۷۸۳مشاهدات
رمز الخبر: ۴۵۹۶۴
تأريخ النشر: 23 June 2020

الكتاب الذي اصدره مستشار الامن القومي الامريكي السابق جون بولتون حديثا والذي جاء تحت عنوام “الغرفة التي شهدت الاحداث”، مازال حديث الساعة في امريكا والعالم، فالكتاب يرسم صورة تافهة للرئيس الامريكي دونالد ترامب، فهو رئيس جاهل ومتهور وفقير الاطلاع بشكل مذهل بأبسط الحقائق الجغرافية، وتهيمن على قراراته رغبته في النجاح في الانتخابات المقبلة في تشرين الثاني / نوفمبر وضمان فوزه بولاية رئاسية ثانية.

كتاب بولتون الذي وصف على انه اكبر صفعة توجه الى ترامب لحد الان، لما يحتويه من معلومات في غاية الخطورة عن شخصية ترامب وكيفية اتخاذه القرارات، حاول ترامب الحيلولة دون صدوره عبر تقديم شكوى ضد الكتاب لزعمه انه يحتوي على اسرار دولة، الا رويس لامبرث، قاضي محكمة مقاطعة واشنطن دي سي رفض طلب ترامب لمنع صدور الكتاب لان الحكومة فشلت في إثبات أن الأمر القضائي (بالمنع) يمكن أن يمنع حدوث ضرر لا يمكن إصلاح آثاره.

المعلومات التي تم تسريبها حتى الان من الكتاب تكشف وبشكل لافت الوجه الاخر لامريكا، الوجه الذي ما كان بالامكان تصوره لولا هذا الكتاب والكتب الاخرى التي صدرت خلال السنتين الماضيتين والتي تمحورت حول شخصية ترامب الشاذة.

الوجه الذي كنا نعرف عن امريكا، انها دولة مؤسسات، وان كل موقف تتخذه من حدث ما، او كل تصريح يدلي به مسؤول فيها ازاء امر ما، وكل قرار تتخذه حول شأن ما، يتم دراسته والتدقيق فيه من قبل لجان متخصصة قبل اتخاذه او الادلاء به، ولكن الوجه الذي كشف عنه بولتون عن امريكا ليس ذلك الوجه الذي كنا نعرفه.

رئيس اكبر دولة في العالم يعتقد ان فنلندا هي جزء من روسيا، وهذا الرئيس كان يستجدي لقاء مع وزير خارجية ايران محمد جواد ظريف على هامش قمة السبع في باريس عام 2019 وقد شجع الرئيس الفرنسي للتوسط الا ان بولتون قرر حينها تقديم استقالته اذا ما حدث اللقاء، وتهيمن على قراراته رغبته في النجاح في الانتخابات المقبلة في تشرين الثني / نوفمبر وضمان فوزه بولاية رئاسية ثانية ويستشهد بولتون في كتابه بلقاء جمع ترامب مع نظيره الصيني شي جين بينغ على هامش قمة العشرين التي عقدت في اليابان في العام الماضي، بالقول:ان ترامب حوّل الحديث بشكل مذهل إلى الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة مشيرا إلى قدرة الصين الاقتصادية، وطالباً من الرئيس شي أن يضمن فوزه في تلك الانتخابات، كما ألمح ترامب إلى رغبته في الاحتفاظ بالمنصب لأكثر من فترتين!!.

كيف يمكن لرئيس اكبر دولة في العالم، يطلب من رئيس دولة اخرى، تعتبر في القاموس السياسي الامريكي، عدو تقليدي لامريكا وهو الرئيس الصيني، ان يساعده في الفوز بالانتخابات الرئاسية الامريكية؟، ترى ألم تضع اللجان المتخصصة والمستشارون اطار عام للقاء وما سيتناوله من مواضيع وماهي مواقف امريكا منها؟ ام ان حبل اللقاء ترك على الغارب دون اي اطار او اي نظرة استراتيجية؟.

اللافت ان كتاب بولتون لا يُظهر الوجه المنفلت وغير المنضبط للقرار الامريكي والسياسة الامريكية، بل ان الضجة التي اثارها الكتاب كشفت ايضا عن حقيقة الشخصيات التي تقود امريكا، فبولتون ، الذي كان يشغل منصب مستشار الامن القومي، يصف ترامب بأنه متهور وجاهل وغير مؤهل لقيادة امريكا، بينما يصف ترامب بولتون بانه احمق ومجنون، فيما وصف وزير الخارجية الامريكية مايك بومبيو، بولتون بانه خائن،!.

الوجه الذي كنا نعرفه عن امريكا، هو ان مسؤوليها يتحلون بالكياسة والرصانة والحكمة والصبر واللباقة، فاذا بالوجه الاخر الذي كشف عنه كتاب بولتون وباقي الكتب الاخرى، اظهر ان من يقود امريكا مجموعة من الشخصيات السيئة وغير المهذبة والسوقية بل والخائنة ايضا.

*شفقنا

رایکم