
وكالة تبناك الإخبارية_ أشار أبو عبيدة في تصريح صحفي أن أهم هذه العوامل التركيز على المصداقية بشكل كبير جدًا حين نعلن عن المهام العسكرية والعمليات الفدائية من حيث الزمان والمكان، ومدى التأثير المباشر، وإصابات قوات الاحتلال، والمصداقية في خسائر وشهداء لدى المقاومة.
وذكر أن التصريح الإعلامي لدى القسام جزء من خطة عسكرية أمنية لديها، وبالتالي تستند كل مرحلة منه إلى رصيد ميداني على أرض الواقع.
وأكمل: "فمثلًا عندما نعلن عن قصف مدينة تل أبيب مباشرة، في نفس الوقت تكون صفارات الإنذار تدوي في جميع أنحائها، وحينها تتناقل وسائل الإعلام المختلفة أخبار سقوط الصواريخ عليها بالعشرات، بهذه الحالة يصبح ظهورنا، كناطق عسكري، أو الحديث الذي ندلي به مقترنا بحدث ميداني مؤثر".
وأضاف أبو عبيدة: "مع مرور الوقت، وفي كل عدوان إسرائيلي ومواجهة تخوضها المقاومة، باتت مصداقية الخطاب الإعلامي للقسام مصدر اهتمام لدى العدو، وقد رأينا ذلك، وبتنا نعلم تماما أنه يتابع ما نقول ويتأثر بكل موقف ورسالة تصدر عن القسام خلال المعركة، وقد كان ذلك واضحا في أكثر من موقف وشاهد".
واستطرد: "لعل أكبر مثال على ذلك أنه عندما ربطنا في واحد من تصريحاتنا المهمة، خلال العدوان، بين الاستهداف المتكرر للمنازل المدنية في غزة وتشريد سكانها واستشهادهم، وبين قصف القسام لمدينة تل أبيب بعشرات الصواريخ".
وتابع: "رأينا على الفور كيف أن الاحتلال أجبر على تغيير سلوكه العدواني، واتخذ أشكالا أخرى من عمليات القصف والهجوم بعيدا عن استهداف المدنيين في مختلف أنحاء قطاع غزة".
واسترسل أبو عبيدة: "هناك مثال آخر على ذلك، عندما أصدرنا تحذيرا للاحتلال في آخر ساعتين من العدوان، وتهديده بإطلاق رشقة كبيرة جدا من الصواريخ قد تطال مديات غير مسبوقة في حال أقدم العدو على ارتكاب أي حماقة قبيل دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، ورأينا كيف أن الاحتلال أذعن، ولم يقدم على أي قصف في مختلف أنحاء قطاع غزة طوال المدة التي تلت التحذير الذي أصدرناه وحتى دخول وقت وقف إطلاق النار".
ونبه إلى أن الاحتلال اعتاد في الجولات والحروب السابقة التي كان يشنها على غزة، لاسيما في وقتها الأخير، أن يوجه ضربات شديدة على المدنيين الفلسطينيين في محاولة لرفع معنويات جمهوره المتدهورة.
وعن حجم الثقة بتصريحات القسام، قال: "ليس لدينا شك أن غرفة عمليات جيش الاحتلال لدى قيادته الحربية تتابع عن كثب، بل تترجم ما يصدر عنا من خطاب إعلامي باسم القسام فورًا أولا بأول، مما ترك تأثيره عليها وعلى قراراتها بشكل واضح، وهذا يعتبر مرحلة متقدمة ومهمة من مراحل التأثير النفسي والميداني بواسطة الإعلام العسكري".
وتابع: "أضف إلى ذلك، فقد بات لدينا واضحا أن جمهور الاحتلال يتابع ما يصدر عنا، بل إنه يعتبره المصدر الحقيقي للمعلومة أثناء الحرب، ولا يثق بوسائل الإعلام الإسرائيلية، وهذه نقطة قوة لإعلامنا الحربي الصادق أمام إعلام العدو الذي يمتهن الكذب".
وعن آلية إعداد البيانات العسكرية ومراحلها، أوضح أنه "في بعض القضايا يكون تقدير الموقف الذي تتخذه قيادة القسام يقضي بأن تسود مرحلة من الصمت، وعدم التصريح باسم القسام، بأي بيان أو بلاغ".
واستدرك: "دون أن يكون ذلك ناتجا عن ضعف أو عدم قدرة من قوى المقاومة، لكن التجربة العسكرية علمتنا أن الصمت في بعض الأحيان يكون، كما التصريح، جزءا من تكتيكات المعركة.
واستطرد أبو عبيدة: "جرت العادة لدينا، في مكتب الناطق العسكري باسم القسام، أن نعد كل موقف وتصريح بما يتناسب مع الواقع العسكري والميدان القتالي على الأرض، فكل تصريح وجملة وكلمة تخضع لتقدير موقف عملياتي وميداني وسياسي وإعلامي من مختلف أجهزة ودوائر الجناح العسكري".
وقال: "هذه الآلية باتت متبعة لدينا وجزءا أساسيا من عملنا، وهو في النهاية ما يكسب عملنا كناطق عسكري باسم القسام مصداقية وشفافية لدى جميع الأطراف".
وعن تقييم القسام لحجم حوله، قال أبو عبيدة: "المسألة ببساطة تعود إلى أن هذه الجماهير الفلسطينية والعربية والإسلامية، ومعهم كل أحرار العالم، في حالة تعطش حقيقي إلى موقف وناطق عسكري ذي مصداقية، يحمل لهم أخبار انتصارات حقيقية، تتناغم مع تطلعاتهم وآمالهم بالحرية والتحرير".
وأكمل: "لا سيما إذا ما قارنا ما نصدره من بيانات وبلاغات عسكرية صادقة ودقيقة بما عاشته تلك الجماهير من خسارات وتجارب سابقة مؤلمة، لأنها مثلت في مجموعها ما يمكن تسميته كيّ وعي شديد للأمة العربية والإسلامية، وهو ما تم تتويجه في موجات التطبيع المخزية الأخيرة مع العدو".
وأضاف: "لقد تجلت مصداقية القسام التي نتشرف، في الحديث باسمها في الكثير من محطات العدوان الأخير على غزة، سواء حين دعونا شركات الطيران العالمية إلى وقف فوري لرحلاتها إلى أي مطار في نطاق جغرافيا فلسطين المحتلة، أو تهديد العدو بأنه إذا تمادى في قصف الأبراج المدنية، فإن تل أبيب ستكون على موعد مع ضربة صاروخية قاسية تفوق ما حصل في عسقلان، وقد أكدت الوقائع الميدانية صدقها، وأخذ العدو لها بالجدية المطلوبة".
وشدد على أن قيادة المقاومة وعلى رأسها القسام كانت صادقة ووفية أمام كل الأمة من أقصاها إلى أقصاها، بالحفاظ على المقدسات، وعدم تمكين الاحتلال من تدنيسها.
وأشار أبو عبيدة إلى أنه لذلك ظهرت على قدر المسؤولية حين ردت على عدوان الاحتلال في حي الشيخ جراح والمسجد الأقصى، رغم التضحيات الناجمة عن ذلك.
واستدرك: "لكنها ارتأت مختارة وعن طواعية أن تكون الملبية لنداءات المقدسيين وهم يتعرضون لحملة احتلالية بشعة، وبذلك حملت القسام هذا الهم المقدسي الذي بات يمثل قضية وطنية وإسلامية وإنسانية تخص الجميع".