لم يكن التوقيت صدفة؟ ولم تكن هذه الشخصية المستهدفة أيضا" صدفة؟
وما حصل أمس هو تغيير كبير سيفرض على إيران تحول كبير بمسار العمل الدبلوماسي والعسكري فالرجل الذي أستهدف ليس عاديا" لا على المستوى الإيراني ولا على المستوى الدولي والأقليمي.
فهذا العالم النووي معروف لدى كل الدول التي تتابع التطور النووي الإيراني بدقة من أميركا وآسيا وصولا" إلى الكيان الغاصب الذي يسمي العالم محسن زاده ب(أب النووي الإيراني) وكانت ترسل تحذيرات إلى حلفائها بخطورة هذا العالم الكبير.
وتوقيت هذا الأغتيال وطريقة التنفيذ تشير إلى دقة وحرفية عالية بالتخطيط لهذا العمل ليس فقط لأنجاح المهمة بل في دلالاتها الكبيرة في خرق السياج الأمني لأيران وهذا إذا دل على شيئ فهو دخول أكثر من دولة في هذا التخطيط بالتعاون مع مجموعات معارضة للنظام الإيراني وهنا يجب التمعن جيدا" بأسرع تصريح مثير للجدل الذي أطلقه الرئيس الأميركي ترامب موجها" أتهاما مباشرا" لأسرائيل عبر جهازها الأمني الاقوى (الموساد) وهذا الأتهام من رئيس أميركي داعم وحليف مباشر لأسرائيل ليس مسايرة لأيران ولا هو بوارد أستمالة تعطاف العرب المتحالفين مع مع إيران بل هو يحمل أتهام يكون كالسيف ذو حدين.
فهذا الخاسر انتخاباته يعتبر أن أسرائيل خذلته في هذه الانتخابات وأتت الفرصة ليرد لها الصفعة عبر الأتهام المباشر لموسادها بأغتيال (العالم زاده) وثانيا" حماية قواعد بلاده المنتشرة في الشرق الأوسط من أي ردة فعل عسكرية من الجانب الإيراني فهو بأتهامه إسرائيل لن يخسر شيئا" بل رد لها ما قامت به في الانتخابات الأميركية ودعمها لبايدن ووضعها في موقف مواجهة مباشرة مع إيران وحمى جنود بلاده وقواعدها في الشرق الأوسط مستغلا" هذا الموقف لأنتخابات 2024 وهذا الأغتيال حتما" سوف يعيد ترتيب خارطة الطريق في الشرق الأوسط لما يمثل هذا الرجل من أهمية كبرى في ليس فقط في إيران أنما لمحور المقاومة وحلفائها وسوف نذهب إلى الكثير من التعقيدات السياسية والتي سوف يتأثر بها لبنان من تشكيل الحكومة إلى الأزمة الأقتصادية وصولا إلى الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة فكما غمز أو بالأحرى كان صريحا" ترامب بأتهام أسرائيل أيضا" سوف يكون لقاء بومبيو ومحمد بن سلمان ونتنياهو في السعودية هذا اللقاء لن يكون بريئا" من هذا الأغتيال وفي هذا التوقيت الذي حصل بعد هذا اللقاء بأيام قليلة ما يدخلنا في موجة جديدة من الصراع الحامي؟ لكشف المخطط الأتي من أجتماعات الليل المشبوهة؟
والقادم من الأيام سوف يقول إلى أين تتجه الأمور. والله أعلم؟