۷۱۶مشاهدات
رمز الخبر: ۴۸۳۰۰
تأريخ النشر: 09 December 2020

كلنا يتذكر السيناتور الامريكي جون مكين الذين رحل عن دنيانا قبل سنوات، والذي كان معروفا بمواقفه المتطرفة وميله الدائم الى استخدام القوة العسكرية ضد كل بلد يمكن ان يهدد المصالح غير المشروعة لأمريكا في العالم. هذا السيناتور كان ينظر اليه في أمريكا على انه "بطل قومي" و "يُشار اليه بالبنان"، لماذا؟، لانه وقع اسيرا بيد القوات الفيتنامية، عندما اسقطت طائرته وهو يقوم بقصف الاهالي العزل في هانوي ويهدم بيوتهم على رؤوسهم!

هذا "البطل القومي الامريكي"!! كان يشارك في عدوان سافر على شعب آمن، يبعد عن امريكا الاف الكيلومترات ، شعب لم يهدد امريكا ولم يشكل اي خطر عليها، الا ان "ابطال امريكا القوميين والشجعان"! حاربوا هذا الشعب 20 عاما وارتكبوا ابشع المجازر بحقه واستخدموا مختلف الاسلحة المحرمة واحرقوا قرى بكاملها ودمروا مدنا، وازهقوا ارواح مئات الالاف من البشر وشردوا الملايين، وعندما عادوا الى بلادهم، وضعوا على صدورهم "انواط الشجاعة"، وانتخبوهم نوابا للشعب في الكونغرس، ومنهم من شارك في الانتخابات الرئاسية واصبح رئيسا لامريكا!!.

لا يمكن وصفه الا بمنطق القوة، هو هذا المنطق الامريكي المقلوب الذي يسوق للعالم مجرمي الحروب الامريكية في فيتنام وشبه الجزيرة الكورية وفي افغانستان والعراق ومناطق العالم الاخرى، على انهم "ابطال قوميون". بينما يتهم ابطال الشعوب الاخرى الذين يدافعون عن ارضهم وعرضهم ومقدساتهم وثرواتهم، امام المعتدين والغزاة والطامعين، ويحاول ان يرسم صورة مشوهة عنهم عبر اتهامهم بانهم "ارهابيون" يجب معاقبتهم وفرض الحظر ضدهم، ويضغط على العالم للرضوخ لهذا المنطق الاهوج والاعوج.

وفقا لهذا المنطق المتغطرس والاخرق، حروب امريكا ضد الشعوب ، وجرائم الصهيونية على مدى اكثر من 70 عاما، وتشريد وتجويع الفلسطينيين، وغزو العراق وافغانستان وقتل الملايين من البشر، وفرض الحروب والدمار على سوريا واليمن وليبيا وارتكاب مآسي قل نظيرها في التاريخ المعاصر في هذه الدول، هي "مشروعة" و "مبررة" بل وحتى "ضرورية" وفقا لهذا المنطق.

اما مقاومة هذا الغزو، ودفع العدوان، والدفاع عن المقدسات والاعراض، فهو "إرهاب" يجب التصدي له، والابطال الذين وقفوا في وجه امريكا والكيان الاسرائيلي والسعودية وكل طغاة الارض، في حرس الثورة الاسلامية، وحزب الله ، وحماس ، والجهاد الاسلامي، وانصارالله ، والحشد الشعبي و..، فهم "ارهابيون" بالمنطق الامريكي، ولابد من التصدي لهم وازاحتهم من الساحة، ليخلوا المجال لـ"الابطال"!!، امثال ترامب ونتنياهو وابن سلمان وابن زايد!.

وفي سياق هذا المنطق العقيم ادرج رجل الامن الفاشل الثرثار مايك بومبيو امس، حركة انصارالله اليمنية التي افشلت المخطط الامريكي الاسرائيلي السعودي الاماراتي ضد الشعب اليمني ككيان "قلق وخاص" الى جانب عصابات خرجت من رحم الوهابية ومطابخ الاستخبارات الامريكية، وعملت في خدمة الاجندة الامريكية الاسرائيلية، مثل جماعة الشباب الصومالية ، وتنظيم القاعدة، وبوكو حرام، وتحرير الشام، و"داعش"، و"داعش" في الصحراء الكبرى، و"داعش" في غرب أفريقيا، وجماعة نصر الإسلام والمسلمين، وطالبان، في محاولة في غاية الغباء ، للايحاء ان حركة انصارالله مثلها مثل "داعش" والقاعدة، بينما حتى السذج باتوا يعلمون ان حركة انصارالله قدمت العديد من الشهداء، من اجل تطهير ارض اليمن من عصابات "داعش" والقاعدة، وخاصة في محافظة البيضاء في وسط اليمن، بعد ان استخدمتها دول تحالف العدون الامريكي السعودي ضد انصارالله.

اللافت ان لائحة بومبيو لم تقنع حتى المشرعين الامريكيين فيما يخص حركة انصارالله، فقبل ايام وقع 20 نائبا أمريكيا من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، على مشروع قانون يدعو ترامب إلى سحب القوات الأمريكية من الأعمال العدائية ضد حركة انصارالله في اليمن، ويستثني المشروع القوات الأمريكية التي تشارك في العمليات ضد تنظيم القاعدة أو تلك المرتبطة بها وتمت إحالة مشروع القانون إلى لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب للنظر فيه، الامر الذي يفضح المنطق الامريكي المقلوب، الذي بات مستهجنا حتى من بعض الامريكيين.

العالم

رایکم