لم تتوقف جهود منظمات اللوبي الصهيوني في دعمها للعدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة ومدن الضفة الغربية على مدى 9 أيام.
وتتبع هذه المنظمات أساليب مختلفة ومتنوعة بهدف التأثير على الرأي العام الأميركي ليتبنى المنطق الإسرائيلي المبرر للعدوان، وتشكيل كتلة ضغط إضافية على أعضاء الكونغرس من الحزبين كي لا يترددوا في تقديم الدعم لكيان الاحتلال الإسرائيلي والإشادة بموقفه.
وتمتلك تلك المنظمات آليات مختلفة لتوصيل رسائلها، لكنها تعتمد بصورة كبيرة على القوائم الإلكترونية التي تضم المشتركين بها والمتبرعين لها.
ولديها كذلك قوائم بريدية، تقليدية وإلكترونية، لصناع الرأي من الصحفيين والكتاب والإعلاميين الأميركيين، ولا تتوانى عن توجيه رسائل يومية لهم، وأحيانا عدة مرات يوميا، في محاولات لا تتوقف للتأثير على رؤيتهم للعدوان الإسرائيلي، والمساهمة في تشكيل آرائهم التي يعكسونها في مقالاتهم أو مداخلاتهم التلفزيونية.
ويعد التواصل المباشر مع المواطنين الأميركيين العاديين، وغير المُسيسين، إحدى أهم الوسائل الفعالة التي تلجأ لها المنظمات اليهودية المختلفة، ويتيح ذلك لها التواصل المباشر مع المواطن (الناخب) ودفعه للتواصل بصورة شخصية مع ممثليه في مجلسيّ الكونغرس ليبلغهم بضرورة تأييد الموقف الإسرائيلي.
1- اللجنة اليهودية الأميركية (AJC):
تُعرف اللجنة اليهودية الأميركية نفسها بأنها "تعمل على تعزيز رفاهية الشعب اليهودي وإسرائيل والنهوض بحقوق الإنسان والقيم الديمقراطية في جميع أنحاء العالم".
لكن نظرة سريعة على المواد التي تصل دوريا لأعضائها، ولصناع الرأي الأميركي، تكشف تركيز هذه اللجنة على تشويه الجانب الفلسطيني، وإلقاء مسؤولية ما جرى على حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وقد جاء في رسالة وجهتها اللجنة اليهودية قبل يومين، للآلاف من أعضائها وللصحفيين والسياسيين الأميركيين، أنه خلال الأسبوع الماضي، أطلقت حماس آلاف الصواريخ على البلدات والمدن الإسرائيلية "مما عرض ملايين الإسرائيليين لخطر جسيم. وحتى كتابة هذه السطور، قُتل 10 مدنيين إسرائيليين، وأصيب مئات آخرون بجروح".
غير أن اللجنة اليهودية الأميركية لم تذكر أي شيء عن ضحايا العدوان الإسرائيلي من المدنيين الفلسطينيين بمن فيهم العائلات والأطفال والنساء والشيوخ.
وهاجمت اللجنة ما اعتبرته "اعتداء على الحقيقة، حيث هناك الكثير من وسائل الإعلام، والمؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي، وأعضاء الكونغرس، وحتى المشاهير الذين يصورون إسرائيل على أنها المُحرض، والمعتدي. وكل ذلك بسبب امتلاك إسرائيل الجرأة للدفاع عن نفسها ضد جماعة إرهابية ملتزمة بتدميرها".
ووفرت رسالة اللجنة لمتلقي الرسالة عدة بدائل يمكن القيام بها "للمساعدة في تعزيز إسرائيل والتأكيد لإخواننا وأخواتنا الإسرائيليين أنهم ليسوا وحدهم" ومن هذه البدائل:
- الدعوة إلى تشريع يستهدف حماس، والدعوة إلى سن تشريع من الحزبين الجمهوري والديمقراطي بالكونغرس يقطع "تمويل حماس للإرهاب" وتوفر اللجنة رابطا لتواصل كل شخص مع ممثليه بالكونغرس لإبلاغهم بهذه الرسالة.
- مواجهة المعلومات المضللة، من خلال دعوة أعضاء الكونغرس والمشاهير والصحفيين وغيرهم ممن يشغلون مناصب هامة إلى عدم نشر الدعاية والأكاذيب المناهضة لإسرائيل، وتوفر اللجنة عدة ردود يمكن استخدامها للرد على أي آراء أو انتقادات توجه للموقف الإسرائيلي.
- وتختتم اللجنة اليهودية الأميركية رسالتها بالتأكيد على "حاجة إسرائيل إلينا" داعية متلقي رسالتها لترك رسالة صوتية أو مكتوبة تظهر الدعم لإسرائيل، على أن يتم بث المشاركات في قناة i24 الإسرائيلية.
2- المؤتمر اليهودي الأميركي (American Jewish Congress)
تضمنت رسائل المؤتمر عنوان "إنه لأمر صادم" جاء فيه أنه "منذ يوم الاثنين، أطلقت حماس ومنظمات إرهابية أخرى أكثر من 3 آلاف صاروخ على المدنيين الإسرائيليين. ومع تعرض إسرائيل للهجوم، ندعو الكونغرس الأميركي إلى اتخاذ موقف قوي ضد المنظمات الإرهابية مثل حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني بسبب العنف والوفيات التي تسببها للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء".
وطالب المؤتمر متلقي الرسائل، من ساسة وصحفيين وناخبين، بالتوقيع من خلال رابط، على عريضة تدعو للوقوف إلى جانب كيان الاحتلال الإسرائيلي وإدانة ما وصفته بـ"الهجمات الإرهابية ضد المدنيين الأبرياء."
وأكد على أهمية الموقف الأميركي المؤيد دوما للجانب الإسرائيلي، وأشار إلى أن "الهجمات الصاروخية التي أطلقتها حماس على إسرائيل غير مقبولة ويجب إدانتها بالكامل."
وأشار المؤتمر في رسالته إلى أن "لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها ومواطنيها، ولا يوجد تكافؤ أخلاقي بين دفاع إسرائيل عن النفس وبين إرهاب حماس".
3- منظمة أيباك (AIPAC)
لم تتوقف "أيباك" عن التغريد على منصة تويتر منذ بدء الهجمات الإسرائيلية على المصلين بالمسجد الأقصى، ويتابع حسابها ما يقرب من 115 ألف شخص، من بينهم نخبة من الصحفيين ومتخذي القرار وصناع الرأي من المهتمين بقضايا الشرق الأوسط.
وتكرر المنظمة نشر تغريدات تتضمن لقطات مصورة لسقوط صواريخ على مدن فلسطينية محتلة، وتغريدات شكرت فيها أعضاء من مجلسي الكونغرس ممن اتخذوا مواقف مؤيدة للعدوان الإسرائيلي.
ونشرت أمس تغريدة تتضمن صورة وزير الخارجية أنتوني بلينكن مرفقة بتصريحات له في رحلته الأوروبية جاء فيها "يجب ألا تكون هناك مساواة أخلاقية بين حماس وهي جماعة إرهابية تهاجم المدنيين الإسرائيليين بشكل عشوائي، وبين إسرائيل الدولة التي تدافع عن مواطنيها من تلك الهجمات".
وطالبت أيباك أعضاءها "بتوجيه الشكر لوزير الخارجية بلينكن وللرئيس جو بايدن لوقوفهما مع إسرائيل، وللاعتبار الأخلاقي في دعم حليفنا في مواجهة الإرهاب" في إشارة إلى إسرائيل.
*محمد المنشاوي