۲۷۹مشاهدات
استقبل رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الرئيس الأمريكي جو بايدن اليوم الخميس في منتجع خليج كاربيس الإنكليزي، قبيل قمة مجموعة السبع، التي ستنطلق اليوم الجمعة.
رمز الخبر: ۵۲۷۶۹
تأريخ النشر: 11 June 2021

وقال بايدن عن منظر البحر بينما كان يسير مع السيدة الأولى جيل بايدن، وجونسون وزوجة جونسون، كاري: "إنه رائع ، لا أريد العودة إلى المنزل".

وكان بايدن وصل يوم أمس الأربعاء إلى بريطانيا في أول رحلة خارجية له منذ توليه منصبه، في رحلة تستغرق ثمانية أيام وتهدف لإعادة بناء العلاقات عبر الأطلسي التي توترت خلال عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، وإنعاش العلاقات مع روسيا.

وتتجه أنظار العالم إلى قمة مجموعة السبعة المنعقدة في المملكة المتحدة هذا الأسبوع، باعتبارها الحدث السياسي الأهم عالميا؛ لكونها ستجمع لأول مرة بين قادة الدول الكبرى بشكل مباشر منذ بداية جائحة كورونا، إضافة لكونها القمة الدولية الأولى التي يحضرها الرئيس الأميركي جو بايدن حاملا معه خارطة طريق لتقوية "الديمقراطية" وفق رؤية واشنطن، وتأكيد شعار "أميركا عادت".

ويعد اللقاء الأول والمباشر بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون حدثا مهما؛ لما تحمله العلاقة بين الرجلين من رواسب الماضي، وخلافات وضعت حاجزا نفسيا بينهما، في حالة استثنائية لما تكون عليه العلاقة بين المسؤولين في واشنطن ولندن.

وقبل أن تحط طائرة الرئيس الأميركي في أراضي المملكة، كانت قد سبقته أخبار الملف الذي سيكون موضوع نقاش خاص بينه وبين جونسون، ويتعلق بالملف الأيرلندي، الذي يتعامل معه بايدن بنوع من التشدد.

ومع الجلوس إلى طاولة المفاوضات المباشرة بين جونسون وبايدن، تحضر العديد من الأحداث والأوراق المتحكمة في هذا اللقاء، والتي نستعرضها في النقاط التالية.

قبل وصول بايدن إلى المملكة المتحدة، أعلن أكثر من مرة أن الإخلال باتفاق الجمعة العظيم، الذي أقر السلام بين أيرلندا الشمالية وجمهورية أيرلندا، لن يكون محط ترحيب من واشنطن، قبل أن يُسِرّ محيط الرئيس أن الأخير يعتبر هذا الاتفاق مقدسا، ولا يمكن المساس به؛ بل إن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان صرح لشبكة "بي بي سي" (BBC) البريطانية بأنه لا يجب الاستخفاف بتشبث الرئيس باتفاق السلام.

هذه التحذيرات، تأتي لصد خطط بوريس جونسون الراغب في التخلص من البروتوكول الخاص بأيرلندا، والذي أقر حدود بحرية أمام سواحل أيرلندا الشمالية، تفاديا لإقامة حدود صلبة داخل الجزيرة الأيرلندية، حفاظا على اتفاق الجمعة العظيم.

ويمكن تفسير الصرامة التي يتعامل بها جو بايدن مع هذا الاتفاق بعاملين؛ أولهما شخصي يعود لأصوله الأيرلندية، والتي يفتخر بها، والأمر الثاني سياسي، حيث تعتبر واشنطن أن اتفاق الجمعة العظيم إنجازها الدبلوماسي، الذي تم تحت رعايتها، وأي مساس به يعتبر ضربة للدبلوماسية الأميركية من حليف قريب.

إرث ترامب
لا ينسى بايدن، كيف أن جونسون لم يكن يفوت أي فرصة بدون مدح الرئيس السابق دونالد ترامب، وسربت الصحافة أكثر من مرة أن جونسون قال لمقربيه إن ترامب هو الرجل المناسب الذي سيجعل أميركا عظيمة من جديد، وأكد أيضا أنه يستحق جائزة نوبل للسلام لما قام به مع كوريا الشمالية.

ومن التصريحات التي لا ينساها بايدن أيضا، هي تلك التي كان يطلقها جونسون قبل أن يصبح رئيس وزراء، وأشهرها ضد الرئيس الأسبق الديمقراطي باراك أوباما "الذي يعارض البريكست؛ لأن لديه مشكلة مع تاريخ الإمبراطورية البريطانية"، وفق جونسون.

في المقابل، لم يخف جونسون امتعاضه من بايدن عندما وصفه بأنه "نسخة مطابقة لترامب"، معبرا عن توجه سائد لدى البعض بأن بوريس جونسون ما هو إلا امتداد للتيار الترامبي؛ لكن بالعودة لتصريحات سابقة سيظهر أن جونسون لم يكن يحمل الكثير من الود لترامب في السابق، وسبق أن وصفه علانية بأنه "جاهل".

وحاول بوريس جونسون الابتعاد عن ترامب خلال الحملة الانتخابية عندما رفض مقابلته، كما أنه كان أول زعيم أوروبي يسارع لتهنئة جو بايدن بفوزه في الانتخابات حتى قبل الإعلان الرسمي.

حلم التجارة
ما زال جونسون، ينتظر الضوء الأخضر من بايدن، للمضي قدما في مفاوضات الاتفاق التجاري بين البلدين، والذي سيكون الأكبر في تاريخ التجارة العالمية، وبعد أن كان البلدان قاب قوسين أو أدنى من توقيع الاتفاق في عهد الرئيس دونالد ترامب، يعيش هذا الاتفاق حالة من الجمود.

هذا التأخير هو بقرار من بايدن، الذي يريد الحفاظ على هذه الورقة الرابحة إلى حين ضمان أن جونسون لن يتخذ أي قرار من شأنه الإضرار باتفاق السلام العظيم في أيرلندا، حينها يمكن المضي قدما في هذا الاتفاق، الذي قد ينقل المبادلات التجارية بين البلدين لتصل إلى تريليون دولار.

ميثاق الأطلسي
"ميثاق الأطلسي الجديد" هو اسم الاتفاق الذي سيخرج به الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء البريطاني، في إحالة لاتفاق الأطلسي الأول، الذي وقعه كل من رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل، والرئيس الأميركي روزفلت سنة 1941.

ووضع رئيس الوزراء البريطاني إطارا لهذا الميثاق، وهو السعي لتعافي الاقتصاد العالمي، وتجاوز جائحة كورونا، أما الرئيس الأميركي فيضع نصب عينيه تقوية ما يسميه المعسكر الديمقراطي.

مصالح كبرى
الخلافات السياسية والشخصية بين بوريس جونسون وجو بايدن، لا تخفي حقيقة أن بين لندن وواشنطن مصالح مشتركة عابرة للأشخاص وللإدارات الأميركية، وزادت جائحة كورونا والوضع العالمي من زيادة النفوذ الصيني والروسي، من تقوية هذه الروابط.

وحسب تقارير إعلامية بريطانية، فإن الإدارة الأميركية طلبت من الحكومة البريطانية التركيز على مواجهة الحرب الرقمية مع الروس على أن تتولى أميركا مواجهة النفوذ الصيني.

إضافة للعمل المشترك على ملف المناخ، الذي يوليه بايدن أهمية خاصة، وسيظهر هذا جليا في قمة المناخ هذه السنة، المنعقدة أيضا في المملكة المتحدة، وهناك تنسيق كبير بين البلدين في هذا الملف أيضا.

رایکم