۷۴۹مشاهدات
رمز الخبر: ۴۶۰۵۰
تأريخ النشر: 29 June 2020

عندما وقعت منظمة التحرير الفلسطينية إتفاق اوسلو عام ١٩٩٣ كان الهدف الوصول الى دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران في العام ١٩٦٧ في نهاية المرحلة الانتقالية بعد خمسة أعوام ، لكن أمرا اخر كان يضمره قادة الاحتلال الإسرائيلي وهو التفاوض مع الفلسطينيين الى يوم يبعثون مع خطة موازية تستهدف قضم الأرض وتهويد المقدسات وتغيير الوقائع وفرض الحلول التي ستنتهي بالفلسطينيين للقبول بأكثر من حكم ذاتي وأقل من دولة.

والحقيقة أن ما يطرحه نتنياهو وترامب هو ذاته الذي طرحه اسحق رابين في اخر خطاب له في الكنيست قبل مقتله على يد متطرف إسرائيلي بمعنى ان الرجل الذي صنع التسوية وسار في خطواتها كان يفكر بذات المنطق الذي يفكر به نتنياهو مما يعني اننا امام استراتيجية اسرائيلية ممتدة منذ مؤتمر مدريد وحتى اليوم ، في العام ٢٠٠٤ قال احد المسؤولين الفلسطينيين وبعد لقاءه مع المسؤولين الامريكيين وعلى رأسهم جورج بوش الابن ووزير خارجيته كولن باول ومستشارة الامن القومي كوندليزا رايس بان الاسرائيليين يعرضون علينا خطة للتسوية تقوم على إقامة دولة فلسطينية على ٤٢ بالمائة من مساحة الضفة الغربية وتواصل بين المدن الفلسطينية عبر انفاق وجسور ، لو قرأت خطة ترامب للتسوية والتي باتت تعرف ( بصفقة القرن ) ستجد انها تمنح الفلسطينيين دولة على ما يقارب ٤٢ بالمائة من مساحة الضفة مما يفرض على الفلسطيني الفهم ان هذا اقصى ما ستقدمه له تل ابيب في ظل حكومة يسارية او يمينية ، وبالعودة الى ما يحدث في المقاطعة (مقر اقامة رئيس السلطة الفلسطينية ) منذ ايام يحاول ابو مازن ومن حوله من المستشارين واعضاء اللجنتين المركزية والتنفيذية ارسال رسائل للادارة الامريكية بانهم حال تنفيذ عملية الضم سيسلمون المفاتيح للاحتلال الاسرائيلي كي يتحمل المسؤولية عن الضفة الغربية لكنهم يعلمون تماما ان هذا الطرح له انعكاسات كبيرة على الواقع الفلسطيني لأن الاحتلال الاسرائيلي لن يخضع لهذا التلويح بل سيسعى لفرض حلول اخرى قد تكون مرضية لبعض الدول العربية التي تلوذ بصمت مطبق اتجاه ما يحدث ، لكن فكرة حل السلطة الفلسطينية وتسليم اسلحتها للاحتلال كما جاء في بعض وسائل الاعلام الاسرائيلية يبدو غير منطقي في هذه المرحلة وكان اولى بالسلطة الفلسطينية ان تقدم عليه مع انتهاء المرحلة الانتقالية في العام ١٩٩٩ وفشلها في التوصل الى اتفاق حل نهائي مع الاحتلال.

اما اليوم فاعتقد ان هذا القرار يحتاج الى دارسة معمقة تضم كافة الوان الطيف الفلسطيني ومؤسسات المجتمع المدني لان حل السلطة يقودنا مباشرة الى البديل وهو المقاومة بكافة اشكالها بما فيها المسلحة وهذا يفرض على الكل الفلسطيني التوحد تحت راية واحدة وضمن استراتيجية متفق عليها للتعامل مع المحتل الاسرائيلي وتنحية كافة الخلافات جانبا وهذا ما جاء طرحه في لقاء للفصائل في قطاع غزة ، لكن ما يخفف من وطأة المشهد الثقيل تسريبات اسرائيلية كان اخرها من رئيس جهاز الموساد الذي قيل انه عقد لقاءات مطولة مع قادة عرب تؤكد ان عملية الضم ستكون على اجزاء وقد تبدأ بضم ثلاث مستوطنات هي معاليه ادوميم وتجمع غوش عتصيون وارئيل ، ويبدو ان بنيامين نتنياهو بات اكثر ميلا الى عدم خسارة ما انجزه من انفتاح عربي وايضا لا يريد ان يتحمل معركة مفتوحة في كافة الاتجاهات وبالمقابل يريد ان لا يخسر المستوطنين فكان لا بد من امساك العصا من المنتصف ، بكل الاحوال من حق منظمة التحرير ان تلوح بحل السلطة الفلسطينية وان تحلها اذا لزم الامر لكن عليها في المقابل ان تطرح للشارع الفلسطيني البديل المقنع ، وهل المنظمة بتركيبتها الحالية مستعدة للخيار الاصعب وهو المواجهة المباشرة وهل المنظمة قبل ذلك قادرة ان تكون بيتا فلسطينيا جامعا لكافة الفلسطينيين وهل تستطع المنظمة ان تعود الى ما كانت عليه قبل اوسلو ، هذه الاسئلة هي التي سيطرحها الفلسطينييون حال تحدثت القيادة عن حل السلطة .

رایکم