۶۲۳مشاهدات
رمز الخبر: ۴۷۹۲۴
تأريخ النشر: 18 November 2020

نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين أميركيين قولهم، إن الرئيس الامريكي المنتية ولايته دونالد ترامب استفسر من كبار مستشاريه الأسبوع الماضي، بينهم نائب الرئيس مايك بنس ووزير الخارجية مايك بومبيو ووزير الدفاع بالوكالة كريستوفر ميلر ورئيس هيئة الأركان الجنرال مارك ميلي، عن الخيارات المتاحة لديه لتوجيه ضربة الى منشأة نطنز النووية في الأسابيع المقبلة، فكان جوابهم أن حذروه من مغبة الاقدام على اي عمل عسكري ضد ايران.

هذه ليست المرة الاولى التي يتم فيها التطرق الى مثل هذه التهديدات الامريكية في الأيام الأخيرة من نهاية حقبة الرئيس المنتهية ولايته. ففي نهاية حقبة جورج بوش الابن 2008 عبر زعماء الكيان الاسرائيلي عن قلقهم من إدارة الرئيس المنتخب حينها باراك أوباما، التي قد تحاول منع أي ضربة للمفاعل النووي الإيراني، وطلبوا مساعدات من أمريكا لتوفير قنابل قابلة لاختراق الخنادق ومعلومات أمنية من أجل ضربة يقودها الكيان الاسرائيلي. وهي فكرة ، قيل ان نائب الرئيس ديك تشيني دعمها، الا ان بوش رفضها، كما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز.

وقبل هؤلاء هدد كارتر وريغان وبوش الاب وكلينتون وبوش الابن واوباما، بتوجيه ضربات الى ايران، خلال الاربعين سنة الماضية، دون ان يجرأ اي منهم على تنفيذ تهديداته، لعلمهم ان ايران ليست بالبلد الذي يمكن مواجهته عسكريا، وعلمهم هذا لم يكن وليد تحليل سياسي، بل اعتمادا على معطيات ملموسة، تضعها المؤسسة العسكرية والدولة العميقة في امريكا بين يدي كل من يدخل البيت الابيض، مع تحذير من مغبة ارتكاب اي خطأ قد يعرض امن الكيان الاسرئيلي والمصالح الامريكية في منطقة غرب اسيا للخطر.

الرئيس الامريكي السابق باراك اوباما كان اكثر رؤساء امريكا صراحة، عندما اشار الى تلك الحقيقة بقوله، وهو يبرر مشاركة ادارته القوى العالمية الكبرى، في التفاوض مع ايران حول برنامجها النووي السلمي،:"ان التوصل الى اتفاق من شأنه ان يفكك البرنامج النووي الايراني امر غير واقعي.. لو كان بامكاننا ايجاد خيار يجعل ايران تفكك حتى اخر مسمار برنامجها النووي وتبني امكانية عدم لجوئها الى اي برنامج نووي والتخلص هكذا من كل قدراتها العسكرية لتبنيته"!.

الخبر الذي نقلته صحيفة نيويورك تايمز، عن دعم ديك تشيني فكرة الهجوم على ايران ورفض بوش لها، وكذلك خبر اجتماع ترامب بمستشاريه ورفضهم فكرته بالهجوم على ايران، هي اخبار تأتي في سياق الحرب النفسية والضغوط التي يمارسها الثنائي الامريكي "الاسرائيلي" الخائب بين وقت واخر ضد ايران. ويمكن تلمس حجم هذه الخيبة من خلال الخبر الذي كشفت عنه قناة فوكس نيوز الأمريكية بالامس، الذي قلب خبر نيويورك تايمز راسا على عقب، وذلك بعد ان نقلت القناة ، المقربة من ترامب، عن مصادر بالبيت الأبيض، ان ترامب لم يطلب الاطلاع على خيارات ضرب إيران، بل الذي طلب الخيارت هو مستشار البيت الأبيض للأمن القومي روبرت أوبراين، ولكن ترامب لم يرغب في مناقشتها!!.

السبب الاول والاخير الذي جعل ضرب ايران، حلم امريكي "اسرائيلي" لن يتحقق، والذي ردع ترامب وفي اكثر من مرة عن الرد على صفعات ايران المتكررة، والذي حول الصحافة والاعلام الامريكيين الى أداة رخيصة لتمرير رسائل الثنائي الامريكي "الاسرائيلي" الخائب بهذا الشكل التافه والمضحك، هو قوة الردع الايرانية، والارادة التي تقف وراء هذه القوة، والتي لا تتردد طرفة عين عن استخدامها بالشكل الذي تُقطّعُ فيه اوصال كيانهم اللقيط، الذي اطلقوا عليه اسم "اسرائيل".

رایکم