۵۵۲مشاهدات
رمز الخبر: ۴۸۶۱۵
تأريخ النشر: 09 January 2021

عبر وصفه اقتحام أنصار ترامب لمبنى الكونغرس في 7 يناير بالعمل الإرهابي، وإلقائه اللوم على الرئيس الجمهوري في وقوع هذه الحوادث، يكون بايدن قد وصف الرئيس الحالي لأمیركا بأنه زعيم للإرهابيين.

ففي أحدث ردّ فعل له على مجريات يوم الاربعاء المنصرم (6 يناير/كانون الثاني) في واشنطن اليوم الذي اقتحم فيه أنصار ترامب مبنى الكونغرس الامريكي (الكابيتول) واحتلوه لمدة لا بأس بها، ماتسبب بمقتل 5 أشخاص ووقوع عشرات الجرحى، أعلن الرئيس المنتخب جو بايدن أن هذا اليوم هو أكثر الأيام ظلمة في تاريخ الولايات المتحدة الامیركية، محمّلاً ترامب مسؤولية ما جرى.

الجدير بالملاحظة، هو وصف بايدن لأعوان ترامب المسلحين بالـ "الارهابيين في الداخل"، كما اتّهم القوات الامنية بالتساهل الكبير والتعامل بتهاون شديد مع مناصري ترامب من الذين اقتحموا الكابيتول.

وكان قد اقتحم أنصار ترامب مبنى الكونغرس يوم الأربعاء 6 يناير/كانون الثاني، بينما كان الكونغرس الأمريكي يُصادق على الأصوات الانتخابية لانتخابات 3 نوفمبر الرئاسية، ودمّر ونهب عدد من محتويات المبنى كما حاول أنصار ترامب إيذاء نواب الحزب المناوئ (الديمقراطي)، وتمخّض عن غزو أنصار الرئيس المنتهية ولايته مقتل خمسة أشخاص، بينهم ضابط شرطة، علاوة على وقوع عشرات الجرحى.

تعتبر التصريحات الأخيرة للرئيس الأمیركي المنتخب جو بايدن في غاية الأهمية، وفي صميمها "اعتراف متأخر".

من ناحية، أعلن بايدن رسميا أن ترامب مسؤول عن أحداث الشغب في واشنطن، ومن ناحية أخرى، اعتبر أولئك الذين ارتكبوا هذا العمل الإجرامي (اقتحام الكابيتول) بناءً على دعوة وتوجيه من ترامب "إرهابيو الداخل".

الاستنتاج المنطقي من اتهامات بايدن هو أنه يعتبر "ترامب زعيم الإرهابيين في الداخل الامیركي" واستنادا على هذا الإتهام، يعتبر بايدن الرئيس الأمیركي الحالي دونالد ترامب إرهابي أيضا.

يؤكد اعتراف بايدن المتأخر حقيقة أن ترامب كان خلال السنوات الأربع الماضية، إرهابيا مع عصابته يقود دفة حكم الولايات المتحدة، التي تمتلك أكبر جيش وترسانة نووية في العالم، مع مقاربات إرهابية لخطواتها في القضايا العسكرية الكبرى.

إن إلقاء نظرة متمحّصة على القرارات والإجراءات التي حدثت داخل أمیركا وخارجها في عهد ترامب، تؤكد بوضوح صحّة تصريحات جو بايدن.

وتجّلت أبرز أشكال السلوك الإرهابي لترامب إبان فترة حكمه، باغتيال قائد رفيع المستوى لدولة خلال زيارته الرسمية لدولة أخرى.

كان اغتيال اللواء الحاج قاسم سليماني وقادة المقاومة، الذين لعبوا، بحسب الصديق والعدو، دورا رئيسيا في وأد إرهابيي داعش الآكلي للحوم البشر في المنطقة، بالتأكيد أفضل هدية يمكن أن يقدمها زعيم الإرهاب العالمي لأنصاره وأذنابه.

وبينما ينهار الصرح الترامبي، أصدر القضاء العراقي، مؤخرا مذكرة توقيف بحقّ الرئيس دونالد ترامب، الذي أعلن رسميا مسؤوليته عن تنفيذ جريمة اغتيال الشهيد سليماني، مما يمهّد الطريق أمام محاكمته بارتكاب هذه الجريمة.

على الرغم من أن الرئيس المنتخب جو بايدن أيّد بطريقة مبطّنة هذه الخطوة، بعد اغتيال القائد سليماني ورفاق دربه من قادة المقاومة، بات في الوضع الحالي وبعد تصريحاته الأخيرة، أمام خيارين.

إما أن يبقى في نفق ترامب كما فعل في الماضي من خلال الاعتراف بعمله الإرهابي وقبول وصمة دعم إرهابي (باعترافه الشخصي)، أو أن تكون لديه الشجاعة الكافية للاعتراف رسميا بخطأه والاعتذار عن ملاحظاته السابقة بشأن تلك الجريمة، وتمهيد الطريق لمحاكمة ترامب.

فلو لم يختر بايدن طريق ليبرّء ذمته من أفعال ترامب، يمكن الاستنتاج أن الرئيس الأمیركي لديه معايير مزدوجة في تقييم الأعمال الإرهابية كما في العديد من الوقائع الاخرى التي كانت مثالا واضحاً. بمعنى آخر، إذا هاجم إرهابي وأنصاره الكونغرس وقتلوا عددا من المواطنين الأمیركيين، فيجب إدانتهم وتجريمهم ومحاسبتهم بلا تهاون، لكن لو ارتكبت ذات العصابة الارهابية جريمة أكبر وغير مسبوقة خارج امیركا، فيجب الإثناء عليها وتقدير أفعالها.

يمكن أن يحوّل الرئيس الأمیركي المنتخب جو بايدن هذا إلى اختبار لإثبات تصريحاته حول قضية مهمة للغاية: دعم الإرهاب أو إنكاره.

إن نجاحها أو فشلها يتطلب الشجاعة والصراحة.

هذه هي الكرة وهذا هو الميدان، هل أنت مع الإرهاب أم ضده؟

نورنيوز

رایکم
آخرالاخبار