۶۹۲مشاهدات
رمز الخبر: ۴۵۹۳۷
تأريخ النشر: 22 June 2020

كل المؤشرات تفيد ان لعبة الضم التي يسعى نتنياهو لتسجيل هدف شخصي من خلالها في الدقيقة تسعين بدأت تتعقد اكثر فاكثر، وعلى الرغم من ان نتنياهو يحاول حشد موقف شعبي اسرائيلي مؤيد لخطوته من خلال مجموعات من المتطرفين الذين انكبوا في الساعات الاخيرة على نشر ملصقات وشعارات تاييد للرجل بوصفه سيقدم على عمل تاريخي يخلده الا انه يدرك ان الصورة الوردية التي رسمها لهؤلاء لن تكون كذلك وانما قد تنقلب الى صورة سوداوية داكنة لا معالم فيها.

نتنياهو الذي وصفه الكاتب الاسرائيلي بن كاسبيت بانه يحاول ان يهرب الى الامام من خلال عملية الضم غير المدروسة للتخلص من ازمة المحاكمة اصبح في مأزق كبير مع رسائل وصلته من الادارة الامريكي تطالبه بالتريث وانتقال بعض مساعديه الى واشنطن لدراسة الموقف مع ساكن البيت الابيض الذي يفترض ان يعطي الضوء الاخضر لنتنياهو ليبدأ بعملية الضم، في البيت الابيض يحاولون قراءة المشهد ليس فقط في الاراضي الفلسطينية وانما في المحيط ومدى تاثير هذه الخطوة على الاستقرار في الشرق الاوسط لاسيما في الدول التي انصاعت للادارة الامريكية وفتحت ابوابها للاحتلال الاسرائيلي دون قيد او شرط.

في الايام المقبلة سيخرج الرئيس الامريكي بخطاب من المفترض ان يوضح فيه موقفه من قرار الاحتلال الاسرائيلي بضم اكثر من ثلاثين بالمائة من مساحة الضفة الغربية، المتوقع ان يعود ترامب الى تاكيده على حق الاحتلال بسلب ما يريد من الارض الفلسطينية لكن دون المساس بخطته المعلنه والتي يرى انها ستفضي الى دولة فلسطينية حتى ولو كانت ممزقة الاطراف ومقطعة الاوصال ، في داخل الادارة الامريكية مازال البعض يحاول اقناع ترامب بان لايذهب بعيدا في دعم صديقه نتنياهو لان ذلك سيخلق انزلاقا في الواقع في الشرق الاوسط وسيجعل الشارع العربي اكثر التفافا حول القوى التي تعتبرها واشنطن عدوة وعلى راسها الجمهورية الاسلامية الايرانية.

لكن يبقى الفصل في المعركة الجديدة للارض فحكومة نتنياهو المأزمومة داخليا بات من فيها من رجال امن سابقين يحذرون من مشهد التصعيد المنتظر حال الاقدام على الضم ، هؤلاء يرون ان السيناريوهات التي ستتلو الضم تبدو غير مريحة للامن الاسرائيلي خاصة حال دخلت غزة ومقاومتها على الخط وحال انزلقت الامور في الضفة الغربية الى انتفاضة شاملة فهذا سيؤدي الى المحاربة على جبهتين انهزم الكيان اكثر من مره في احداهما، اصحاب الاختصاص في الامن الاسرائيلي اكدوا انهم لم يتلقوا حتى اللحظة اي خرائط للضم واكثر من ذلك فان عملية الضم المنتظرة تحتاج وفق احد مسؤولين الامن الاسرائيليين الى عدة اشهر حتى نستطيع القيام بعملية الضم بالكامل فكيف ستتم العملية خلال ايام كما يريد نتنياهو.

سيناريو الحرب مع قطاع غزة وتزامنها مع انتفاضة ثالثة في الضفة الغربية هو اكثر ما يخيف الاسرائيليين في هذه المرحلة وعمليا في كل يوم تقدم لمكتب نتيناهو من جهاز الامن العام (الشاباك) تقارير تفيد بان الاوضاع ستنفجر في اثر عملية الضم وكان الامن الاسرائيلي يدفع نتنياهو من خلال هذه التقارير الى عدم تغيير الواقع في هذه المرحلة والانتظار حتى حين ، بالطبع لا احد في تل ابيب لا يسعى الى الضم لكن الواقعيين منهم يربطون بين الضم في الواقع الحالي والامن الذي سينتكس وسيعود الى المربع الاول .

المصدر: العالم

رایکم