۴۲۲مشاهدات
رمز الخبر: ۴۶۴۶۹
تأريخ النشر: 28 July 2020

من لدغته الحية خاف من الدود. مثَلٌ فرنسي يترجم بشكل واضح حالة الرعب والهلع التي اصابت جيش كيان الاحتلال الاسرائيلي مساء الاثنين على الحدود مع لبنان. لقد كانت التقارير والبيانات التي يصدرها جيش الاحتلال توحي بمعركة قادمة لما تضمنته من تهويل وبطولات وصد لهجمات تبين في الاخير انها كانت نتاج سراب وهلع وتوتر.

اكثر من مشهد ملفت خرج من سيناريو يوم الاثنين يمكن استخلاص حقيقة واضحة منها وهي ان جيش الاحتلال بات يوصف بالمهزلة وباعتراف سياسيي واعلاميي كيان الاحتلال.

= منذ اللحظات الاولى كانت الاخبار تخرج من الاعلام العبري، وبعض الاعلام العربي الذي كان اسرائيليا اكثر من اعلام الاحتلال. ومنذ اللحظات الاولى لم يصدر اي خبر او بيان من الطرف اللبناني وتحديدا من حزب الله.

كان لافتا النشاط لدى المتحدث باسم جيش الاحتلال "افيخاي ادرعي" على صفحته في تويتر وكلامه عن تسلل لخلية لحزب الله ورد اسرائيلي وانهاء عملية التخريب كما وصفها ادرعي. والحديث عن ادرعي مهم كونه المسؤول عن تعاطي جيش الاحتلال مع العالم العربي.

الملفت الاخر كان حماسة الاعلام التابع لدول عربية مع ما يجري. قناتا "العربية" و"الحدث" كانتا الوحيدتين اللتين نشرتا خبرا يزعم ان اربعة من عناصر حزب الله استشهدوا في الهجوم، وذلك نقلا عن مصادر اسرائيلية. بينما لم تنشر اي وسيلة اعلامية عبرية ولا تلفزيون اسرائيلي ولا راديو ولا صحيفة هذا الخبر ولا اي خبر مشابه.

= كان مثيرا للانتباه مسارعة جيش الاحتلال الى رفع القيود على حركة المستوطنين قرب الحدود مع لبنان مباشرة بعد اعلانه توقف الاشتباكات المزعومة. هذا الامر لم يحدث في اي مواجهة سابقة بين المقاومة والاحتلال. وكانت اوامر البقاء في المنازل او الملاجئ تدوم لساعات بعد اي اشتباكات تحصل. والمثير للسخرية اكثر هو طلب جيش الاحتلال من المستوطنين متابعة حياتهم بشكل طبيعي وفي نفس الوقت اكد ان هناك المزيد من التوتر والايام الصعبة امام الاحتلال. هذا الواقع يعزز فكرة الوهم الذي عاشه الاحتلال قرب الحدود.

= الاكثر جدية والامر الاهم كان صمت المقاومة طوال ساعات الاحداث. كيان الاحتلال الاسرائيلي كان اكثر المنتظرين والمترقبين للبيان. وفي هذا دلالات عديدة اهمها ان المستوطنين ووسائل الاعلام الاسرائيلية وحتى بعض السياسيين لم يعودوا يثقون بحكومة بنيامين نتنياهو وكانوا بانتظار ما سيقوله حزب الله ليعرفوا حقيقة ما يجري. ويكفي ما قاله زعيم حزب "اسرائيل بيتنا" افيغدور ليبرمان بان شمال الاراضي المحتلة كان مشلولا بسبب استشهاد شخص واحد من حزب الله. اضافة لذلك اظهرت الانتقادات اللاذعة من الاعلام العبري للمسرحية التي حصلت وللمهزلة التي عاشها جيش الاحتلال.

بناء عليه ما اظهرته احداث الاثنين يشير الى ان جيش الاحتلال يعيش حالة من الهلع نتيجة الترقب المرير الذي يسيطر عليه في انتظار رد حزب الله على استشهاد علي محسن في الغارة الاسرائيلية على العاصمة السورية دمشق. اما نتنياهو فقد بدا يخسر ورقته المفضلة اي الامن في ظل السخرية الكبيرة من التخبط الذي يعيشه جيش الاحتلال ووقوعه في فخ رعبه من اي رد محتمل.

يقول "لوسيوس سينيكا" الفيلسوف الروماني "الخوف من الحرب أسوأ من الحرب نفسها". وهذا حرفيا ما يعيشه كيان الاحتلال الاسرائيلي، وهذا فعليا ما يعيشه حزب الله من انجاز نفسي ومعنوي واعلامي لا يقل اهمية عن اي انجاز ميداني يحققه في مواجهة الاحتلال. انجاز ان تجعل شمال كيان الاحتلال باكمله مشلولا في انتظار بيان.. لا صاروخ.

رایکم
آخرالاخبار