۷۹۲مشاهدات
رمز الخبر: ۴۶۵۴۳
تأريخ النشر: 03 August 2020

اكد قائد قوات حرس الحدود الايرانية العميد احمد علي كودرزي، ان الدبلوماسية الناجحة للجمهورية الاسلامية ساهمت بشكل كبير في عودة فتح المنافذ البرية والبحرية مع بعض البلدان المجاورة، كالعراق وأفغانستان وباکستان وآذربایجان، عقب غلقها بسبب الوباء، واخرى حولتها الى نقاط ذکّیة لمواجهة الإرهابیین.

فكيف تكون الحدود الايرانية اليوم بعد اشهر من غلقها بسبب فيروس كورونا؟ وحادثة مقتل المواطنين الافغان في شرق البلاد أهي حقيقة ام حرب اعلامية؟ وما هي آخر المستجدات في ملف حرس الحدود الذين اخذوا رهائن في حدود ميرجاوة؟

هذه الاسئلة يطرحها برنامج "من طهران" يبث على شاشة قناة العالم على ضيف الحلقة قائد قوات حرس الحدود الايرانية العميد احمد علي كودرزي.

اليكم نص المقابلة:

س: كيف تبدو الحدود البرية والجوية والبحرية الايرانية اليوم، هل مازالت مغلقة أم مفتوحة؟

العميد كودرزي: کما تعلمون بعد أن ظهر هذا البلاء في العالم تأثّرت بلادنا به أیضاً، فقد تأثّرت الحدود البرّیة والبحریة والأجواء في الجمهوریة الإسلامیة في ایران مع الدول المجاورة إلی حدّ کبیر، كما أنّ حرکة السیّارات المغادرة والقادمة تعرّضت إلی محدودیات أصبحت أقلّ شدّة بعد أن قام زملاؤنا في قیادة حرس الحدود بإجراء مشاورات مع نظرائهم في الدول المجاورة، وأذکر هنا بالخصوص العراق وأفغانستان وباکستان وآذربایجان.

نجحت دبلوماسیة الحدود إلی عودة المنافذ إلی حالتها العادیة تقریباً، بالطبع مع الوضع في الإعتبار الإجراءات الصحّیة التي تتّبعها السلطات في الدول المجاورة والجمهوریة الإسلامیة في ایران من خلال معاونیة الصحّة والعلاج في قیادة حرس الحدود وأقسام العلوم الطبّیة في کلّ محافظة وفقاً لمتطلبات المنافذ الحدودیة ومحطّات المسافرین والبضائع الموجودة فیها بهدف تطهیر وتعقیم الأماکن والسیّارات المغادرة والقادمة والأجهزة والمعدّات.

س: نفهم من كلامكم بان الحدود البرية فتحت بشكل كامل، أليس كذلك؟

العميد كودرزي: تبلور هذا التنسیق تدریجیاً بین حرس الحدود لدینا وتجارنا ونظرائهم من الدول المجاورة، والیوم نری أنّ التردّد قد عاد إلی وتیرته السابقة تقریباً، علی الأخصّ فيما یخصّ حرکة السیّارات والشاحنات الثقیلة التي تنقل البضائع المختلفة لدول المنطقة، ولکن کما ذکرتُ لکم کلّ هذا یحدث الآن مع مراعاة جمیع الإجراءات الصحّیة في الحدود وعلی أراضي الجمهوریة الإسلامیة والدول المجاورة التي تشهد حرکة السیّارات والشاحنات الثقیلة، والحمدلله لم نواجه أيّ حالة خاصّة وذلك نتیجة للتنسیق الحاصل بین الجمهوریة الإسلامیة في ایران والدول المجاورة لها.

س: أهناك تدفق للمسافرين؟

العميد كودرزي: فیما یتعلّق بحرکة تردّد المسافرین هناك بعض القیود التي نفرضها. بالطبع بإمکاني إعلامکم أنّ منافذنا الحدودیة مع العراق لم تشهد أيّ مشکلة خاصّة، کما أنّ الحرکة بیننا وبین جمهوریة آذربایجان إنسیابیة ولکن مع القلیل من القیود، أمّا مع أفغانستان وباکستان فیمکنني القول أنّ هناك حرکة قلیلة بیننا وبین باکستان، ولاتزال محاولات التنسیق تمضي قدماً بین حرس الحدود لدینا ونظرائهم في باکستان بهدف زیادة وتیرة هذه الحرکة.

للعلم فأنّ الباکستانیین قبلوا منّا هذا العدد القلیل من حرکة المسافرین، أمّا في الحدود المشترکة بیننا وبین أفغانستان، وبعد ظاهرة فیروس کورونا، فقد شهدت المنطقة تردّداً أکثر من المواطنین الأفغان المتواجدین في ایران بإتّجاه بلادهم، فقد کان عدّة آلاف من المواطنین الأفغان یغادرون ایران یومیاً من دون وجود أيّ قیود، وبالمناسبة فقد کان حرس الحدود الأفغان یقبلون بالأعداد القادمة إلی بلادهم.

وبالطبع، وکما أخبرتکم سابقاً، لم تکن هناك مشکلة خاصّة في الحدود المشترکة قبل إنتشار فیروس کورونا، وکلّ هذا التنسیق کان یحدث وفقاً للبروتوکولات الحدودیة بحیث إنعدمت المشکلات بین حرس الحدود لدینا ونظرائهم في الدول المجاورة، ولکن بعد إنتشار فیروس کورونا عُقدت لقاءات کثیرة بین مسؤولینا في الحدود ونظرائهم في الدول المجاورة.

أمّا فیما یخصّ آذربایجان وترکمنستان فقد قامت الأخیرة بوضع بعض القیود إلی درجة أن تردّد المرکبات وصل إلی الصفر تقریباً، ولکن بعد الإجراءات الصحّیة الصارمة التي وضعتها الدولتان موضع التنفیذ عادت وتیرة الحرکة إلی سابقتها.

لو أردتُ التطرّق إلی موضوع محدّد لربّما لیست هناك حاجة لتنسیق أکثر مع الدول الأخری، والسبب أنّ الحرکة عادیة وإنسیابیة، وکلّ همّ زملائي في العمل کان یترکّز علی العودة إلی الحالة العادیة وتوفیر حاجات جیراننا في هذه الظروف الصعبة.

هذه السیاسة من ضمن إستراتیجیة الجمهوریة الإسلامیة في ایران التي تهبّ لتقدیم ید المساعدة لمن یطلبها خلال الظروف الصعبة. لقد قدّمنا المساعدة لحرس الحدود للدولة الشقیقة والصدیقة العراق وأیضاً لأفغانستان الشقیقة التي تجمعنا بها ثقافة مشترکة، فقد أحضرنا البعض منهم للعلاج من فیروس کورونا بصورة مجّانیة من جهة، ومن جهة أخری قدّمنا بعض المواد الضروریة إلی الجهتین.

س: ما تفضلتم به يتعلق بالحدود البرية، ماذا عن المجال الجوي، بمعنى هل هناك اجل مسمى لاستئناف الرحلات من والى ايران؟

العميد كودرزي: کما تعلمون، طُبّقت بعض القیود علی المجال الجوّي بعد إنتشار فیروس کورونا في العالم، ومجالنا الجوّي لم یکن إستثناءً في هذا السیاق. وبعد التنسیق بین بلادنا والدول التي تربطنا بها الرحلات الجوّیة، وهي کثیرة بحمدالله بسبب سیاسات الجمهوریة الإسلامیة في ایران، فانّ حکومتنا تعمل علی إعطاء دفعة قویّة للرحلات الجویّة.

إذا ما رغبت الدول المجاورة لنا والدول البعیدة في إستئناف الرحلات الجوّیة معنا، ونحن بدورنا أبدینا استعدادنا للمعاملة بالمثل، بإمکاني القول أن الرغبة في هذا التنسیق ولله الحمد موجودة في الجمهوریة الإسلامیة، ولکن بالطبع مع الوضع في الإعتبار تنفیذ الإجراءات الصحّیة العالمیة ولیس هناك مشکلة خاصّة في هذا الصدد.

أمّا في المجال البحري، فالتنسیق موجود أیضاً والتردّد یمضي بوتیرة عادیة، ولکن بالطبع کما أسلفتُ لکم بوجود بعض القیود الخاصّة بالمجال البحري، وقد عقدنا إجتماعات ولقاءات مشترکة مع حرس الحدود للدول المجاورة لنا والمختصّین بالمیاه الإقلیمیة بهدف التشاور حول هذا الموضوع.

نحن نأمل بایجاد الطاقات والقدرات ذات الصلة والسبب أنّ الأفراد الذین یسکنون الشاطئ الجنوبي للخلیج الفارسي وأجزاء من بحر قزوین یتنقلون بین الدول، وفیما إذا توفّر التنسیق اللازم والضروري عن طریق وزارة الخارجیة والجهات ذات الصلة، بإمکان رجال حرس الحدود في الجمهوریة الإسلامیة المتواجدین في المنافذ المختلفة وفي الأرصفة البحریة من تسهیل عملیة التنقّل للتجّار والمسافرین.

ونحن نعد مواطنینا الساکنین بالقرب من سواحل بلادنا لو حدث وأن لاحظنا هذا الإستعداد للتنسیق من قبل حرس الحدود في الدول الأخری التي تشارکنا المیاه الإقلیمیة، فأنّ نسبة إستعدادنا هي مائة بالمائة ویمکن الإعتماد علیها.

س: هل هناك إجراءات وبروتوكولات صحية خاصة وضعت على المنافذ الحدودية، كي يخضع لها المسافر عند المغادرة والدخول؟

العميد كودرزي: یوجد في العالم بروتوکول صحّي یحظی بالقبول من جمیع دول العالم. وقد تمّ إبلاغنا نحن في قیادة حرس الحدود عن طریق وزارة الصحّة والعلاج والعلوم الطبّیة وأیضاً من الدول القریبة منّا، ولایخفی علیکم أنّ هذه الدول تبدي حساسیة مفرطة تّجاه هذا الموضوع کما هي الحال لدینا نحن والمتمثّلة في رؤیة هذا الفیروس. وقد تلاشی إن شاء الله في أقرب وقت ممکن وذلك بتطبیق الإجراءات والبروتوکولات الصحّیة لمنع إنتقال الفیروس بین الأفراد العاملین من خلال الأجهزة والمعدّات والسیّارات.

علی هذا، فأنّ التقیّد بالبروتوکولات الصحّیة من قبل البلدین سوف یسهّل عملیة الإنتقال والتنسیق، لأنّ هذه البروتوکولات هي عالمیة.

س: هل هناك قائمة حظر سفر لمواطني بلدان معينة بسبب انتشار الوباء في تلك البلدان؟

العميد كودرزي: بالنظر إلی أنّ البروتوکولات الصحّیة تطبّق وتُراعی في جمیع دول العالم، وهذا الأمر یمکن لمسه بین مواطنینا بسبب الإعلام الممتاز، وهنا أغتنم هذه الفرصة للتقدّم بالشکر لمؤسّسة الإذاعة والتلفزیون ووسائل الإعلام الممتاز الذي يشكر عليه، ولکن بالطبع یجب علیهم أخذ الحیطة والحذر بمستوی أکثر. وفي الوقت الراهن لاتوجد مشکلة تستوجب منّا وضع قیود أو محدودیات في حدودنا، ولکن أعود وأؤکّد مرّة أخری بشرط التقیّد بالبروتوکولات الصحّیة.

س: كيف تقيمون وضع الحدود الغربية والشرقية التي شهدت بعض عمليات الشغب خلال الاشهر الماضية؟

العميد كودرزي: فیما یخصّ حدود دول العالم، نحن أیضاً متأثّرون بهذا الوضع الجدید، وللأسف تتعرّض الحدود لهجمات من بعض العناصر التي تعمل علی هواها وفي تناقض صارخ مع قوانین وإجراءات الدول. نحن لدینا عناصر في جنوب شرق البلاد والتي تقوم للأسف الشدید بتنفیذ آعمال إرهابیة.

وکما تعلمون، فأنّ نظام الجمهوریة الإسلامیة المقدّس کان ولایزال ضحیّة للإرهاب منذ قیام الثورة الإسلامیة. خذ علی سبیل المثال، رئیس الجمهوریة والعدید من المسؤولین الکبار وحتّی الأفراد من عامّة الشعب، أُغتیلوا علی أیدي أشقی الأشقیاء الذین للأسف الشدید یحملون أفکاراً قذرة وبذیئة تبلورت في عالم الیوم علی عکس ما یوجد في العالم من أشیاء جمیلة.

وقد وفّرنا آلیة محدّدة مؤخّراً مع الدولتین الجارتین الصدیقتین، باکستان وأفغانستان، وقمنا بالتنسیق بهدف القضاء علی الأفکار القذرة التي تستهدف الأفراد العادیین في المنطقة.

بالطبع، خلال السنوات القلیلة الماضیة، قمنا بإتّخاذ عدّة خطوات منها إقامة الجدران في جنوب شرق البلاد مع وضع الأسلاك الشائکة والموانع الطبیعیة وحفر القنوات واقامة المخافر والأبراج الحالیة والتي کلّفت الجمهوریة الإسلامیة في ایران نفقات طائلة، ولکن بحمدالله الأمن مستتب مقارنة بالسنوات الماضیةز

ولکن کما تعلمون فأنّ الحدود طویلة جدّاً، لربّما یأتي البعض من الأفراد شأنهم في ذلك شأن اللصوص الذین ینسلّون في جنح الظلام ویدخلون بلد ما ومن ثمّ یقومون بتنفیذ بعض الأعمال الإرهابیة. ولکن مؤخّراً والحمدلله هناك إجراءات وخطوات تُتخذ مع الدولتین الصدیقتین باکستان وأفغانستان، علی الأخصّ خلال السنوات القلیلة الأخیرة ونتیجة لهذا التنسیق نجد أنّ الأمن قد استقر في الحدود المشترکة مع الدولتین إلی حدّ کبیر.

أيّ حادث یتبلور في أراضي العراق أو ترکیا مثلاً، نُبلّغ به علی الفور بسبب العلاقات الجیّدة التي تربط حرس الحدود لدینا مع نظرائهم في البلدین، نحن نتقدّم بالشکر من قیادة حرس الحدود في ترکیا التي سمحت لنا بإقامة خمسة مخافر حدودیة، وإن دلّ هذا العمل علی شئ فإنّما یدلّ علی التعاون المثمر بین البلدین والتنسیق الموجود بین قیادتي حرس الحدود في البلدین إلی جانب التعاون والتنسیق بین المخافر ومقرّات القیادة والمغاویر الذین یعملون للقضاء علی الأفراد عدیمي الضمائر الذین یستهدفون الأفراد المدنیین العزّل والأبریاء من ساکني الحدود والاستیلاء علی أموالهم.

إحدی مسؤولیات حرس الحدود في الجمهوریة الإسلامیة في ایران إنفاذ حقوق الحکومة وساکني الحدود، ونحن نعتقد جازمین أنّ تواجد الأفراد بالقرب من الحدود المشترکة مع الدول الجارّة، سواء البحریة أم البرّیة، یحتّم علینا العمل علی تقویة الأمن بهدف تسهیل التعامل بین ساکني الحدود من الطرفین.

العميد كودرزي يكشف أهم ملفات حدود ايران مع جيرانها

بإمکاني القول أنّ الأمن قد تغیّر کثیراً في الوقت الراهن، بالطبع یقوم هؤلاء الإرهابیون بتوجیه ضربات لأفرادنا بین الفینة والأخری، ومثال علی هذا ماحدث في الحدود المشترکة مع ترکیا قبل بضعة أیّام، حیث أستشهد ثلاثة من أفراد حرس الحدود الغیاری للجمهوریة الإسلامیة في ایران في المواجهات التي دارت بینهم وبین الأشرار في المنطقة.

ولکن قمنا مؤخّراً بتنسیق جیّد مع السلطات في إقلیم کردستان العراق وترکیا، ونتیجة لهذا التنسیق نحن نشهد تحسناً ملحوظاً في الحدود المشترکة. بالطبع، من أجل الوصول إلی النقطة المرغوبة یجب علینا تحویل حدودنا إلی منطقة ذکّیة، وهذا ما نتابعه حثیثاً في الوقت الراهن، لدینا وعد بالمساعدة من رئاسة أرکان القوّات المسلحة لتحویل نقاط الحدود إلی نقاط ذکّیة في مواجهتنا للإرهابیین، إلی جانب القضاء علی عملیات تهریب البضائع والمواد الممنوعة، والحمد لله فأنّ آلیة العمل بدأت تتبلور بالتدریج.

ولکن وکما أسلفتُ لکم فأنّ المسافة أو الفترة الزمنیة للوصول إلی النقطة المثلی لاتزال بعیدة إلی حدّ ما، ونحن کلنا أمل بأن یستجیب المسؤولون في الدول المجاورة لنا لهذه الطلبات، أمّا في الوقت الراهن فأنّ قسماً من حدودنا یُدار من جانب واحد للأسف الشدید، أي أنّ المراقبة تتمّ من جانب حرس حدود الجمهوریة الإسلامیة في ایران فحسب!

نأمل أن یولي مسؤولو الدول في جنوب شرق البلاد وغربها والشمال الغربي الإهتمام الکافي، کما نأمل أن یزید التنسیق بین القائمین علی أمن الحدود في الدول المجاورة بهدف الوصول إلی الإغلاق الکامل للحدود وخاصّة حدود الجمهوریة الإسلامیة في ایران والتي تتعرّض بین الفینة والأخری لحوادث مریرة من قبل الإرهابیین ومعارضي نظام الجمهوریة الإسلامیة، ویعیش ساکنو الحدود في أمان وسلام.

س: هل تم عقد اتفاقيات امنية مع البلدان المتاخمة والمجاورة لمكافحة الارهاب والاعتداءات الحدودية؟

العميد كودرزي: عُقد إجتماع سنة 2018 في ترکیا ضمّ وزارة الداخلیة وقیادة حرس الحدود في الجمهوریة الإسلامیة في ایران مع نظرائهم في وزارة الداخلیة وحرس الحدود في ترکیا، أعتقد أنّ هذا التنسیق سبّب في تثبیت الأمن وتعزیزه في الحدود الشمالیة الغربیة للبلاد، وبمجرّد أن تعلن الدول المجاورة عن وجود مواجهات مع الجماعات المعارضة داخل أراضیها، نقوم نحن بدورنا بإغلاق الحدود علی الفور وفقاً للتنسیق المسبق بیننا.

نعم لدینا إتّفاقیات ومعاهدات حدودیة منذ زمن طویل مع الدول المجاورة لایران، حیث تنفّذ في الحالات الطارئة التي تستوجب تفعیل الإتّفاقیات والمعاهدات، ومقابل هذا التنفیذ ینعکس إستتاب الأمن علی حدود جمیع الدول.

س: الحادث الذي وقع على الحدود بين ايران وافغانستان، هل الاجوبة التي قدمتها ايران للطرف الافغاني كانت مقنعة، وكيف تنظرون انتم لهذا الموضوع، هل له صحة هذا الموضوع أم كان ضمن الحرب الاعلامية؟

العميد كودرزي: بعد أن انتشر فیروس کورونا في العالم في الأوّل من أیّار/ مایو الماضي، کان اشقاؤنا الأفغان یتجمّعون في مکان محدّد مسبقاً کي یتمّ تطبیق الحجر الصحّي علی الجمیع قبل تسلیمهم إلی الجهة المقابلة حیث حرس الحدود. ولکن بعد ظهور هذا المرض کانت لدینا تعلیمات بعدم دخول هؤلاء إلی أراضینا، بل ترحیلهم من المکان المتواجدین فیه.

ولکن للأسف بتاریخ الأوّل من أیّار/ مایو الماضي، کان هناك البعض من المواطنین والمواطنات من أفغانستان أرادوا دخول البلاد بعد أن طُلب منهم التوجّه إلی داخل أراضي أفغانستان. ففي ذاك الیوم کان تدفّق المیاه في نهر "هریرود" كبيراً جداً، بحيث ان المیاه تتّجه لملأ سدّ الصداقة بین ایران وترکمنستان. تمّ إکتشاف أربعة أو خمسة أجساد ناحیة أفغانستان، بالطبع توجد إتّفاقیات وبروتوکولات حدودیة منذ عام 1956 توضّح کلّ شئ وقد دُوّنت في محضر رسمي.

فلو وقع حادث علی الحدود الایرانیة- الأفغانیة المشترکة، علی حرس الحدود في الجهة المقابلة وفقاً للإتّفاقیة والقانون الذي یحکم البلدین الحفاظ علی المشهد وتسجیله کي یقوم حرس الحدود في الجهة الأخری بدراسته. ولکن للأسف من دون إعلامنا قام حرس الحدود الأفغان بنقل الأجساد التي أشرتُ إلیها والتي کانت في ناحیة أفغانستان إلی هرات حیث قام الطبیب الشرعي بفحصها. کان هناك إدّعاء بأنّهم قد تعرّضوا للضرب، ولکن لم یتمّ التحقّق من صحّة هذا الإدّعاء علی الإطلاق، حتّی أنّ مجموعة تقصّي الحقائق المرسلة من قبل إخواننا الأفغان بعد اسبوع واحد فقط من الحادثة حضرت إلی المکان الذي زعم البعض أنّ الجانب الایراني أرسل الأفراد بإتّجاه أفغانستان من هناك وأرسلت المجموعة أحد الأفراد الذي قطع المسافة في المیاه براحة تامّة! حدث هذا في الوقت الذي کان تدفّق المیاه في التاسع من أیّار/ مایو الماضي یبلغ مائتین وثلاثة عشر متراً مکعباً، أي أکثر من ضعف التدفّق الأوّل، فقد ذهب أحد الأفراد وعاد بسهولة ویسر. إذا، نحن لم نقبل تحت أيّ ظروف، فقد توجّهنا إلی المکان بأنفسنا وکتبنا خمس رسائل إلی حرس الحدود في الجانب الأفغاني متسائلین ما هذه المواضیع المطروحة في الفضاء الألکتروني؟ نحن لاعلم لنا علی الإطلاق.

للأسف لم یراجعنا الأخ المسؤول عن حرس الحدود في الجانب الأفغاني، لاحقاً قاموا بتجمیع أربعة وخمسین مخفراً کانت الجمهوریة الإسلامیة في ایران قد شیّدتها للجانب الأفغاني، والیوم لاوجود لحرس الحدود الأفغاني هناك، فقد أصبحت الحدود من جانب واحد فحسب!

نحن نعتقد جازمین من أنّ الحادث المذکور لم یقع في جهتنا نحن، فقد أثبتنا هذا الکلام لمجموعة تقصّي الحقائق الأفغانیة بالأدلة والمستندات وقلنا لها لم یحدث مثل هذا الأمر من جهتنا، ولو افترضنا أنّ نسبة ضئیلة جدّاً تؤیّد حدوث هذا الأمر من جهتنا، فلربّما کان هناك بعض المهرّبین الذین استفادوا من جنح الظلام وأخذوا هؤلاء معهم مستغلین العدد القلیل من أفراد حرس الحدود في المکان، ونتیجة لهذا سقط بعضهم في المیاه. لکنّنا نقولها بالفم الملآن وبشکل قاطع من أنّ هذا الحادث لم یکن سببه حرس الحدود للجمهوریة الإسلامیة في ایران.

فلو کنّا ولانزال منذ أربعین سنة ونحن نستضیف إخواننا وأخواتنا من أفغانستان الذین یشکّلون إمتداداً ثقافیاً للجمهوریة الإسلامیة في ایران، ولا توجد مشکلة بیننا وبینهم داخل بلادنا، فقد أثبتنا بالدلیل القاطع وبالوثائق التي کانت بحوزتنا أنّه لم یحدث أيّ إهمال من جانب أفراد حرس الحدود التابعین لنا.

س: ما اخر مستجدات حرس الحدود الذين اخذوا رهائن في ميرجاوة؟

العميد كودرزي: ما أودّ قوله هنا، هو أنّه في الوقت الراهن تعبر سیّارات کثیرة عبر منفذ "میرجاوة" بین البلدین، أمّا فیما یخصّ تنقل المواطنین الأجانب لدینا بعض المشکلات. فقد أرسلنا رسائل رسمیة عدّة مرّات لحرس الحدود علی الجانب الآخر، ولکن للأسف إمّا أنّ هذه الرسائل أُهملت أو أنّ المسؤولین لم یتواجدوا في المکان.

هناك أعداد قلیلة من المواطنین الباکستانیین المتواجدین في ایران والراغبین بالعودة إلی بلادهم، لکنّهم للأسف یواجهون بعض المشکلات. بالطبع قامت السلطات الباکستانیة بقبول البعض من الذین نرسلهم نحن من جهتنا، لکن حرکة السیّارات في جمیع المنافذ الحدودیة مع باکستان متوقّفة حالیاً بما فیها منفذ "سراوان" ومنافذ اخری. ولکن بسبب التنسیق الذي تبلور مؤخّراً بإمکان الشاحنات العبور من کلا البلدین بشرط مراعاة الإجراءات الصحّیة.

رایکم