۴۲۶مشاهدات
رمز الخبر: ۵۰۲۸۳
تأريخ النشر: 05 April 2021

شبكة تابناک الإخبارية _ في مقابلة خاصة بقناة العربية قدم مساعد وزير الخارجية الأميركي بالوكالة جوي هود مجموعة من الحقائق التسبية القائمة على نسبية الأخلاق الأمريكية التي تصنف الولايات المتحدة محورا للكون . كان محور اللقاء هو تداعيات الاتفاق الاستراتيجي بين الصين وإيران ، ويستبطن خوفا عربيا مما وصفته المحاورة بأن الصين " هي دولة تتعسکر " في الوقت الذي تنسحب الولايات المتحدة من دول الخليج . على أن ما ورد في هذا اللقاء ، هو تأسيس لبرنامج العمل الإعلامي والسياسي الإعلام المحور العربي - الغربي بخصوص هذه القضية ، ذلك أن جوي هود ، هو المهندس الجديد للسياسة الأمريكية في المنطقة .

هود الذي بدا متفهما جدا لمبادئ القانون الدولي ( وكما لا يصدق أحدا ) لحقوق الدول في الانفتاح على بعضها ، وضع شرطا للتحالفات وهو " الفرص المتساوية التي يقدمها الاتفاق للدولتين " ، وقد كرر هذه الفكرة مرتين ، وهي فكرة قائمة على التشكيك بالاتفاق والتقليل من أهميته ومحاولة تعزيز اتجاه رأي معارض في إيران يرى أن هذا الاتفاق هو في مصلحة الصين ، وقد كانت لافتة الحركة الإعلامية للوسائل التابعة أو المدعومة من الإدارة الأمريكية ، في حملة التشكيك القائمة على فكرة " عدم التوازن في هذا الاتفاق " .

هود الذي شكك في عمق الاتفاق ، استحضر ايضا الفساد والمحسوبيات على المستوى التكتيكي والتي يمكن أن تجعل العلاقة " غير منتجة " على حد قوله ، ولم يخف استخفافا بأن " العبرة بالأفعال لا بالأقوال " ، وأضاف " إذا عدنا للأرشيف نری أن عددا من الحكومات مثل الصين وقعت مذكرات تفاهم لم تأتي بنتائج البتة " .

وفي السياق تحدث هود عن أهمية شراكة الولايات المتحدة مع الصين ، معتبرا أن " الابتكار الأمريكي " يحتاج إلى " قدرات الصين الإنتاجية " ، وأن البلدان ، أي الولايات المتحدة والصين ، يتفقان على " مصلحة مشتركة وهي التأكد بأن البرنامج النووي الإيراني هو سلمي تماما " . هنا يحاول هود التقليل من مستوى الخرق الذي على سياسة الأقصى " الذي تفرضه الإدارة الأمريكية على إيران ، والواقع أن سوق الحديث عن الشراكة مع الصين ، والاتفاق بينهما على " مصلحة مشتركة " تأتي في سياق الإيحاء القائم على الفوقية ، بأن كل شيء هو تحت السيطرة ، وأن هذا الاتفاق قد مر تحت عين الولايات المتحدة .

وفي إطار السيطرة عينها ، لوح هود بالأسطول الأمريكي الخامس في البحرين ، الذي اعتبر أنه " أمن خطوط الملاحة البحرية لأكثر من 60 عاما في المنطقة ، وحقق الأمن للسفن الصينية المليئة بالمنتجات خلال الإبحار " . وقد جاء هذا التصريح و ردا على اقتراح المحاورة ، بأن تحالف إيران والصين ، " يتعلق بتكتيك لممارسة ضغوط من قبل إيران والصين " . خاصة وأن ثمة بند في الاتفاقية حول مناورات عسكرية بين إيران والصين ، فأتي الجواب بأن أوراق الضغط لقطع طريق الحرير على الصين هي بيد الأمريكيين . واللافت أن هود قد أعقب هذا الفكرة مباشرة ، بفكرة أخرى مفادها أن المواطن العربي سواء کان کھلا أو مراهقا ، فإنه " يحلم بالولايات المتحدة وليس الصين أو روسيا أو إيران ، إذا أراد أن يتعلم أو أن يتقاعد . ربما أراد هود أن يغمز من مسار القوة الناعمة الأمريكية ، وأن يقول بأن الولايات المتحدة لا يقتصر نفوذها على التواجد العسكري في عروش النفط ، بل أيضا لديها نفوذ على قلوب الشعوب ومقبولية في المنطقة ، ليست موجودة لدى الدول المنافسة . فهل يقصد هود أن الإدارة الأمريكية ستواجه الاستراتيجية الصينية في الدول العربية بهذه القوة الناعمة ؟ وهل هذا ممكن أصلاً ؟

وفي إطار سؤاله عما إذا كانت العقوبات ستستمر وأن لا شيء سيؤثر على الوضع الراهن ، استرسل هود بالحديث عن تحالفات الولايات المتحدة مع دول الخليج العربي التي " صمدت في وجه تقلبات الدهر " ، وقال : " ما نرغب القيام به هو التركيز على تحالفاتنا التقليدية في الشرق الأوسط ، ونواصل بناء اقتصادنا واقتصادهم " ، متحدثا عن العقود القائمة مليارات الدولارات التي يجب البناء عليها بين الولايات المتحدة وهذه الدول في المستقبل ، والحال أن هذه العقود قد عززت ارتهان الأنظمة العربية للولايات المتحدة ، خاصة وأن الحقيقة التي باتت معروفة أن بقاء هذه العروش هو رهن هذه العقود ، ومن سمع لهجة هود خلال المقابلة ، وقرأ لغة جسده ، وأجوبته المشتتة ، سيعرف أن التأكيد على العلاقات العربية الأمريكية ليست سوى تخوف أمريكي من التمدد الاقتصادي الصيني في هذه الأنظمة القائمة على الاتفاقيات والعقود .

إلى ذلك ، فقد ظهر هذا الارتهان وتبينت مظاهر التناقض في كلام هود حول عدم التوازن في العلاقات بين الدول ، عندما تحدثت المحاورة عن مسألة سحب القوات الأمريكية من منطقة الخليج والعراق ، في الوقت الذي تبرز فيه الصين كقوة عسكرية ، ثم سألت : " كيف تطمئنون البلدان في الشرق الأوسط لا سيما في الخليج ولا سيما السعودية ، بأنكم شريك محل ثقة ؟ "

لقد كان سؤالا صريحا جدا ، فمن لم يعد يعرف أن عروش الممالك والإمارات قائمة على الحماية الأمريكية ، خاصة بعدما بات واضحا من خلال إدارة ترامب كيف تتخلى الإدارة الأمريكية عن حلفائها حين يصبح الحليف مكلفا عليها . جاء جواب هود بأن سجل الولايات المتحدة مليء بمساندة هذه الدول مند غزو الكويت عام 1990 ، مرورا بمحاربة داعش في العراق ، ومناهضة النظام السوري ، ثم قال : " ماذا فعلت الصين لمساعدة العراق لإعادة بنائه ، وماذا فعلت الصين في سوريا لتثبيت الاستقرار ، وماذا فعلت لمساعدة شعوب المنطقة ليعيشوا حياة أفضل ؟ " رائحة تخوف أخرى تتصاعد من هذه التساؤلات . وبعيدا أن الولايات المتحدة هي من لا يسمح للصين بالدخول إلى المنطقة من خلال سيطرتها على التوازنات الإقليمية فيها ، وكانت قد أبطلت ما سميت به " صفقة النفط المليارية " بين العراق والصين ، وبعيدا عن حقيقة من الذي من داعش في المنطقة ، ثمة سؤال آخر ، هل أعاد جواب هود هذا الثقة بالولايات المتحدة إلى هذه الأنظمة ؟

رایکم