۴۹۴مشاهدات
رمز الخبر: ۴۸۰۹۵
تأريخ النشر: 29 November 2020

من العبارات الشهيرة التي كررها الرئيس الاميركي دونالد ترامب في فترة الانتخابات الرئاسية كانت عبارة " نحن نلتف عند الزاوية" في اشارة الى الوضع الصعب المتمثل بالزاوية والالتفاف عندها فيما يتعلق بازمة كورونا. خسر ترامب الانتخابات وما زالت الولايات المتحدة تلتف عند الزاوية، فيما يبدو ان مجيء جو بايدن اوجد زوايا عند اطراف اخرى تجبرهم على الالتفاف على مواقفهم السابقة وابرز هذه الزوايا في السعودية.

منذ عام 2017 (زيارة ترامب للسعودية) قدم ولي العهد محمد بن سلمان نفسه موظفا عند الرئيس الاميركي وقدم اوراق اعتماد تمثلت بصفقات بمئات المليارات، كل ذلك في سبيل تامين طريق سريع للوصول الى العرش وباقي القصة معروفة للجميع. غير ان ما يهمنا هنا هو ان ابن سلمان ربط سيرته الذاتية السياسية وطموحه باسم دونالد ترامب. كل ذلك اصبح في خبر كان بعد هزيمة ترامب في الانتخابات.

تكشف التقارير انه قبل نحو ثلاثة اشهر اخبر ابن سلمان مستشاريه المقربين انه على السعودية التحضر لتغيرات كبيرة، التغيرات التي قصدها رحيل ترامب وفوز بايدن وانتهاء شهر العسل والرفاهية والحماية التي منحها ترامب لولي العهد.

ملفات عديدة كانت على طاولة السياسة السعودية في عهد ترامب، ابرزها القطيعة مع قطر والخصومة مع تركيا والاهم ملف التطبيع الذي كان يحضر له على نار هادئة من قبل جاريد كوشنير ويوسي كوهين وبنيامين نتنياهو وايدي كوهين.

لو تصورنا ان ترامب هو من فاز في الانتخابات ما الذي كان يمكن ان يحصل في هذه الملفات؟

كانت الرياض ستواصل حصارها وقطيعتها للدوحة وكانت الضغوط ستزيد بدعم من ترامب ( او اغفال بالحد الادنى)

وكانت الخصومة مع تركيا ربما ستصل الى اكثر من قرار مقاطعة البضائع التركية ( بتزكية من ولي عهد ابو ظبي محمد بن زايد صديق ابن سلمان)

اما التطبيع فكان سيحصل في غضون اشهر قليلة وكان نتنياهو سيزور الرياض وسيحصل ترامب على الانجاز وستكون الجائزة الكبرى لنتنياهو المتازم داخليا

اما وقد خسر ترامب والولايات المتحدة تنتظر رئيسها الجديد، فان كل ما سبق لم يعد له قيمة. وبات على ابن سلمان النجاح في الالتفاف عند زاوية المازق الجديد لكي يكمل رحلته على الطريق المستقيم نحو العرش.

ما يهم هنا هو موضوع التطبيع. حيث حاول ترامب حرمان بايدن من هذا الانجاز وارسل وزير خارجيته مايك بومبيو الى الكيان الاسرائيلي حيث اخذ نتنياهو بيده وذهب به الى السعودية ليلتقيا محمد بن سلمان في جدة. الاسرائيلي كعادته فضح الطرف العربي فيما لم يجد السعودي الى الانكار (كعادته).

غير ان الحسابات الجديدة (التي اوجدها فوز بايدن) دفعت ابن سلمان لاعادة النظر في موضوع التطبيع في عهد ترامب. فولي العهد بسياساته ومغامراته منح بايدن اوراقا عديدة يلعبها ضده ويجعله منبوذا لدى واشنطن كما وعد بايدن في حملته الانتخابية. ولهذا لا يريد ابن سلمان خسارة المزيد من رصيده باتمام التطبيع تحت رعاية ترامب الذي ينازع داخليا. لذلك كان القرار بالتأني في موضوع التطبيع ليس حبا في القضية الفلسطينية ولا تأنيبا للضمير ولا ترويجا للعودة الى السكة الصحيحة، وانما للحفاظ على ورقة التطبيع لاضافتها الى السيرة الذاتية لابن سلمان التي سيقدمها لبايدن بعد تنصيب الاخير.

لكن هل سينجح ابن سلمان في تقديم الولاء للرئيس الاميركي الجديد؟ والسؤال الذي يطرح نفسه هنا.. اذا كان ترامب بصفته صديقا وراعيا لابن سلمان حصل منه على 450 مليار دولار في ايام قليلة، فما الذي سيحصل عليه بايدن من ولي العهد السعودي بصفته خصما ومنتقدا له؟ قد يكون مبلغ 450 مليار دولار لا شيء مقارنة بما سيدفعه السعودي هذه المرة.

رایکم