۵۷۵مشاهدات
رمز الخبر: ۴۶۹۹۶
تأريخ النشر: 09 September 2020

خطيئة كبرى لا تغتفر لمجلة "شارلي إيبدو" الفرنسية الساخرة التي أعادت نشر الرسوم المسيئة للنبي الأكرم محمد(ص)، تحت ذريعة انطلاق محاكمة مشتبه بهم في دعم منفذي الهجوم الذي تعرضت له المجلة في يناير 2015 لنشرها رسوما مسيئة للرسول (ص) في عامي 2005 و2006.

ولو أردنا أن نتتبع بدايات الإساءة للرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، فإننا سنجد بأن ذلك قد حصل منذ بدايات دعوته المباركة للإسلام، فمنذ ذلك الزمن والرسول الأكرم (ص) يتعرض للإساءة تلو الإساءة، فليست قضية سليمان رشدي وآياته الشيطانية في عام 1989 هي أولها، وليست ما فعلته الصحف الدنماركية والفرنسية ورسومها الكاريكاتورية والفلم المسيء للرسول (ص) وحرق القرآن بمدينة جنوب السويد في القرن الواحد والعشرين هي آخرها.

فهذه الإساءات التي تتكرر بين حين وآخر، وتستفز مشاعر مليار و700 مليون مسلم حول العالم، ليست نتيجة قرار فردي، وإنما هنالك مخططات مجبولة بالحقد والشر وسياسة معادية للإسلام تدار من قبل الصهاينة والأجهزة السياسية والثقافية في العالم الغربي والحكومات المتغطرسة في العالم، وهذا ما اكد عليه قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي في بيانه الذي انتقد فيه بشدة إساءة المجلة الفرنسية للنبي الأكرم (ص).

أما عن أهداف وتوقيت تكرار هذه الإساءة، فيؤكد آية الله خامنئي أن هدف هذه الخطوة في هذه الفترة قد يكون لحرف أذهان الشعوب والحكومات في غرب آسيا عن المخططات القذرة التي ترسمها أمريكا والكيان الصهيوني لهذه المنطقة.

وبالطبع فإن التطبيع المذل مع الكيان الاسرائيلي والذي تهرول وراءه بعض الأنظمة العربية هو جزء من هذه المخططات، كما أن هذه الإساءة تدلل على مدى الغل والحقد الذي تكنه الأنظمة المتغطرسة في الغرب لدين الإسلام ، وهذا بسبب تعاظم المد الإسلامي ودخول الآلاف من الأوربيين بل والملايين في دين الإسلام وهذا ما أثار حفيظة أتباع "إبليس" من الصهاينة والمتطرفين والمتعصبين الغربيين الذين لايرضون لدين محمد بالإنتشار والإتساع، فعمدوا الى تشويه صورة النبي الأكرم وإظهار دين الإسلام على أنه دين عنف وإرهاب، وحاربوا النساء المحجبات ومنعهن من ارتداء حجابهم، وسخروا إعلامهم للتخويف من الاسلام أو ما يعرف بـ "الإسلاموفوبيا" ، وممارساتهم هذه هي بلا شك نوع من العنصرية قوامه جملة من الأفعال والمشاعر والأفكار النمطية المسبقة المعادية للإسلام والمسلمين.

وكدليل واضح على إنخراط الأنظمة الغربية ومسؤوليها في هذه السياسية المعادية للإسلام، يرفض المسؤولون الفرنسيّون وعلى رأسهم الرئيس إيمانويل ماكرون إدانة هذه الجريمة الكبرى التي ارتكبتها صحفية " شارلي إيبدو " الفرنسية بذريعة حريّة الرّأي.

لكن نحن نريد أن نسأل من يتشدقون بالديمقراطية، هل الإساءة للآخرين وتشويه سمعتهم، تندرج تحت حرية الرأي، هذا إذا ما أردنا أن نتحدث عن شخص عادي، فكيف إذا كانت الإساءة لمليار وسبمعائة مليون مسلم؟

ألا يعد هذا الفعل المشين الذي ارتكبته الجريدة الفرنسية، مصداقا بارزا لبث الكراهية وإساءة المقدسات وانتهاكاً واضحاً للمادتين 1 و 18 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وانتهاكاً للجزء الأول من البند الثالث من المادة الـ19 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، وهو أيضًا جريمة بموجب المادة 32 من قانون حرية الصحافة الفرنسي.

طبعا لابد أن نذكر بأن المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان أعلنت في 25 أكتوبر 2018، أن الإساءة للرسول الأكرم محمد (ص) لا تندرج ضمن حرية التعبير.

وعليه فإنه يتوجب على الشعوب المسلمة وخاصّة في بلدان غرب آسيا، أن يكون لها موقفا واضحا من العداء الذي يضمره السياسيين والقادة الغربيين للإسلام والمسلمين، مع التحلي باليقظة حيال قضايا هذه المنطقة الحساسة.

وكم كنا نتمنى أن نرى البيانات الرسمية المنددة من جميع البلاد الإسلامية لاسيما العربية منها، على غرار ما فعلت باكستان وايران وتركيا، لكن حكامهم على ما يبدو إنشغلوا بالتطبيع مع الصهاينة ونسوا نبيهم وباعوا دينهم.

رایکم