة عوامل الطقس والثلوج الكثيفة وبُعد خطوط الإمداد للألمان. وعلى سبيل المثال لم تتمكن القوات النازية من دخول مدينة بيريميشل الحدودية إلا بعد أن سقط نحو 4000 قتيل في صفوفها واضطر المدافعون إلى الانسحاب لاحقاً.
وفي الجبهة الجنوبية تكبدت القوات الجوية الألمانية خسائر فادحة بلغت 72 طائرة مدمرة في يوم 22 حزيران/يونيو.
وبلغ إجمالي خسائر القوات المعتدية في الأرواح في الأسابيع الأولى أكثر من 90 ألف قتيل وجريح ومفقود.
ويقول المؤرخ العسكري، ميخائيل مياغكوف، إن المقاومة العنيدة في أيام الهجوم الألماني الأولى شكلت حجر الأساس للانتصار عليهم بعد أن توّجه الجيش الأحمر بالدخول إلى العاصمة الألمانية برلين في عام 1945.
وكان يجب وفق خطة الحرب الخاطفة على روسيا أن تكسب القوات الألمانية الحرب في غضون 3 إلى 4 أشهر، بيد أن المخطط سقط أمام القوة العسكرية السوفيتي والطقس الروسي القاسي.