۷۷۹مشاهدات
رمز الخبر: ۴۷۴۵۸
تأريخ النشر: 13 October 2020

على الرغم من اتفاق رئيس الوزراء العراقي مع المسؤولين في منطقة كردستان العراق بخصوص مدينة سنجار الا أن الانتقادات لهذا الاتفاق واسعة.

في مقدمة الذين اعترضوا على هذا الاتفاق هم الاهالي والمسؤولين في سنجار وعزوا اعتراضهم الى أن الأكراد تخلوا عنهم عندما هاجمتهم داعش في عام 2014 الأمر الذي أدى الى سقوط المدينة ووقوع الكوارث الانسانية في هذه المنطقة، بينما يعتقد هؤلاء أن تحرير سنجار من داعش جاء على يد الحشد الشعبي والتضحيات التي قدمها.

والاعتراض لم يقتصر على الاهالي والمسؤولين في سنجار فالى جانب هؤلاء انتقد الكثير من السياسيين العراقيين الاتفاق ورأوا أن ابعاد الحشد الشعبي عن المعادلات الامنية خسارة كبيرة، ومن الصعب توفير الأمن والاستقرار في العراق من دون مؤسسة الحشد الشعبي الرسمية.

غير أن الحقيقة التي لا يمكن اخفائها هي أن الولايات المتحدة الأميركية نفذت خاصة بعد ابعاد العراق عن شبح تهديدات داعش الرئيسية؛ العديد من الخطط لافراغ هذه المؤسسة الشعبية من محتواها وفي نهاية المطاف تصفية هذه المؤسسة، وفي هذا الاطار بذلت مساع حثيثة لاثارة الخلافات بين فصائل الحشد وأركانه، وكذلك السعي لايجاد الهوة وتوسيعها بين الحشد والشعب العراقي وبرز ذلك بشكل واضح خلال التظاهرات التي شهدها العراق في الآونة الأخيرة، وأيضا السعي الى نزع أسلحة الحشد الشعبي وتحويله الى قوة لا تمتلك أي تأثير، غير أن هذه المساعي لم تجد، وعندما وصلت الادارة الأميركية الى قناعة عقم مساعيها، بدأت مشروعا جديدا في انهاء وجود قوات الحشد الشعبي من المناطق التي بأمس الحاجة اليها.

الحكومة العراقية الجديدة تنفذ هذا المخطط في الوقت الذي اتفقت فيه القوى السياسية الداعمة لها على أن تكون أولويتها هي تحسين الوضع المعيشي للشعب وتوفير الظروف اللازمة لطرد القوات الأجنبية من العراق، بينما جعلت هذه الحكومة من أولوياتها اخراج قوات المقاومة العراقية من المنطقة الخضراء وابعادها عن المطار، وتعززت هذه الرؤية تجاه الحكومة بالاتفاق الذي أبرمته حول قضية سنجار، ويقال أن الحكومة ستواصل تنفيذ المخطط في مناطق أخرى كجرف الصخر، والملفت ان الحكومة قامت قبل ذلك بخطوات لتهميش دور الفصائل التي تصون أمن العراق من المناطق الحدودية، هذا في الوقت الذي تدخل فيه قضية اطلاق سراح سجناء داعش لدى "قسد" في سورية مرحلة جديدة في كل يوم، ووفقا لآخر الأنباء فانه من بين العشرة آلاف داعشي المعتقلين سيتم اطلاق سراح 4 آلاف منهم دفعة واحدة، والغريب في ذلك أن قيادات داعش الذين كانوا معتقلين في شمال سورية اطلق سراحهم وانهم تحركوا نحو العراق.

وفي هذا الاطار، وفي الوقت الذي تؤكد فيه بعض التسريبات أن السفارة الأميركية خالية من العاملين، وأن الأكراد لا يكسبوا شيئا من ملف توفير الأمن في سنجار، وأن الانتخابات العراقية قريبة؛ فإن بعض المراقبين للشأن العراقي يعتقدون أن اتفاق سنجار وراءه أهداف سياسية وانتخابية، والمثير في كل ذلك أن مدينة سنجار لم تكن يوما من المناطق المختلف عليها بين الكرد والحكومة المركزية في العراق، لتقفز على سلم أولويات الطرفين.

ومما لاشك فيه ان هذه القضايا تقع في الوقت الذي بُذلت قبلها مساع حثيثة رافقتها حرب نفسية ضروس لتشويه صورة المقاومة العراقية على انها هي التي تخل بأمن العراق واستقراره، وأبرز الأحداث التي وقعت في هذا الاطار هو الهجوم الذي شنه مسلحون مجهولون قبل 10 ايام على منزل في منطقة الرضوانية في بغداد، والى جانب ذلك الهجمات التي وقعت ضد المقرات والبعثات الدبلوماسية.

ما يجري حاليا في العراق هو مسعى يرمي الى اثارة قضايا هامشية لتختفي معها القضايا الرئيسية والاساسية وما يطالب به الشعب العراقي، بينما كانت فطنة وذكاء الأركان الثلاث في العراق وهي، الشعب والمرجعية والمقاومة تحبط فيه أحابيل المؤامرات والمتآمرين.

رایکم