۶۰۴مشاهدات
رمز الخبر: ۴۶۵۲۴
تأريخ النشر: 02 August 2020

قد يصعب على المفتونيين بـ"الجيش الاسرائيلي الذي لا يقهر" تقبل الحالة المزرية التي وصل اليها هذا الجيش، بعد ان تحول الى مسخرة حتى بالنسبة ل"الاسرائيليين" انفسهم، وذلك في مواجهته مع ابطال المقاومة الاسلامية في لبنان، لاسيما خلال الايام القليلة الماضية، بعد ان فبرك مسرحية "إفشاله عملية تسلل" نفذها مقاتلو حزب الله للحدود مع فلسطين المحتلة، ردا على استشهاد المقاوم علي محسن في غارة "اسرائيلية" في ضواحي دمشق.

اكثر مشاهد تلك المسرحية سخرية هو ما ذكرته صحيفة "جيروزاليم بوست" "الاسرائيلية" ، التي كتبت تقول:" أن جنود الجيش "الإسرائيلي" الذين تصدوا لعناصر من حزب الله تسللوا إلى "إسرائيل"، تلقوا أمرا بعدم قتلهم، وذلك في محاولة للحد من التوترات على الحدود"!!.

اما صحيفة "معاريف" "الاسرائيلية" فلم تكتف بالخطوط العريضة للمسرحية كما فعلت "جيروزاليم بوست" فآثرت الدخول في تفاصيل لا يمكن ان تقنع حتى بلهاء الصهاينة، فكتبت تقول: "أنه تم رصد أفراد الخلية وهم يتحركون ببطء نحو إسرائيل وأنهم كانوا تحت المراقبة لعدة ساعات قبل أن يعبروا إلى إسرائيل ويواجهوا الجيش، الذي أطلق النار باتجاههم لإعادتهم إلى لبنان حيث التقطتهم سيارة كانت بانتظارهم"!!.

ومن اجل اقناع الصهاينة بهذه الرواية السخيفة، بررت الصحافة "الاسرائيلية"، ومنها "معاريف"، "الحكمة الاسرائيلية " المتمثلة بعدم قتل مقاتلي حزب الله رغم انهم كانوا تحت المراقبة لساعات، نقلا عن مصادر مطلعة، أن الجيش لم يكن يريد قتل المتسللين داخل الأراضي الإسرائيلية حيث كان سيضطر لاحتجاز جثثهم، مما كان سيدفع حزب الله للرد بإطلاق صواريخ عبر الحدود، وإذا أطلق حزب الله الصواريخ واستهدف المدنيين إلى جانب الجنود، فلن يكون أمامنا سوى الرد وسنجد أنفسنا في حالة حرب"، بينما نسي من يقف وراء هذا التبرير، ان الجيش "الاسرائيلي" كان قد رصد سيارة في الاراضي اللبنانية وهي تنطلق بالمقاتلين عائدة من حيث اتت، لذا كان بالامكان استهدافها وهي في الاراضي اللبنانية، وعندها لا تتحمل "اسرائيل" تداعيات احتفاظها بالجثث !!.

لما كان اصل الرواية "الاسرائيلية" كذبة ، ولما كانت تبريرات الرواية سخيفة، شعر قادة هذا الجيش انه لا يمكن مواصلة عرض المسرحية بهذا التهافت، لاسيما بعد البيان الذي صادر عن حزب الله، والذي تم التاكيد فيه ان الحزب لم يقم بأي نشاط على الحدود للانتقام للشهيد علي محسن بعد، وان الانتقام آت لا محال، لذلك انتقل الجيش "الذي لا يقهر" لا الى بيان حقيقة ما جرى، بل إختار كذبة اخرى، ولكن على النقيض من الاولى، فلا "حكمة ولا تأني ولا صبر اسرائيلي"، بل تهديد بتدمير البنى التحتية للبنان في حال رد حزب الله على استشهاد المقاوم علي محسن.

ذات الصحافة التي روجت ل"الحكمة الاسرائيلية" حول عدم التورط ب"قتل المتسللين اللبنانيين" ، تروج اليوم للاوامر التي اصدرها وزير الحرب "الإسرائيلي" بيني غانتس لقوات الاحتلال "الاسرائيلي" بتدمير منشآت لبنانية حيوية في حال نفذ حزب الله أي هجوم انتقامي ضد جنود أو مواطنين، ردا على مقتل الشهيد محسن.

الصحافة نقلت عما وصفته ب"مصدر مطلع" قوله إن هذه التعليمات أصدرها الوزير غناتس في جلسة عقدت الخميس الماضي بحضور رئيس هيئة الأركان "الإسرائيلي" أفيف كوخافي وعدد من كبار القادة في الجيش، وهو ما يعني ، حسب الصحافة "الاسرائيلية" ، أن الجيش سيضرب ليس فقط مواقع تابعة لحزب الله، وإنما سيدمر منشآت لبنانية حيوية تخص البنية التحتية للبلاد عامة.

لا يحتاج المراقب للمشهد السياسي داخل كيان الاحتلال لكثير من الذكاء، ليعرف ان غانتس الذي جَبُن، حسب الرواية الصهيونية، في ان يعطي الاوامر بإطلاق النار على مقاتلي حزب الله، وعددهم 3 او 4، وهم "يتسللون" عبر الحدود، خوفا من التورط في حرب مع حزب الله، هو أجبن من يأمر بتدمير البنى التحتية للبنان، فهو يعرف جيدا ان كل هدف في لبنان يتعرض للقصف سيتعرض هدفا مماثلا له في كيانه المحتل للقصف وعلى الفور.

غانتس الذي يحاول من خلال اطلاق هذه التهديدات مخاطبة الطابور الامريكي الصهيوني في لبنان، من اجل دفعه لممارسة الضغط على حزب الله للتراجع عن الانتقام لدماء الشهيد محسن، يعلم جيدا ان كيانه اضعف من يتحمل نتائج اي مواجهة شاملة مع حزب الله ، فهو يمر في ظروف تجعل منه اقرب ما يكون ببيت العنكبوت، فالازمات السياسية والحكومية، وتداعيات وباء كورونا، والاحتجاجات والتظاهرات المتواصلة ضد فساد نتنياهو السياسي والمالي والاخلاقي، والوضع الاسوء لداعمه الرئيسي ، الرئيس الامريكي دونالد ترامب، الذي بات يكافح من اجل الفوز بولاية ثانية ولكن دون جدوى، وفقا لاستطلاعات الراي، كل هذه العوامل وغيرها الكثير، هي التي جعلت من غانتس يتخبط بهذا الشكل المضحك، فمرة يأمر بعدم اطلاق النار على مقاتل او مقاتلين من حزب الله، ومرة يأمر بتدمير البنية التحتية للبنان، بينما لا حقيقة لكلا الامرين مطلقا.

رایکم
آخرالاخبار