۶۴۱مشاهدات
رمز الخبر: ۴۷۹۲۸
تأريخ النشر: 18 November 2020

يقال ان ثلاثة محامين يمثلون حملة الرئيس الاميركي دونالد ترامب طالبوا امس الاثنين الانسحاب من الدعوى التي رفعها على نتائج الانتخابات الأمريكية في ولاية بنسلفانيا، ما أدى إلى زعزعة فريقه القانوني قبل جلسة استماع رئيسة في المحكمة.

مطالبة المحامين الثلاثة بالانسحاب من دعوى ترامب جاءت بعد أيام من انسحاب شركة المحاماة الشهيرة "بورتر رايت موريس آند آرثر" من القضية، كما جاءت في وقت تعهّد فيه مستشار ترامب للأمن القومي روبرت أوبراين بانتقال سلس للسلطة إلى إدارة جديدة يقودها الرئيس المنتخب جو بايدن، مشارفا على الاعتراف بخسارة دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية.

أوبراين الذي يتولّى تنسيق شؤون الأمن القومي في البيت الأبيض، اقترب في تعهده على الاعتراف بخسارة دونالد ترامب الذي يرفض الإقرار بهزيمته، وفي الوقت نفسه رد الاعتبار لفريق بايدن الذي وصفه بالمحترف للغاية والقادر على تولي زمام الامور، وأنه إذا تأكّد فوز الثنائي بايدن وهاريس، فانهم سيحصلون على انتقال احترافي للغاية في مجلس الامن القومي، مشيرا الى ان الولايات المتحدة شهدت عمليات انتقال سلمية وناجحة للسلطة حتى في أحلك الفترات، غير ان الواقع الذي تغافل عنه اولبراين هو ان عمليات انتقال السلطة التي وصفها بالسلمية لم تشهد في كل تأريخ الولايات المتحدة رئيسا كترامب شطر في عهده المجتمع الاميركي الى قسمين متباعدين في نمط التفكير والاهداف.

القراءة الاولية لتسارع الاحداث تشير الى ان الدعوى التي رفعها ترامب على نتائج الانتخابات الأمريكية في ولاية بنسلفانيا ورفضه الإقرار بهزيمته في الانتخابات الرئاسية وتعنته في التمسك بالسلطة الرئاسية امور فاشلة قضائيا ولا مناص من الاذعان للامر الواقع ولا بد من تقدمه خطوة الى الامام إما بالاعتراف بفشله الانتخابي والخروج من ساحتي المناورة السياسية للبيت الابيض "الداخلية" و"الخارجية" اللتين جرهما الى الحضيض او التقدم خطو بالاتجاه المعاكس المؤجج للوضع الداخلي والفتن والصراعات الفوضوية باثارة وتحفيز مناصريه للنزول الى الشارع الاميركي الامر الذي يقوض شعارات الديمقراطية التي يتبجح ويتغنى بها ترامب وعموم الساسة الاميركان.

أميركا في خطر..

قبيل إصدار الرئيس الامريكي السابق باراك اوباما لكتاب أدرج فيه مذكراته الجديدة تحت عنوان "أرض الميعاد"، يوضح فيه صعوده إلى مجلس الشيوخ الأمريكي وفترة ولايته الأولى كرئيس "من المقرر إصداره في 17 تشرين الثاني/نوفمبر"، أجرى (اوباما) مقابلة مع بي بي سي آرتس، للترويج لمذكراته الجديدة، حذر فيها من انقسام المجتمع الاميركي بسبب نتائج الانتخابات الامريكية التي اظهرت انقساما حادا فيه، إذ ينظر نصف هذا المجتمع الى الحقائق نظرة مختلفة بالكامل عن منظر القسم الاخر، وهو ما يدفع بامريكا لان تدخل في نفق مظلم من الصعب الخروج منه.

قال أوباما للمؤرخ ديفيد أولوسوغا، في المقابلة، إنّ الغضب والاستياء ما بين أمريكا الريفية والحضرية ومسائل مثل الهجرة والظلم وعدم المساواة و"أنواع نظريات المؤامرة المجنونة - ما وصفه البعض باضمحلال الحقيقة" قد تمّ تضخيمها من قبل بعض وسائل الإعلام الأمريكية و"روّجتها وسائل التواصل الاجتماعي بشكل هائل"، مؤكدا قوله: "نحن منقسمون للغاية الآن، وبالتأكيد أكثر مما كنا عليه عندما ترشحت للرئاسة للمرة الأولى عام 2007 وفزت بها في عام 2008".

الرئيس الاميركي السابق اشار إلى أن ذلك يعود جزئياً إلى رغبة ترامب في التسبب "بانقسامات لأنّ ذلك كان مفيداً لسياسته"، اضافة الى انتشار المعلومات المضللة عبر الإنترنت، حيث "الحقائق لا تهمّ"، ما ساهم بشكل كبير في الانقسان المضلل المتهمد للمجتمع الاميركي.

الغاية تبرر الوسيلة..

استعان ترامب خلال فترة رئاسته بالمبدأ الميكافيلي "الغاية تبرر الوسيلة"، وهو مبدأ تبناه المفكر والفيلسوف والسياسي الإيطالي "نيكولو مياكافيلي" في القرن السادس عشر، حيث يعتقد أن صاحب الهدف باستطاعته أن يستخدم الوسيلة التي يريدها أيا كانت وكيفما كانت دون قيود أو شروط للوصول الى هدفه حتى لو كانت الوسيلة غير اخلاقية وخارجة عن الاعراف والقوانين الانسانية ومنها سياسة التسقيط التي اتبعها ترامب في ازاحة خصومه كما فعلها في اول عهده الرئاسي بازاحة المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون؟

انها السياسة التي شطرت المجتمع الاميركي الى شطرين بعد تبني ترامب انتشار المعلومات المضللة عبر الإنترنت، فهناك من يؤمن بالكذبة حتى لو كان يعرف انها كذب وافتراء مناصرا لأهداف رئيسه التي يؤمن هو ايضا بها.. وهناك في المقابل من لن يقبل بالكذب والافتراء.

الى ذلك، قال اوباما إنّ الشيء الآخر الذي ساهم بشكل كبير في هذه القضية (انقسام المجتمع الاميركي) هو انتشار المعلومات المضللة عبر الإنترنت، حيث "الحقائق لا تهمّ"، موضحا ان "هناك الملايين من الأشخاص الذين يؤيدون فكرة أن جو بايدن اشتراكي، الذين يؤيدون فكرة أنّ هيلاري كلينتون كانت جزءا من عصابة شريرة كانت متورطة في حلقات الاستغلال الجنسي للأطفال"، وذلك ما تم الترويج له أنّ الساسة الديمقراطيين كانوا يديرون عصابة تستغل الأطفال جنسياً في مطعم بيتزا في واشنطن.

الإحتيال السمج..

أطلق الرئيس الاميركي المنتهية ولايته ترامب يوم امس الاثنين هجوما جديدا استهدف النظام الديمقراطي برمته باتهامه بالاحتيال والتلاعب ليس في دورته الانتخابية الاخيرة فحسب بل حتى في دوراته الانتخابية الرئاسية السابقة وعلى طول التاريخ الاميركي بقوله "ان هذه الانتخابات هي الأكثر احتيالا في التاريخ"، وكلمة الاكثير اعتراف رئاسي واتهام مباشر للتاريخ الاميركي بانه مفعم بالاحتيال والتزوير وان هذه الدورة الانتخابية هي (الاكثر احتيالا) من كل الدورات السابقة وتزويرا.

الحقيقة الاهم التي ساهمت في انشطار المجتمع ااميركي هي التوجه العنصري بسبب تعمد نشر سياسة التفاوت في خلق موازين للتعامل تختلف من فئة اجتماعية الى فئة اخرى كالاضطهاد العنصري الذي اتضح جليا من خلال عنصرية ترامب، المعروف بصلفه وغروره وتكبره وفساده وكذبه ومراوغته، وان هناك شريحة اجتماعية واسعة تماثله وتشابهه في السلوك القبيح والتوجهات اللا إنسانية التي لو استفحلت ستجر الولايات المتحدة الى أعتاب ديكتاتورية في مضمون رئاسي لولايات ديمقراطية كاذبة.

من هنا يمكننا القول وبجدارة ان الرئيس ترامب هو الرئيس الاكثر احتيالا في التاريخ الاميركي كله..

 

رایکم
آخرالاخبار