۶۰۹مشاهدات
رمز الخبر: ۴۶۲۰۵
تأريخ النشر: 12 July 2020

في الوقت الذي اعلن فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن بلاده ستدعم "سياسيا منتخبا شرعيا" في فنزويلا، وانه يريد "أن يكون هناك (فنزويلا) أحد يتمتع بتأييد الشعب"، الا انه لم ينس ان يهدد فنزويلا "بأن شيئا ما سيحدث هناك" وان امريكا سيكون لها دورا نشيطا في فنزويلا.

تصريحات ترامب هذه والتي جاءت في اطار حديثه الى قناة "تيليموندو" الناطقة باللغة الإسبانية اليوم السبت، كشفت عن منطق غريب لا يمكن وضعه الا في خانة البلطجة الوقحة التي لا تعترف بسيادة الدول، ولا تحترم خيارات الشعوب، ولا تقيم وزنا للقانون الدولي، والتي اصبحت عنوانا بارزا للسياسة الامريكية التي تستخدم قوتها العسكرية وتاثيرها الاقتصادي ونفوذها السياسي، لمعاقبة كل الدول التي تتمرد على هيمنتها.

عندما نصف السياسة الامريكية ازاء فنزويلا بانها بلطجة ، فاننا نعي ما نقول، فترامب الذي يبرر سياسته الاجرامية في تجويع الشعب الفنزويلي، بعدم جود رئيس منتخب في فنزويلا، هو من يقف الى جانب اعتى الانظمة الدكتاتورية والاستبدادية والاجرامية في العالم، وهو من اعترف انه لولا دعمه لما استطاعت هذه الانظمة من البقاء اسبوعين، ويمكننا ان نشير لنموذجين من هذه الانظمة الاستبدادية والدموية كالنظامين السعودي والكيان الصهيوني، فاين الديمقراطية والشرعية والانتخابات في السعودية، واين حقوق الانسان والكرامة الانسانية والعدالة في الكيان الاسرائيلي؟.

آخر ما يفكر به شخص عنصري ارعن وجشع مثل ترامب هي الديمقراطية والحرية، واهم شيء يشغل تفكيره هو نهب ثروات الشعوب وأمن الكيان الاسرائيلي، فالعالم كله يعلم ان الرئيس نيكولاس مادورو هو رئيس شرعي ومنتخب للشعب الفنزويلي، الا انه يرفض الهيمنة الامريكية ويقف الى جانب القضية الفلسطينية، فاستحق غضب الصهيونية العالمية التي جندت اداتها الخطيرة"الادارة الامريكية" لمعاقبة الشعب الفنزويلي، ورشحت مرتزق رخيص مثل خوان غوايدو ليكون رئيسا لفنزويلا، وعندما فشلت فرضت حصرا تجويعيا ارهابيا على الشعب الفنزويلي وشاركت في العديد من المحاولات الانقلابية ضد الرئيس مادورو.

سياسة التجويع والحرب النفسية والانقلابات والتدخل عبر المرتزقة في الشؤون الداخلية للشعوب ليس سياسة امريكية خاصة بفنزويلا، بل هي سياسة امريكية قديمة اصبحت اكثر وضوحا في عهد ترامب والفاشل بومبيو، ما يجري الان في لبنان حيث تشارك امريكا والصهيونية ومرتزقتهما في الداخل في تجويع الشعب اللبناني تحت ذريعة ان الحكومة اللبنانية هي حكومة "حزب الله" خير دليل على ذلك ، رغم ان العالم يدرك كيف يتم انتخاب الحكومة اللبنانية والعملية الانتخابية المعقدة التي تفرزها، ولكن رغم ذلك لابد من تدفيع الشعب اللبناني الثمن لرفضه الاعتراف بالكيان الاسرائيلي ولانتخابه مرشحيه وليس مرشحي امريكا، عبر الحصار والعقوبات والضغوط والتجويع.

اما الجمهورية الاسلامية في ايران التي شهدت اربعين عملية انتخاب بين رئاسية وتشريعية ومحلية وانتخابات مجلس خبراء القيادة ومجلس صيانة الدستور، الا ان الشعب الايراني يرزح تحت عقوبات لم يشهدها التاريخ من قبل لمجرد انه يرفض الهيمنة الامريكية ويناصر القضية الفلسطينية، وأدار ظهره لكل مرشح يُشم منه ادنى مداهنة لامريكا والغرب الطامع بثروات ايران، وبعودتها الى بيت الطاعة الامريكي.

نفس الارهاب الاقتصادي تمارسه امريكا بحق دول وشعوب اخرى، لمجرد رفضها الهيمنة الامريكية والاحادية القطبية التي تتزعمها في العالم، ومن هذه الدول كورويا الشمالية والصين وروسيا و..، لذا فترامب يكذب وبكل وقاحة عندما يبرر جريمة تجويعه الشعب الفنزويلي، بالديمقراطية والانتخابات والحرية، فهذا سلاح الظالمين لفرض مرتزقتهم وعملائهم على الشعوب بهدف نهب ثرواتها واذلالها وجعل بلدانها ساحات مفتوحة للعصابات الصهيونية ،وحدائق خلفية لامريكا، ومراتع لجنودها الذين يغتصبون ويقتلون في كوريا الجنوبية واليابان وغيرها دون ان تتجرأ اي جهة رسمية في هذه الدول على معاقبتهم او مساءلتهم.

رایکم