المواطن الفلسطيني عثمان أبو قبيطة يعيش في منزله المحاصر بثلاث مستوطنات إسرائيلية وجدار الفصل العنصري ومعسكر للجيش الصهيوني، وهدم الاحتلال منزله خمس مرات سابقة، الا انه يرفض التخلي عنه رغم دفع ملايين الدولارات مقابل ذلك.
رمز الخبر: ۵۰۱۰۴
تأريخ النشر: 01 April 2021

وأفاد تابناک للأنباء،يعيش السكان الفلسطينيون بصعوبة بالغة وحياة شبه بدائية في قرية أليصيفر، الواقعة اقصى جنوب الضفة الغربية المحتلة، بعد أن حولتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى سجن كبير، في حين يواصل قطعان المستوطنون المغتصبون للأرض الاعتداء على الفلسطينيين في القرية.

وسكان القرية البالغ عددهم حوالي 18 عائلة، معزولون عن محيطهم الخارجي بفعل القوانين العنصرية الجائرة التي تفرضها سلطات الاحتلال الإسرائيلي عليهم، ويعانون الأمرين جراء سياسات الاحتلال العنصرية بحقهم، لكنهم متمسكون وثابتون في أرضهم.

ويعيش المواطن الفلسطيني عثمان أبو قبيطة من سكان القرية، ظروفًا معيشية صعبة في حياته اليومية كباقي أبناء قريته، خصوصاً جراء الحاجز المقام عند مدخل قريته، والذي يكلفه في كل عملية دخول أو خروج لها عمليات فحص وتفتيش وتنكيل تستمر لحوالي ساعتين في أفضل الأحوال، ناهيك عن اعتداءات المستوطنين العنصريين عليه وعلى أطفاله وأهالي قريته.

ويعاني عثمان أسوة بباقي سكان قريته من إنعدام الكهرباء والماء، الأمر الذي اضطرهم لشراء مولدات طاقة شمسية ذاتية من جيوبهم الخاصة، وشراء خزانات كبيرة من المياه من المدن المجاورة، لسد احتياجاتهم وتوفير مستلزمات الحياة للبقاء على أراضيهم التي باتت رهينة الأطماع الاحتلالية، في حين هدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي منزله خمس مرات خلال السنوات العشر الأخيرة، لإرغامه على الرحيل وترك القرية.

وتتنوع اعتداءات المستوطنين التي تتم بحراسة وإشراف من جيش الاحتلال الإسرائيلي على أبو قبيطة، ومنها إلقاء الحجارة والزجاجات الفارغة والضرب بالعصي والأيدي، ورشّ المبيدات السامة على الأعشاب بهدف قتل أغنامه، إلى جانب وضع بوابة حديدية على مدخل منزله.

وورث أبو قبيطة الأرض عن والده الذي ورثها عن جده، ويرفض التخلي عنها رغم كل المساومات التي عُرضت عليه من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، من ملايين الدولارات والتمتع برغد العيش والسفر إلى أفضل الأماكن في العالم، معتبراً أرضه أنها أغلى من كنوز الأرض مجتمعة، ولن يفرط بها أبداً، وأنه سيورثها لأطفاله للبقاء شوكة في وجه المحتل.

وتمنع سلطات الاحتلال الإسرائيلي عائلة أبو قبيطة وأهالي قريته من التواصل مع محيطهم الخارجي، عبر رفضها الزيارات لهم، وتكبيدهم الغرامات والاجراءات في حال حضر أحداً إلى زيارته.

وتمنع سلطات الاحتلال الإسرائيلي أهالي قرية أليصيفر من البناء وتطوقها بمستوطنات من الغرب "بين نيشر"، ومن الشرق "نوفا نيشر"، ومن الشمال "مستوطنة سوسيا"، ومن الجنوب معسكر لتدريبات جيش الاحتلال الإسرائيلي وجدار الفصل العنصري، ناهيك عن الأشياك وكاميرات المراقبة المحيطة بالقرية.

وقبل بناء جدار الفصل العنصري، كان الأهالي يستمتعون بالطبيعة الخلابة في القرية ومطلاتها المرتفعة (925 متراً فوق مستوى سطح البحر) خصوصاً في فصل الربيع، ويمارسون الرعي بحرية لمسافات بعيد، لكنّ الاحتلال صادر نحو 300 دونم من أراضيها بهدف إنشاء محميات إسرائيلية.

وتلقت منازل القرية جميعها والتي تختلف ما بين خيام وبيوت صفيح وكهوف، إخطارات بالهدم، وهي بذلك باتت مهددة بالهدم في أيّ وقت، ويسعى أهالي القرية عبر محامين ومؤسسات حقوقية معركة قضائية مع الاحتلال الإسرائيلي في أروقة محاكمه، كونهم لا يملكون وسيلة أخرى لمواجهة القرارات الاحتلالية.

رایکم