۹۳۱مشاهدات
"ألم يفهم أنه تحدث ضد استقلال جمهورية أذربيجان؟" لا أحد يستطيع الحديث عن (محافظة) اذربيجان العزيزة (في ايران)".
رمز الخبر: ۴۸۳۷۳
تأريخ النشر: 14 December 2020

أثارت القصيدة التي قرأها الرئيس التركي رجب طيب اردوغان عن نهر أراس على الحدود بين ايران وجمهورية أذربيجان، خلال حضوره عرضا عسكريا للقوات الأذربيجانية بمناسبة انتهاء احتلال أرمينيا لمنطقة قره باغ في باكو، اثارت ردود فعل ايرانية داخلية واسعة.

وزارة الخارجية الايرانية استدعت سفير تركيا لدى طهران، وسلمته مذكرة احتجاج على تصريحات الرئيس التركي اردوغان التدخلية وغير المقبولة في شؤون الجمهورية الاسلامية في ايران، حيث قال المتحدث بأسم الوزارة، سعيد خطيب زادة في تصريح صحفي، انه تم استدعاء سفير تركيا بطهران، دريا اورس، ردا على التصريحات التدخلية وغير المقبولة للرئيس التركي رجب طيب اردوغان اثناء زيارته لباكو.

واضاف خطيب زادة، تم استدعاء السفير التركي بطهران من قبل مساعد وزير الخارجية والمدير العام لدائرة اوراسيا، وسلمه مذكرى احتجاج شديدة اللهجة، وأكد ان الجمهورية الاسلامية في ايران تطالب بتوضيح فوري من قبل الحكومة التركية بهذا الشأن، متابعا في هذا الاستدعاء، تم إبلاغ السفير التركي أن عهد المطالبات الإقليمية والإمبراطوريات المتحاربة والتوسعية قد ولى منذ سنوات عديدة، مردفا تم التأكيد للسفير التركي على أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا تسمح لأحد بالتدخل في وحدة أراضيها، وكما يشهد تاريخها المشرف، لم تتوانى مطلقا في الدفاع عن أمنها القومي.

وكتب سعيد خطيب، في تغريدة على تويتر مساء الجمعة عقب استدعاء السفير التركي، لقد ابلغ السفير التركي انه ليس من الحكمة بناء السياسة الخارجية على الخيال، مضيفا "هناك الكثير في تركيا ممن يعرفون التاريخ جيدًا" وعليهم تذكير مسؤولي حكومتهم بالجذور الحقيقية لتاليف الاشعار قبل قراءتها، موضحا ان أذربيجان الغيوره جزء من إيران العزيزة، وهي كانت على الدوام حصنا منيعا للوطن.

لا أحد يستطيع الحديث عن أذربيجان العزيزة

وعلق وزير خارجية الجمهورية الاسلامية في ايران، محمد جواد ظريف، على اردوغان وكتب على صفحته على تويتر: انهم لم يُخبروا أردوغان أن الأبيات التي قرأها في باكو كانت عن الفصل القسري بين مناطق شمال (نهر) أرس وموطنها الأصلي إيران!"، مضيفا: "ألم يفهم أنه تحدث ضد استقلال جمهورية أذربيجان؟" لا أحد يستطيع الحديث عن (محافظة) اذربيجان العزيزة (في ايران)".

هناك فرق بين الجوار والاطماع التوسعية

من جانبه قال المستشار الخاص لرئيس مجلس الشورى الايراني للشؤون الدولية حسين امير عبد اللهيان، في تعليق نشره على صفحته الشخصية ردا على قصيدة اردوغان،ان تصريحات السيد رجب طيب أردوغان مدعاة للاستغراب والتعجب، فأعتقد أن الرئيس التركي نفسه لا يعرف ما قاله. يا سيادة الرئيس أردوغان! هناك فرق بين الجوار والاطماع التوسعية. فالرجاء ان تراجع بدقة تاريخ إيران وخاصة تاريخ الجمهورية الإسلامية الايرانية.

بدورهم أئمة صلاة الجمعة في اذربيجان شمال غرب ايران انتقدوا ايضاً تصريحات اردوغان وشددوا علی ضرورة ان تحترم دول الجوار وحدة أراضي الدول كما تحترم ايران وحدة اراضي جيرانها، وقال امام جمعة تبريز السيد محمد علي آل هاشم:"دعونا لا ننسى أنه خلال الانقلاب التركي كانت الجمهورية الإسلامية الإيرانية أول دولة أدانته ووقفت بجانب تركيا. أدعو جميع الدول الإسلامية والجارة إلى الوحدة واحترام سيدة الدول على اراضيها والوحدة ضد العدو الرئيسي وهما الولايات المتحدة والكيان الصهيوني".

ممثلو الولي الفقيه في شمال غرب البلاد يردون على اردوغان

كما اصدر ممثلو قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي، في محافظة اذربيجان بيانا استنكروا فيه تصريحات اردوغان وطالبوا دول الجوار والمسؤولين بالامتناع عن اي سلوكيات وخطابات من شأنها تفريق الشعوب داعين المسلمين في تركيا وايران واذربيجان الى اليقظة من الوقوع في فخ التحريض والفتنة.

وشدد البيان على ضرورة تجنب ابناء الامة الاسلامية لاسيما المسؤولين عن اتخاذ اي خطوة او القيام بأعمال واطلاق أقول تؤدي للفرقة واضاف : جميعنا نعرف بان اعداء الاسلام وشوكة المسلمين يطمعون بمنطقة غرب اسيا الاستراتيجة ، والان ايضا فان استراتيجية الاستكبار والصهيونية لم تختلف والتحلي بالقليل من الفطنة ستكون كافية لان تحول دون اطلاق المسؤولين والحكام في منطقة غرب اسيا اي تصريحات غير مدروسة من خلال معرفة مؤامرات الاعداء.

واعرب البيان عن الاسف حيال قراءة اشعار واطلاق تصريحات في مراسم احتفال النصر بحري قره باغ والذي اقيم في باكو تمس بسيادة ووحدة اراضي ايران واضاف : من سوء حظ الخطيب ان هذه الاشعار سردت من قبل الايرانيين الذين انفصلوا عن البلد الأم . منذ 200 عام وسكنة 17 ولاية من ولايات القوقاز التي تم فصلها عن الوطن الام من قبل الاتحاد السوفيتي ، ينظمون اشعار الحسرة وعيشون معها . كم سيكون من الجيد ان يبادر محققوا البلاد الى جمع اشعار الحسرة هذه وارسالها الى الرئيس التركي ليعرف الخيانة التي ارتكبها منظمو الخطاب بحقه وكانت مدعاة فضيحته.

واستعرض البیان ما عاناه المواطنون الايرانيون بعد انفصالهم عن الوطن الام والحسرات التي اطلقوها وتمسكهم رغم ذلك بحب الوطن ومحبة اهل البيت عليهم السلام واضاف : ختاما ينبغي القول ان على الخطيب ان يتاكد من صحة مضمون الخطاب الذي يريد ان يلقيه حتى لا يقلل من شانه العلمي والسياسي والاجتماعي.

أقل باحث شأنا يعرف بأن ما يحلم به القائل امر مستحيل ، وهنا نذكر بالخير حيدر علييف حين سالوه بشأن مسالة الالحاق قال : من يطرحون هذا الموضوع مجانين ، لأن اليد يجب ان تلحق بالجسد وليس العكس.

على الجميع ان يعرفوا بان حسن الجيرة والتعاون مع الجيران بل مع جميع الشعوب الاسلامية هي من الاصول المبدئية للثورة الاسلامية ، وهذا ما اكد عليه قائد الثورة الاسلامية كرارا ومرارا ، لهذا ندعو كافة المسلمين لاسيما مسلمي ايران اذربيجان وتركيا بان يتحلو بالوعي واليقظة في هذه الظروف الحساسة وان لا يتحولوا الى اداة لتمرير مارب الاعداء.

اوغلو أردوغان يكن كامل الاحترام لسيادة ايران

وفي اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف أكد وزير الخارجية التركي جاويش اوغلو على العلاقة الوثيقة والمتقاربة بين طهران وانقرة وسياسة حسن الجوار التركية، حيث وطمأن اوغلو الوزير ظريف بان الرئيس التركي يكن كامل الاحترام لسيادة ايران وانه لم يكن مطلعا على الحساسية الموجودة حول الشعر الذي قرأه في باكو. من جانبه أكد وزير الخارجية الايراني لأوغلو أهمية علاقات الصداقة التي تجسد الاحترام المتبادل وارادة الرئيسين والسلطات العليا في البلدين ويأمل بتطورها في ظل الثقة المتبادلة. وكان سبق اتصال اوغلو استدعت الخارجية التركية، الجمعة، سفير إيران، رداً على الاتهام الذي وجهته طهران للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان.

في الختام .. من الطبيعي ان اردوغان بخطوته هذه جرح مشاعر واحاسيس 80 مليون ايراني، ولكن عدم اعتذاره كان يمكن أن يؤدي الى اثارة عقبات وتحديات امام التعاون الثنائي المبني على المصالح المشتركة، الروابط الدينية، وحسن الجوار و .. وبالطبع يثير فرح وسرور أعداء البلدين، الأمر الذي مرّ على خير الحمد لله.

رایکم