۳۴۴مشاهدات
رمز الخبر: ۴۶۳۵۰
تأريخ النشر: 20 July 2020

هذا العنوان تصدر صفحة موشيه يعالون وزير الحرب الاسرائيلي الاسبق على تويتر ، الرجل الذي يجلس اليوم في المعارضة الى جانب يائير لبيد بعد خيانة جانتس لهما غرد قائلا : ماذا لدينا في نهاية هذا الاسبوع؟ أراد نتنياهو منع التظاهرات والاحتجاجات لذلك حاول فرض إغلاق كامل في عطلة نهاية الأسبوع والشواطئ والمطاعم والصالات الرياضية وحظر جميع التجمعات.

اما ايهود باراك الرجل الذي كان يوما ما رئيسا للحكومة ويصفه الاسرائيلييون بالجندي الاول فقد غرد : نتنياهو انت تتعرق ونرى عرقك من بعيد عشرات الالاف من الاسرائيليين ملح الارض في الشوارع ضدك فقط انت فاشل .

تغريدات مسؤولو المعارضة الاسرائيلية واذا ما اضيف اليها افيغدور ليبرمان الذي حذر من حالة تمرد قد تشهدها تل ابيب بسبب سوء الاوضاع الاقتصادية وفشل حكومة نتنياهو في ايجاد حلول للجائحة كل ذلك يؤكد ان الوضع في كيان الاحتلال يسير نحو كارثة حقيقية عنًوانها الفساد المستشري في اجهزة الحكومة الاسرائيلية والتي جعلت نتنياهو الذي يحاكم بتهم جنائية يظل على رأس الحكومة الاسرائيلية.

وقد يكون السؤال الابرز الذي يطرحه بعض المفكرين الاسرائيليين الذين تجاوزوا الصراعات الحزبية والمهتمين بمستقبل الكيان هو كيف يجلس متهم امام القضاء ليحاكم كفاسد وبعد ساعة يجلس في مكتب رئيس الحكومة ليديرها ويتخذ قرارات مصيرية تخص الكيان الاسرائيلي، ولو عدنا الى ما كتبه موشيه يعالون لوجدنا ان الرجل يشير الى هذه القضية من خلال تاكيده ان قرارات الاغلاق غير المدروسة التي اتخذها نتتياهو في الساعات الماضية لم يكن الهدف منها محاربة كورونا وانما منع التظاهرات التي ستخرج ضده، وللحقيقة فإن نتنياهو منذ اعوام استطاع تكييف السياسية الاسرائيلية على مقاسه الخاص ليظل في رئاسة الحكومة واستطاع ان يعيد تشكيل حزب الليكود التاريخي على مقاسه من خلال استبعاد اسماء كبيرة ومؤثرة ووازنة كي يبقى دون منافس وهذا ما حدث بالفعل في انتخابات الليكود الداخلية والتي ابرزته كملك في الحزب .

لكن ازمة كورونا والفشل في ادارتها شكلت لبنيامين نتنياهو صداعا نصفيا لن ينتهي منه الا بمغادرته لرئاسة الحكومة وما يزيد ازمة الرجل الصراع الداخلي في الحكومة بينه وبين وزير حربه بيني جانتس والذي يحاول بشتى الطرق ان يحصل على نقاط جديدة في معركته مع نتنياهو الذي يبدو مرتبكا هذه المرة لانه حاول على مدار الاسابيع الماضية ان يغييب الشركاء في الحكومة وان يظهر نفسه وكانه يحارب كورونا واثارها وان يحفر في ذاكرة الاسرائيليين انه هو المخلص كي يذهب الى انتخابات رابعة في الربيع المقبل ويحصد ويمينه التابع اربعة وستين مقعدا او اكثر تنهي كابوس جانتس والتحالف المتصارع .

لكن في ظل جائحة كورونا والمحكمة التي ستعقد جلساتها بداية العام المقبل لن تسير الامور كما يشتهي نتنياهو لان التظاهرات التي خرجت في تل ابيب وعدد من المواقع حملت شعارات (نتنياهو فاسد ) ( ارحل بيبي ) وقد يقول قائل ان نتنياهو مازال قويا لكن الواقع ان في كيان الاحتلال عندما تصل الامور الى فشل في الاقتصاد فإن التقييم يبدأ بشكل حقيقي ، نتنياهو استطاع على مدار السنوات العشر الماضية ان يحافظ على اقتصاد مستقر ومتنامي وهذا الامر بحد ذاته هو الذي منح نتنياهو قوة في الشارع الاسرائيلي لاسيما وان من يجلس في تل ابيب وهرتسيليا وحيفا والعفولة لا يعنيه كثيرا اذا كان نتنياهو سيضم الضفة الغربية او سيمنح للفلسطينيين دولة، هؤلاء يهمهم الاقتصاد والامن وبما ان نتنياهو كان يوفر هذين العنصرين فلا مانع لدى هؤلاء من انتخابه ، لكن الان فان تفاقم الازمة الاقتصادية وفشل نتنياهو في التعامل معها ستكون بوابة لفتح ملفات الفساد والضغط عليه اكثر فاكثر ، اذا نتنياهو في ازمة كبيرة والتظاهرات قد تستمر وقد تتحول الى تمرد يفرض فعلا على نتنياهو ان يقبل بالحلول التي لا يريدها .

رایکم