۵۲۳مشاهدات
لم يتبن كيان الاحتلال الإسرائيلي رسميا المسؤولية عن الهجوم على منشأة نطنز النووية الإيرانية ولكن مصادر أمنية إسرائيلية وأمريكية سربت لوسائل إعلام في واشنطن وتل أبيب مسؤوليتها عن الهجوم.
رمز الخبر: ۵۰۵۶۳
تأريخ النشر: 12 April 2021

شبكة تابناک الإخبارية_ وقالت وسائل إعلام إسرائيلية نقلاً عن صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية إن "إسرائيل كان لها دور في حادث منشأة نطنز النووية الايرانية". وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أنّ الحادث الذي وقع في نظنز ألحق أضراراً بأنظمة الكهرباء.

ونقلت الصحيفة عن مصادر استخباراتية أميركية، قولها إنّ الحادث أدّى إلى تعطيل شبكة الكهرباء الداخلية الضرورية لتأمين التيار لأجهزة الطرد المركزيّ التي تخصّب اليورانيوم في المنشأة.

وكان الإعلام الإسرائيلي نقل أمس عن مصادر غربية بأن الموساد الإسرائيلي "هو المسؤول عن العطل في منشأة نطنز الإيرانية بعد يومٍ على تشغيل أجهزة الطرد المتطورة فيه". وأضافت وسائل إعلام إسرائيلية، بالاعتماد على مصادر استخبارية، أن العملية عبارة عن "هجوم سايبر إسرائيلي شارك فيه الموساد".

وأعلن المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي أمس الأحد إن "شبكة توزيع الكهرباء في مجمع الشهيد أحمدي روشن في منشأة نطنز تعرضت لحادث فجر اليوم الأحد". وأكد كمالوندي أن "التحقيقات جارية لمعرفة الأسباب المؤدية إلى الحادث، وسيتم الإعلان عنها في وقت لاحق"، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات بشرية أو تلوث إشعاعي نتيجة للحادث.

وجاء ذلك، بعد يوم من إعلان الرئيس الإيراني حسن روحاني، تشغيل القطاع الثاني لإنتاج الماء الثقيل في مفاعل "أراك" النووي. كما كشف روحاني تجهيز وإطلاق خط إنتاج أجهزة طرد جديدة في مجمع الشهيد "أحمدي روشن" في منشأة نطنز، بالإضافة إلى البدء بضخ غاز اليورانيوم "uf6" في أجهزة الطرد المركزي في المفاعل.

هذا واعتبر رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، علي أكبر صالحي، أن التعرّض لمفاعل نطنز يعكس هزيمة معارضي التطور الصناعي والسياسي في إيران، وذلك من أجل منع تطوير البرنامج النووي الإيراني". وأشار صالحي إلى أن "هذا التعرّض يعكس فشل المعارضين للمباحثات بين إيران وباقي أطراف الاتفاق النووي لرفع العقوبات الظالمة"، مؤكداً أن إيران "تحتفظ بحق الرد على منفذي وآمري فعل التعرض لمفاعل نطنز".

بدوره اعتبر رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق، عاموس يادلين، أن العمل التخريبي في منشأة نطنز النووية الإيرانية هو "إنجاز غير عادي". وقال يادلين، الذي ترأس الجهاز الاستخباراتي في الفترة بين عامي 2006 و2010، إن "انقطاع الكهرباء الناجم عن هجوم إلكتروني لن يمثل مشكلة كبيرة إذا كان لدى إيران أنظمة احتياطية، مثل المولدات لكن سيكون أكثر كونه رسالة إلى طهران".

وأضاف بحسب تصريحات نقلها موقع "تايمز أوف إسرائيل" أنه إذا أصاب الهجوم أنظمة الطاقة الاحتياطية بالمنشأة "سيكون أكثر خطورة" ومن المرجح أن تحتاج إيران عدة أشهر للتعافي منه.

يشار إلى أن ردود الفعل في وسائل الإعلام الإسرائيلية تفاوتت اليوم الاثنين، ما بين الإشادة بالعملية، والتساؤل عن سبب إفشاء المخابرات الإسرائيلية المسؤولية عنها، دون إغفال التساؤل عن دور لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في ذلك لأسباب شخصية.

وكانت قناة كان الإسرائيلية الرسمية ذكرت، أمس الأحد، نقلا عن مسؤولين استخباراتيين، أن "جهاز الموساد الإسرائيلي يقف وراء تفجير مفاعل نطنز الإيراني".

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية الأحد إن "الانفجار وقع نتيجة هجوم سيبراني" في حين أفادت القناة الإسرائيلية 13 بأن انفجار المنشأة نجم عن عبوة ناسفة.

وقال الرئيس السابق للدائرة الأمنية والسياسية في وزارة الدفاع الإسرائيلية عاموس جلعاد اليوم إن "سياسة الغموض يجب أن تعود قريباً، فالتفاخر اليوم يعرض أمن الدولة للخطر".

ووجه الاتهام إلى نتنياهو بالوقوف خلف "التباهي الخطير" قائلا "عندما يريد عدم نشر شيء، لا يتم نشره، لديه قيادة قوية جدا وهو قائد قوي جدا".

ولكن المحلل السياسي في صحيفة معاريف الإسرائيلية، بن كسبيت، تساءل في مقال اليوم: هل يمكن أن يكون التصعيد مع إيران نتيجة لمصلحة نتنياهو الشخصية؟

وكتب كسبيت: بدأت المصادر السياسية تشك في أن التصعيد بين "إسرائيل" وإيران، واستقراء بعض الإجراءات المزعومة والمخاطرة المفرطة، ليست نتيجة لمصالح إسرائيلية أمنية، ولكن لمصلحة سياسية شخصية جنائية لنتنياهو.

وأضاف: "لا توجد حكومة ولا لجنة للشؤون الخارجية والدفاع ولا منتدى أمني مهم يناقش أو يتخذ قرارات ولا ثقة بين رئيس الوزراء ووزير الدفاع، ماذا يوجد؟ تسريبات، تفاخر، نجاحات تشغيلية، ولكن أيضًا مخاطرة، ورفع المستوى وخطر التدهور الحقيقي".

وكان كسبيت يشير بذلك إلى الخلافات الشخصية ما بين غانتس ونتنياهو، ومحاولة الأخير إقامة حكومة جديدة في وقت تنظر فيه المحكمة المركزية في القدس المحتلة بلائحة اتهام ضد رئيس الوزراء تتضمن اتهامات الرشوة والاحتيال وإساءة الأمانة.

وقال المحلل السياسي "أخبرني سياسي رفيع: مثلما جند نتنياهو جائحة كورونا لتشكيل حكومته السابقة، فقد يكون الآن يتلمس تصعيدًا محكومًا مع إيران لإنزال بينيت وسموتريتش عن الشجرة، أو حتى عناصر أخرى مثل جدعون ساعر، أو بيني غانتس".

ويشير كسبيت بذلك إلى نفتالي بينيت زعيم حزب يمينا الذي لم يقرر بعد الانضمام إلى حكومة نتنياهو، وبتسلئيل سموتريتش زعيم حزب الصهيونية الدينية الذي يضع شروطا للانضمام لحكومة نتنياهو، وجدعون ساعر رئيس حزب أمل جديد الذي يرفض الانضمام إلى حكومة برئاسة نتنياهو، وزعيم حزب "أزرق أبيض" وزير الحرب بيني غانتس الذي يرفض الانضمام إلى حكومة نتنياهو.

وكان رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي قال الأحد إن "مكافحة إيران وأتباعها ومكافحة البرنامج النووي الإيراني، والتسلح الإيراني، مهمة عملاقة". وأضاف نتنياهو، في تغريدة له على تويتر، أن "الوضع القائم اليوم لا يعني أنه سيكون هكذا غدا"، وفق قوله.

هذا ووكانت المنشأة النووية تعرضت، في تموز/يوليو الماضي، لحريق تسب "بأحدث وأضرار جسيمة"، ما أدى لإبطاء تطوير أجهزة الطرد المركزي وإنتاجها "على المدى المتوسط"، وفق ما ذكر المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية حينها.

وفي السياق، تحدثت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن توقعات باجتماع الحكومة الإسرائيلية المصغرة، يوم الأحد المقبل، من أجل "مناقشة الموضوع الإيراني"، لتكون أول جلسة لـ"الكابينت" منذ أشهر.

وقال موقع "والاه" إن وزير الحرب، بيني غانتس، ووزير الخارجية، غابي أشكنازي، توجها إلى مستشار الأمن القومي، مئير بن شبات، و"طلبا منه عقد جلسة للكابينت لإبلاغ الوزراء بالمستجدات واتخاذ قرار حول السياسات في المواضيع التي تتعلق بإيران".

ورأى المدعي العام، أفيخاي ماندلبليت، أنه "يجب عقد اجتماع للكابينت لأن سلسلة من التطورات الأمنية تتعلق بالموضوع الإيراني قد تؤدي إلى التصعيد قد حدثت من دون إبلاغ الكابينت بشأنها بشكل منظم"، حسب ما ذكر "والاه".

في المقابل، أعلن مصدر مطلع بوزارة الامن الايرانية انه تم التعرف على هوية الشخص الذي تسبب في انقطاع التيار الكهربائي عن إحدى قاعات مجمع الشهيد أحمدي روشن لتخصيب اليورانيوم في نطنز من خلال تعطيل الشبكة الكهربائية.

واضاف هذا المصدر الامني انه يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لاعتقال المسبب الرئيسي لانقطاع التيار الكهربائي في مجمع نطنز، مشيرًا الى تقرير الفريق المكلف بالتحقيق في الحادث، قائلاً: تم تحديد سبب الاخلال في منظومة التيار الكهربائي من قبل فريق التحقيق، ومنذ يوم أمس تم اتخاذ سلسلة من الإجراءات اللازمة لإعادة تشغيل القاعة المتضررة.

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، قد صرّح في مؤتمره الصحفي اليوم الاثنين، بأن بلاده سترد على الكيان الصهيوني في الزمان والمكان المناسبين على هجوم نطنز، لافتًا إلى أن الحادثة كانت ستؤدي إلى كارثة وجريمة ضد الإنسانية في حال أدت إلى تلوث إشعاعي.

رایکم