۳۷۸مشاهدات
رمز الخبر: ۴۶۴۴۱
تأريخ النشر: 27 July 2020

في ظل سياسة الصمت المرعب التي يتبعها حزب الله في مقابل الاعتداء الاسرائيلي الاخير بغارة جوية قرب مطار دمشق، والذي أدى إلى استشهاد أحد مقاومي الحزب، تهيمن حالة من الترقب والحذر على حكومة كيان الاحتلال الاسرائيلي، خشية ردّ المقاومة التي تراه تل ابيب حتميا.

اجراءات عدة قام بها الكيان الاسرائيلي سواء داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة أو عبر القنوات الدبلوماسية الخارجية، كشفت حجم الرعب الذي يعيشه الكيان هذه الأيام، والترقب لأي ردّ فعل من طرف حزب الله الذي كان أرسى معادلة الردّ الحتمي على أي اعتداء اسرائيلي قد يمس كوادره في سوريا.

يبدو أن زيارة رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارك ميلي إلى الكيان، ووصف الزيارة بالعمليّة، ودخول حاملة الطائرات النووية الاميركية USS Dwight D. Eisenhower، برفقة 12 سفينة حربية أخرى إلى البحر الأبيض المتوسط، لم تخفف من مستوى الهلع والخوف المسيطر على قادة الكيان الصهيوني، ولم تمنع هؤلاء من ابداء تخوفهم من أي ردّ عسكري لحزب الله في شمال فلسطين المحتلة.

الشمال الذي بات أشبه بمدن الأشباح، بعد اخلاء المواقع العسكرية لقوات الاحتلال، لمنع وقوعهم أهدافا لردّ المقاومة، ومنعا لتكرار السيناريو السابق في ردّ حزب الله عبر استهداف مركبات عسكرية، فرض جيش الاحتلال حظرًا على تحرك المركبات العسكرية في منطقة "جبل دوف"، فيما فرض قيودًا على الطرق المؤدية إلى المستوطنات في الشمال.؛ جراءات احترازية على مستوى معادلة الردّ برّا. إلا أن القدرات التي باتت تمتلكها المقاومة في لبنان، اضافة إلى الخبرات التي راكمتها خلال السنوات الماضية، فتحت أمامها احتمالات جديدة للردّ، باتت تأرق قادة الكيان الصهيوني، فأدخلت معادلة البحر إلى السيناريوهات الاسرائيلية للردّ، فبدأت تل أبيب تتحدث عن احتمالية شن حزب الله انزالات بحرية على الشواطئ الفلسطينية المحتلة، ووضع استعدادات لهذه الاحتمالية.

أما معادلة الجو.. فبعد اغلاق الكيان المجال الجوي في شمال فلسطين المحتلة، عمد في الوقت ذاته إلى منع اقفال السماء أمام طيرانه المعادي، من خلال طلب تقدمت به إلى روسيا لمنع وصول صواريخ مضادة للطيران ايرانية الصنع إلى الجيش السوري؛ والحديث هنا يدور عن منظومة الدفاع الجوي "سوم خرداد" الايرانية، التي زادت في رعب الكيان بعد توقيع الاتفاق السوري الايراني بتطوير منظومات الدفاع الجوي السورية، خلال الزيارة الاخيرة لرئيس هيئة الاركان الايراني أمير باقري إلى دمشق. فالعدو الاسرائيلي يعلم جيدا مستوى وقدرات هذه المنظومة، خصوصا بعد اسقاطها بنجاح لمفخرة الصناعة الحربية الاميركية الطائرة غلوبال هوك المسيرة.

الاجراءات الاسرائيلية لوقف أي ردّ من قبل المقاومة الاسلامية في لبنان، تخطى الاجراءات الاحترازية العسكرية، ليصل إلى حد الاستجداء والاسترحام من الحزب بعدم الردّ؛ تقارير اعلامية كشفت عن طلب قادة الكيان الصهيوني من روسيا التوسط لدى حزب الله، وإبلاغ الحزب برغبة الكيان بالتهدئة وعدم التصعيد، كما ذكرت مصادر اعلامية أن الأمم المتحدة أبلغت حزب الله رسالة من الكيان الصهيوني بأنها لم تكن تعرف بوجود الشهيد علي محسن أثناء اعتدائها الأخير، ولم تقصد قتله. وفيما لم ينف وزيرخارجية كيان الاحتلال غابي اشكنازي ارسال رسائل الوساطة، نفى حزب الله تلقيه أي وساطة من قبل روسيا او الصين، فيما أكد وصوله رسالة عبر ممثل الأمم المتحدة.

كل التحليلات والتصورات لدى قادة وسلطات الاحتلال الصهيوني أجمعت على حتمية الردّ من قبل حزب الله، وأن النتيجة ستبقى مصدر القلق الأكبر لهم حتى تنفيذ الحزب لتهديده بالرّد، فيما يبدو أن المقاومة لا تريد الاسراع في الردّ، سببين اثنين، الأول هو رفع نسبة نجاح العملية عبر الصبر والتخطيط المعمّق، والثاني هو عدم استعجال الحزب بالرّد، بعد حالة الاستنفار التي يعيشها الكيان، ما يخدم مصلحة الحزب، برفع مستوى الاحتجاج والرفض الداخلي لعنتريات واعتداءات بنيامين نتنياهو الخارجية، التي باتت تضع المستوطنين في خطر ردّ المقاومة.

رایکم
آخرالاخبار