۵۹۵مشاهدات

الوجود العسكري في سوريا خطرٌ على أمن الولايات المتحدة

وأشار الكاتب إلى تبريرات أخرى قدمتها واشنطن لاستمرار وجودها العسكري في سوريا، مثل مواجهة إيران وروسيا، ولفت في الوقت نفسه إلى أن إيران كان لديها الهدف نفسه وهو القضاء على “داعش”.
رمز الخبر: ۴۷۲۵۶
تأريخ النشر: 28 September 2020

توقّف الكاتب في موقع “ناشونال إنترست” الأمريكي ميشال هول عند التناقضات في سياسة الولايات المتحدة حيال سوريا، فقال إن هذه التناقضات تعود إلى كون سياسة واشنطن تمحورت دائمًا حول العداء للرئيس السوري بشار الأسد، بدلًا من هزيمة “داعش” الارهابي.

وأضاف في مقال له إن التبريرات التي تقدمها الولايات المتحدة لوجودها العسكري في سوريا تكشف التناقضات فضلًا عن أنها تتغيّر باستمرار، مشيرًا إلى أنه قيل في السابق “يجب القضاء على “داعش”، لكنه لفت إلى أن التنظيم الإرهابي خسر آخر الأراضي التي استولى عليها في شهر آذار/مارس عام ٢٠١٩، إلا أن واشنطن لم تقم بسحب قواتها رغم ذلك”.

وأشار الكاتب إلى تبريرات أخرى قدمتها واشنطن لاستمرار وجودها العسكري في سوريا، مثل مواجهة إيران وروسيا، ولفت في الوقت نفسه إلى أن إيران كان لديها الهدف نفسه وهو القضاء على “داعش”.

الكاتب سلّط الضوء على ما قيل عن ضرورة دعم الأكراد في سوريا وتدريب وتسليح الإرهابيين، وأشار إلى كلام الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن “تأمين” النفط في سوريا والتطورات الجارية على صعيد ملف النفط السوري، وإلى أن الأخير يستخدم ذلك حجةً لإبقاء القوات الأميركية في هذه البلاد.

الكاتب قال إن الهدف الشامل للوجود الأميركي هناك طالما كان في سياق حملة تغيير النظام وإبقاء سوريا بلدًا منقسمًا على خطوط الحرب، وجعل السوريين يتحمّلون بشكل أساسي التداعيات السلبية، وتابع أن هذا هو سبب قيام الولايات المتحدة في البداية بتسليح “المتمردين المعادين للرئيس السوري بشار الأسد” وسبب بقاء القوات الأميركية حتى بعد سقوط خلافة “داعش” المزعومة.

وفي الوقت نفسه، قال الكاتب إن كل التبريرات التي تقدمها واشنطن لبقائها في سوريا ليست حيوية على صعيد أمن الولايات المتحدة، كما اعتبر أن أحد أكبر التناقضات في سياسة واشنطن حيال سوريا لا تتمحور حول أسباب الوجود الأميركي، وإنما حول كون الولايات المتحدة لم تنسحب بعد من هذا البلد.

وفي الختام، قال الكاتب إن مشاكل سوريا ليست مشاكل أميركا، والخيار العاقل الوحيد الذي ينسجم والمصالح الأميركية هو الانسحاب الكامل للقوات الأميركية.

في سياق متصل، تطرق الكاتب في موقع “ريسبونسبل سبايس كرافت” (Responsible Statecraft/ مركز دراسات أمريكي) دانيال دايفيس إلى إرسال القيادة الوسطى للجيش الأميركي المعدات العسكرية إلى سوريا، وتكثيف الدوريات في هذا البلد، بعد تصادم حصل بين دورية روسية وآلية مدرعة أميركية الشهر الماضي.

ورأى أن عديد القوات الأميركية في سوريا وصل إلى ٦٠٠ جنديٍ جراء هذه الخطوة، وذلك بعد أيام من كلام الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن أن الوجود الأميركي سيختصر على “حماية حقول النفط”.

وحذّر الكاتب من أن تكثيف قوة نيران القوات الأميركية في سوريا لتمكينها من مواجهة روسيا هو أسوأ فعل ممكن على صعيد الأمن القومي الأميركي، وشدد على أن المطلوب هو انسحابٌ سريعٌ وكامل للقوات الأميركية.

وشدد على ضرورة عدم تعريض القوات الأميركية للخطر إلا في حال وجود تهديد مباشر ووشيك للولايات المتحدة أو مصالحها، وعلى أن وظيفة الجيش الأميركي هي “الدفاع عن أميركا وتوفير الأمن للمواطنين الاميركيين وليس لعب دور الشرطي في المناطق غير الخاضعة للحكم”.

وأضاف الكاتب أن “سوريا تمثّل أسوأ استخدام للقوات الأميركية”، إذ إن الجنود الأميركيين منتشرون في مناطق عدائية دون أن تكون هناك أية تهديدات مباشرة لأميركا، وأضاف:”الوجود الأميركي في سوريا قد يتسبّب من دون قصد بتعرض الولايات المتحدة لهجوم”.

وتابع الكاتب أن نخبة السياسة الخارجية في والولايات المتحدة تعاني من إدمان على إرسال القوات الأميركية إلى ساحات خارجية، واستعان بنتائج استطلاعات رأي كشفت أن غالبية الأميركيين يؤيّدون انسحاب القوات الأميركية من العراق وأفغانستان، وقال أيضًا إن إنهاء الحروب يصبّ في صالح الأمن القومي الأميركي.

وبناء على ما ذكره، خلص الكاتب إلى ضرورة إنهاء العملية في سوريا.

رایکم