۳۹۸مشاهدات
رمز الخبر: ۴۶۷۹۶
تأريخ النشر: 24 August 2020

لم تستطع القيادة العسكرية "الاسرائيلية" نفي البيان المقتضب الذي بثه الاعلام الحربي التابع لحزب الله حول اسقاط خلية تابعة للحزب طائرة مسيرة "إسرائيلية" عصر امس السبت اخترقت الأجواء اللبنانية بالقرب من عيتا الشعب الجنوبية.

واضطرت “مكرهة” للاعتراف بصحة ما ورد في هذا البيان، ولكنها استطاعت كالعادة فرض حظر على وسائل الاعلام الإسرائيلية يمنع تناول هذه المسألة لإخفاء اكبر قدر ممكن من المعلومات والتحليلات للمعلقين والخبراء "الإسرائيليين" في اطار سياستها التضليلية.

المعلومات حول سقوط هذه الطائرة (من نوع مافيك) جاءت من “حزب الله” واجهزته الأمنية، التي بثت صورا للطائرة “بارخة” على ارض الجنوب الطاهرة، مما يعكس حالة الثقة التي تتمتع بها هذه الاجهزة، واداءها المهني السريع والدقيق، الامر الذي يؤكد المؤكد، وهو مدى ثقة الرأي العام "الإسرائيلي" ببياناتها، وصدقية المعلومات التي تبثها، وهذا ما يفسر نتائج استطلاعات الرأي التي تفيد بأن 80 بالمئة من المستوطنين يصدّقون كل ما يرد على لسان السيد حسن نصر الله في خطاباته الدورية، وبما يجعلهم يتابعون هذه الخطابات بشغف واهتمام شديدين.

***

بيانات “حزب الله” حول اسقاط الطائرة المسيرة التي كانت في مهمة تجسس في أجواء جنوب لبنان، كانت “مقتضبة” وهذا أسلوب مقصود ومفهوم، لان المسألة ليست مسألة “تباهي” منفوخ مثلما هو حال بعض الجهات العربية الأخرى، وانما مسألة ارباك متعمد للعدو، وحرمانه من التفاصيل حول كيفية اسقاط هذه الطائرة، ونوعية الدفاعات الجوية التي تولت هذه المسألة.

عندما يتعلق الامر بالحرب النفسية التي تعتبر جزءا أساسيا في منظومة الصراع بين “الحزب” والعدو الإسرائيلي، فإن التجارب السابقة اثبتت تفوقا ملحوظا لهيئات الحزب المتخصصة في هذا الميدان، حيث برع الخبراء “المجهولون” في تحقيق التأثير المأمول في صفوف "الإسرائيليين".

دخول الطائرات المسيرة ميدان الحروب، سواء كانت تجسسية او قتالية، هو التطور الاحدث والأكثر خطورة في الحروب الحديثة، ولهذا فإن كيفية التعاطي معها، ومواجهتها، واسقاطها بالتالي، بات المعيار الأهم، ولذلك فإن السؤال الذي يقلق الخبراء العسكريين في فلسطين المحتلة هو كيفية اسقاط دفاعات “حزب الله” لهذه الطائرة، وثلاث مسيرات أخرى قبلها، فوق الضاحية الجنوبية قبل اشهر، ويتفرع عن هذا السؤال، سؤال آخر حول نوعية السلاح المستخدم، فهل هو صاروخ؟ ومن أي نوع؟ وهل هو تصنيع تكنولوجي محلي ام قادم من الترسانة الصاروخية الإيرانية؟

نسأل هذه الأسئلة، وفي ذهننا ما ذكرته صحف "إسرائيلية" قبل أيام معدودة عن احتمال رصد دولة الامارات العربية المتحدة مليارات الدولارات لشراء منظومات دفاعية "إسرائيلية" لإسقاط طائرات مسيرة يمكن ان تخترق اجواءها، خاصة من قبل حركة “انصار الله” في اليمن، او حتى من الجانب الايراني في الشواطئ الشرقية من الخليج (الفارسي).

لا نستبعد ان تكون هذه التكنولوجيا العسكرية قادمة من ايران، ليس بحكم العلاقة التحالفية القوية بين “حزب الله” وايران، وانما ايضا لان تقارير عسكرية أوروبية تحدثت بإسهاب عن التقدم الكبير قي صناعة الطائرات المسيرة الإيرانية، وانعكس هذا التقدم في نجاح صاروخ إيراني في اسقاط طائرة “غلوبال هوك” الامريكية التي اخترقت الأجواء الإيرانية فوق مضيق هرمز وعلى ارتفاع 20 كم، وهي الطائرة التي تعتبر “درة تاج” صناعة “المسيرات” الامريكية.

***
استخواذ “حزب الله” على هذه “المسيرة” الاسرائيلية بعد اسقاطها، يعني الحصول على “كنز” كبير من المعلومات التقنية لا يقدر بثمن، ومن المؤكد ان الخبراء المختصين، ومن غير المستبعد ان يكون الإيرانيين من بينهم، سيفحصون الأجهزة الالكترونية المتطورة المجهزة بها لجمع المعلومات، حيث جرت العادة ان تقدم القيادة العسكرية "الإسرائيلية على تدمير هذا النوع من الطائرات بعد اسقاطها لمنع الخصم من الاستفادة من تحليل هذه الأجهزة، وربما محاولة محاكاتها بطريقة او بأخرى في انتاج هذا النوع من الطائرات، ويبدو ان خلايا “حزب الله” قد اعدت العدة مسبقا لإفشال كل المخططات الإسرائيلية في هذا المضمار، واخفاء الطائرة فور سقوطها في أماكن آمنة وبسرعة وعدم الإعلان عن اسقاطها الا بعد انجاز هذه المهمة.

لا نعرف كيف سيكون رد القيادة "الإسرائيلية" على هذه الانتكاسة العسكرية التي لحقت بها، واصابت سلاحها الجوي التجسسي في مقتل، ولكن ما نعرفه ان القيادة "الإسرائيلية" ستعد للمليون قبل التفكير بإرسال طائرات أخرى في مهمات مماثلة، فالأجواء اللبنانية لم تعد آمنة، والطائرات التي تنتهكها قد لا تعود سالمة الى قواعدها.. والايام بيننا.

رأي اليوم

رایکم