۴۸۶مشاهدات
رمز الخبر: ۴۶۹۲۵
تأريخ النشر: 05 September 2020

يبدو ان النظام الحاكم في البحرين لا يبدي استحياء من لعبه دور التابع الذليل للاجندات السعودية والاماراتية والغربية والاسرائيلية، وينفذ الاوامر دون نقاش ودون التزام بقضية الامة العربية والاسلامية الأولى، القضية الفلسطينية، التي تلقت طعنة هي الرابعة من دول في مجلس التعاون خلال اسبوعين.

البحرين اعلنت في وقت متأخر من مساء امس الخميس عن فتح مجالها الجوي امام الرحلات الاسرائيلية وذلك بعد يومين على اعلان مماثل للسعودية. وذكرت وكالة أنباء البحرين نقلا عن سلطات شؤون الطيران المدني أنها وافقت على الطلب الوارد من الهيئة العامة للطيران المدني بدولة الإمارات، والمتضمن الرغبة في السماح بعبور أجواء المملكة للرحلات الجوية القادمة إليها والمغادرة منها إلى كافة الدول. في اشارة واضحة للكيان الصيهوني.

وقال وزير المخابرات الإسرائيلي إن البحرين وسلطنة عمان قد تحذوان حذو الإمارات في تطبيع العلاقات.

والإثنين الماضي، هبطت أولى رحلات الطيران التجاري من الكيان الإسرائيلي إلى الإمارات، كأول خطوة في اتجاه تطبيع العلاقات بين الجانبين بعد إعلانهما اتفاقا بهذا الخصوص في 13 أغسطس/ آب المنصرم.

وعبرت الطائرة الإسرائيلية الأجواء السعودية، ما خفض مدة الطيران بين تل أبيب وأبوظبي إلى أقل من 3 ساعات ونصف ساعة، مقارنة بـ 7 ساعات لو لم تمر بالسعودية.

وفي وقت سابق الخميس، أعلنت شركة الطيران الإسرائيلية "إلعال" اعتزامها تسيير أول رحلة شحن إلى الإمارات في 16 سبتمبر/ أيلول الجاري، على أن تكون أسبوعية.

جاريد كوشنر مستشار وصهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كان قد زار البحرين قبل ايام للضغط عليها من أجل ابداء خطوات تطبيعية اخرى مع الكيان الإسرائيلي، على غرار الإمارات.

وقالت وكالة أنباء البحرين الرسمية إن الملك حمد بن عيسى آل خليفة أكد لكوشنر عند استقباله في قصر الصافرية (1 سبتمبر 2020) على أن "الاستقرار والتضامن الخليجي يعتمد، في جميع المواقف، على الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية وإننا معها في السراء والضراء بما يحقق الاستقرار والازدهار في المنطقة".

وكان ملك البحرين كرر ذات الكلام الأسبوع الماضي عند استقباله وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الذي قدم إلى البحرين لنفس الغرض التطبيعي، ويبدو أن إشارة ملك البحرين إلى السعودية تعني أن المنامة لن تقوم بالتطبيع قبل الرياض، وهو ما حصل فعلا.

وفي وقت سابق نقلت قناة "كان" العبرية الرسمية الإسرائيلية عن مسؤول في حكومتها لم تسمه قوله، إنه من المتوقع أن توقّع دولة البحرين اتفاقية سلام مع الكيان الاسرائيلي، في المستقبل القريب، وذلك " بعد احتفال التطبيع مع الإمارات في البيت الأبيض".

وكانت البحرين هنأت الإمارات باتفاق التطبيع، معتبرة أنه يأتي ضمن "خطوات لتعزيز فرص التوصل إلى السلام بالشرق الأوسط".

وامس اعترضت البحرين على طلب فلسطيني بوضع "بند رفض التطبيع" على هامش أعمال اجتماع الجامعة العربية، بل إنها هددت فلسطين أنها سوف تضع بنداً من طرفها لتأييد التطبيع وتشجيع "صفقة القرن".

نقلت ذلك قناة الميادين التلفزيونية عن مصادر دبلوماسية، وقالت "هناك دول عربية تمنع فلسطين من مناقشة أو إدانة خطوة التطبيع الإسرائيلية الإماراتية"، مشيرةً إلى أن "بعض الدول تمارس التكبر والتهديد على فلسطين من خلال نفوذها ودعم الدول الغنية".

المصادر لفتت إلى أن ما يحدث في الجامعة العربية هو معركة شرسة تجري في الخفاء، مضيفةً أن "فلسطين تخوض معركة ضد محاولات إسكاتها ومنعها من رفض التطبيع".

وفي السياق، أكدت المصادرأنه "تم رفض طلب فلسطيني لاجتماع طارىء للجامعة لإعلان رفض التطبيع الإماراتي بسبب اعتراض البحرين".

كما أن فلسطين "طلبت وضع بند رفض التطبيع على هامش الدورة العادية المقررة في 9 من الشهر الجاري"، وفق المصادر ذاتها.

عند إلقائك نظرة بسيطة على الخريطة فسترى ان البحرين صغيرة جدا امام باقي الدول المجاورة، بمعنى آخر ان الطيران الاسرائيلي ان لم يمر بأجوائها عند توجهه للامارات فلن يؤثر شيئا على وقت الرحلة ولا على كلفتها، ولذلك فهذه الخطوة هي تطبيعية بإمتياز تضاف الى خطواتها السابقة وتبين مدى الخنوع والانبطاح لدى حكام البحرين.

وفيما يأتي أبرز اللقاءات والاتصالات التي جرت في السابق بين النظام البحريني والكيان الصهيوني المحتل:

في شهر سبتمبر/1994 زار يوسي ساريد وزير البيئة الإسرائيلي المنامة على رأس وفد صهيوني كبير، بحجة المشاركة في مؤتمر بيئي، وأثارت تلك الزيارة حينها جدلاً كبيراً في الشارع العربي.

وفي يناير/ كانون الثاني 2000 عقد في دافوس لقاء بين ولي عهد البحرين سلمان بن حمد آل خليفة والرئيس الصهيوني السابق شمعون بيريز، نتج عنه قرار إغلاق مكتب مقاطعة "إسرائيل" في البحرين، لتبدأ بعدها رحلة التطبيع بشكل سري غير واضحة للعلن.

وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2007 عقد وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة اجتماعاً مع اللجنة اليهودية الأمريكية في نيويورك أثناء مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

في يناير/ كانون الثاني 2009 التقى ملك البحرين شخصياً رئيس الاحتلال الصهيوني شمعون بيريز وتسيبي ليفني وزيرة الخارجية السابقة، على هامش مؤتمر "الحوار بين الأديان" في نيويورك.

في ديسمبر/ كانون الأول 2016 انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطعاً مصوّراً من البحرين لرجال يرقصون جنباً إلى جنب مع حاخامات صهاينة.

وفي فبراير/ شباط 2017 قال وزير الاتصالات الإسرائيلي أيوب قرا أنه التقى أميراً بحرينياً يدعى مبارك خلفية في تل أبيب.

في ديسمبر/ كانون الأول 2017 زار وفد من "جمعية هذه هي البحرين" كيان الاحتلال، وكانت هذه المرة الأولى التي يزور فيها وفد بحريني الأراضي المحتلة بشكل علني في إطار رسائل التودد العديدة التي ترسلها المملكة للصهاينة.

وفي مايو/ أيار 2018 شارك المنتخب البحريني في سباق "طواف إيطاليا 2018" الذي أقيم على الأراضي المحتلة برعاية الاحتلال الصهيوني.

في فبراير/ شباط 2019 شاركت البحرين بمؤتمر وارسو للسلام والأمن في الشرق الأوسط وذلك بمشاركة رئيس الوزراء الصهيوني المنتهية ولايته نتنياهو.

وفي يونيو/ حزيران 2019 استضافت البحرين الورشة الاقتصادية لبيع فلسطين المسماة "ورشة السلام من أجل الازدهار" وسط حضور صهيوني رسمي وإعلامي.

وفي يونيو/ حزيران 2019 أعلنت البحرين أن وفداً إسرائيلياً سيشارك في اجتماع لجنة التراث العالمي الذي تنظمه منظمة "اليونسكو".

وفي يناير/ كانون الثاني 2020 وفي مؤتمر إعلان صفقة القرن المشؤومة شارك سفير البحرين في واشنطن عبد الله بن راشد آل خليفة في المؤتمر ممثلاً عن بلاده في إشارة إلى تبني رؤية الولايات المتحدة الأمريكية في تصفية القضية الفلسطينية.

وفي فبراير/ شباط 2020 وفي سابقة لم يعرف لها العالم العربي مثيل، قضت محكمة بحرينية بسجن مواطن 3 سنوات؛ ﻹحراقه العَلم الإسرائيلي خلال مظاهرة لنصرة القدس والقضية الفلسطينية.

وفي 2 آذار/ مارس 2020 عُقِدَ لقاء بين أعضاء مجلس الشورى البحريني فوزار خليفة ونانسي خضوري مع مجلس النواب اليهود البريطانيين الدعم للاحتلال الصهيوني والذي يعمل على منع وتجريم حركات المقاطعة BDS العالمية.

أما وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة الذي ذاع صيته بأنه عرّاب التطبيع العربي الصهيوني فقد نشر في سبتمبر/ 2016 تغريدة على "تويتر" حول وفاة الرئيس الإسرائيلي السابق شمعون بيريز، قال فيها: "ارقد بسلام أيها الرئيس شمعون بيريز، رجل حرب ورجل سلام لا يزال صعب المنال في الشرق الأوسط"، في مدح علني لزعيم صهيوني تلطخت يداه بدماء الكثير من الشعب الفلسطيني.

في 10 من مايو/أيار 2017 وفي تغريدة له عبر حسابه الرسمي على "تويتر" بعد ساعات من إعلان تل أبيب استهداف 50 موقعًا في سوريا غرد وزير خارجية البحرين خالد بن أحمد آل خليفة "طالما أن إيران أخلت بالوضع القائم في المنطقة واستباحت الدول بقواتها وصواريخها، فإنه يحق لأي دولة في المنطقة ومنها "إسرائيل" الدفاع عن نفسها بتدمير مصادر الخطر".

عرّاب التطبيع العربي آل خليفة قال في كلمة أمام حلف الأطلسي في 18 يوليو/ تموز 2019، إن "الشعب الإسرائيلي بحاجة إلى راحة البال لأجيال قادمة"، مضيفاً: "لذا ينبغي أن يسمعونا، وكما نقول (دغري بالعربية) هذا ما نعتقده وما نود تحقيقه، فالمنطقة التي ينتمي إليها الشعب الإسرائيلي أكبر بكثير لأنها تشمل أراضينا ودولنا".

فهل هناك غدر للقضية الفلسطينية وللفلسطينيين وتضحياتهم وللامة العربية والاسلامية اكبر من هذا الغدر؟

رایکم