۲۳۵۲مشاهدات
رمز الخبر: ۴۵۸۸۶
تأريخ النشر: 15 June 2020

اكد الدكتور مسعود سليماني العالم الايراني المعتقل سابقاً لدى السلطات الامريكية، في مقابلة خاصة مع قناة العالم، ان ما شهده خلال احتجازه 14 شهراً في غياهب الاحتجاز في الولايات المتحدة بذريعة الالتفاف على الحظر الامريكي ضد ايران، يفوق التصور ولا يخطر على بال احد لما يحدث داخل امريكا تحت يافطة حقوق الانسان المزعومة.

اليكم النص الكامل للمقابلة مع الدكتور سليماني:

سؤال: كيف ولماذا سافرتم الى الولايات المتحدة الامريكية؟

سليماني: حسناً، أنتم تعلمون أنّه في موضوع المناقشات العلمیة بین علماء العالم دائماً ما تکون هناك زیارات علمیة متبادلة بهدف تبادل خبرات وتجارب العلماء فیما بینهم، وهذا الأمر یُعتبر بمثابة عُرف بین الجمعیات العلمیة التي تستقبل العلماء من دول مختلفة ومراکز الأبحاث والمستشفیات حیث یتبادلون تجاربهم وخبراتهم بهدف الإستفادة منها لاحقاً.

أو للوصول إلی اسلوب علاجي أفضل وطریقة أمثل لتعزیز صحّة الإنسان. لهذا السبب یمکن القول أنّ العلماء یتنقلون من دولة إلی أخری وخلال فترة الدراسات یتبادلون تجاربهم ویضعونها تحت تصرّف بعضهم البعض ومن ثمّ یتوصّلون إلی نتائج جیّدة.

سؤال: هل تمت حقاً ارسال دعوة رسمية لك؟

سليماني: نعم، کانت الدعوة الموجّهة لي من قبل عیادة أمریکا رسمیة لاغبار علیها، کما أنّ السفارة الأمریکیة في ترکیا صادقت علی الدعوة وقد أنهت جمیع مراحلها القانونیة بصورة رسمیة علماً أنّها کانت متعدّدة الإستعمال وقد أُلصقت بإحدی صفحات جواز سفري، خلاصة الأمر أنّ الموضوع من الآلف إلی الیاء کان قد أُنهي بصورة رسمیة.

سؤال: حينما وصلت الى الولايات المتحدة، ما الذي جرى؟

سليماني: يمکن القول أنّ الموضوع لم یکن قد وصل بصورة عملیة إلی الحدود! والسبب أنّه حینما کنتُ أرید الترجّل من الطائرة، أي من باب الخروج في الطائرة، وفي الرواق الذي یتّصل بالطائرة کي یمرّ من خلاله المسافرون ویتوجّهون إلی مکان التدقیق في جوازات السفر وتأشیرات الدخول، طلبوا منّي السیر خلفهم ومن أحد الأبواب في الرواق أخذوني إلی جهة أخری في المطار.

سؤال: بمعنى لم يسمحوا ان تضع قدميك على ارض الولايات المتحدة؟

سليماني: نعم بالضبط، إلی حدّ أنّني لم أصل إلی الخطّ الأحمر الذي یمثّل خطّ الدخول إلی الأراضي الأمریکیة.

سؤال: ما الذي جرى بعد ذلك؟

سليماني: لاحقاً أدخلوني غرفة خاصّة بإجراء المقابلات بهدف إجراء تحقیق معي، بالطبع قاموا بتفتیش حقیبتي تفتیشاً دقیقاً ومن ثمّ أدخلوني الغرفة لإجراء التحقیق معي. قیل لي أنّهم یریدون التحدّث إليّ، قلتُ لهم ما هذا؟ ما الموضوع؟ هل توجد مشکلة؟

سؤال: عن من تتحدث من كانوا؟

سليماني: صحیح، کانت شرطة مکتب التحقیقات الفیدرالي، أو "إف بي آي"، جمیع الأفراد کانوا من مکتب التحقیقات الفیدرالي، ثمّ سألتهم ما هي المشکلة؟ هل توجد مشکلة في الأساس؟ قالوا لي نعم توجد مشکلة، أنت تقوم بالإلتفاف علی الحظر الإقتصادي ویجب أن تتحمّل المسؤولیة، أجبته الحظر الإقتصادي، أيّ حظر إقتصادي؟ أنا عالم، والأعمال والتجارة لیست مهنتي کي أقوم بشراء أيّ شئ وبیعه أو أن أقوم بعمل تجاري آخر، ردّوا قائلین: کلا! قبل خمس سنوات کان أحد طلبتك ینوي العودة من أمریکا وقد أحضر معه عدداً من معدل النموّ البشري أو "إچ جي إف".

'د. سليماني' .. شاهد عيان على مزاعم حقوق الانسان بامريكا

سؤال: هل حقاً قد حدث هذا؟

سليماني: هذه العناصر أو الأشیاء لایشملها المنع علی الإطلاق، بمعنی أنّه لم توجد محدودیة لنا حینما کان الحظر مطبّقاً، ولا حتّی الآن. هذا النوع موجود حتّی في ایران وبوفرة، أيّ شخص یرغب بشرائه بإمکانه القیام بذلك بحرّیة.

سؤال: ألم تخبرهم بهذا ألم يقتنعوا بهذا الامر؟

سليماني: نعم قلتُ لهم هذا، لکنّ الأمر کان واضحاً جدّاً أنّ هذا الملف المصطنع لایمت إلی الوقت الحالي. کان هؤلاء یعملون علی إعداد هذا الملف المصطنع منذ سبع أو ثمان سنوات ویراقبونه کي یستفیدون منه في وقت من الأوقات.

سؤال: ما الذي حدث بعد هذا الموضوع؟

سليماني: قالوا لي إذاً سوف ننقلك إلی مرکز الإحتجاز، سألتهم ماهو السبب؟ ردّوا قائلین سوف یتّضح کلّ شئ لاحقاً. وبسرعة أتی البعض من الأفراد إلی المطار ومن ثمّ نقلوني إلی مرکز للإحتجاز رهیب ومخیف جداً في شیکاغو.

سؤال: ما الذي رأيته هناك؟

سليماني: أخذوني إلی طبقات کانت المصاعد فیها تتغیّر، کما أنّ الأفراد المحجوزین في ذاك المکان وفي الزنزانات خطرین جدّاً، کانت الزنزانات منفصلة ولکن بسبب الضوضاء والصراخ الذي کان الموقوفون یسبّبونه کان المکان قد تحوّل إلی ما یشبه مستشفی المجانین. لكن الامر کان واضحاً أنّهم يقصدون ممارسة المزيد من الضغوط عليّ شخصیاً، وایجاد حالة من الرعب والخوف لديّ.

سؤال: هل حاولوا ارعابك اذاً؟

سليماني: أخرجوني لاحقاً من الزنزانة وأخذوني إلی المکتب، ذهبنا عند القاضي، کان هناك بعض الأفراد في الصالة، لربّما بین عشرة إلی خمسة عشر فرداً، جمیعهم من مکتب التحقیقات الفیدرالي، أو "إف بي آي"، وحینما دخلت القاضية، قالت لي أنت حضرت إلی هنا بصورة غیر قانونیة؟ أجبتها کلا! لم أدخل البلاد بصورة غیر قانونیة، جواز سفري یثبت هذا الکلام. وبسرعة تدخل محامیّي وقال لهم: هذا الشخص بروفسور جامعي، لایمکن أن یحضر بصورة غیر قانونیة، وبسرعة شخّصوا أبصارهم نحوه وأفهموه بأن یمتنع عن الکلام ویصمت.

سؤال: حتى اللحظة لم توجه اي تهمة لك، أليس كذلك؟

سليماني: ما ذکروه فقط هو قولهم لي بأنك أتیت إلی أمریکا بصورة غیر قانونیة. وهذا ما قالوه للقاضیة أیضاً، حینها سألتني السیّدة: هل تقبل بهذا الکلام؟ أجبتها کلا! أنا لن أقبل بأيّ شئ، ثمّ قال أفراد مکتب التحقیقات الفیدرالي حسناً، بما أن ملف هذا الشخص في أطلنطا یجب علینا أخذه إلی هناك، وهنا قبلت القاضیة بالفکرة. ردّت قائلة: حسناً یمکنکم أخذه إلی أطلنطا. وفي نفس اللیلة أقلعت بنا الطائرة متوجّهة إلی أطلنطا، ومن ثمّ أخذوني إلی مرکز للإحتجاز حیث أمضیتُ فیه أربعة عشر شهراً من دون أن تُعقد لي أيّ محکمة.

سؤال: معروف في القضاء "البينة على ما يدعى" ادعت الولايات المتحدة بانك تحاول تلتف على الحظر الامريكي، ولم تقدم اي ادلة حول هذا الادعاء، كيف تنظر الى الموضوع؟

سليماني: نعم، لاحظ معي لم یکن لدیهم أيّ شئ. والسبب أنّهم کانوا یسعون للحصول علی أمور مزیّفة. کان هدفهم یتمثّل في إلحاق الأذی بي، أو إحتجازي کرهینة بصفتي من العاملین في بلدي. في الیوم الذي حضرتُ فیه المحکمة، قال لي محامیّي أعتقد أنّ المشکلة تکمن في أنّهم یرغبون بإحضار ورقة لك وعليك التوقیع علیها، وسوف تکون تحت الحمایة المطلقة للولایات المتّحدة ومن ثمّ سوف تصبح لاجئاً هنا وتستمر في نشاطك وعملك کالمعتاد، أو أن تدخل في معرکة مع الحکومة ولاتفکّر أنك ستکون الأوّل أو الآخر، فقد کان یوجد مواطن روسي خبیر معروف في الحاسوب الآلي، تمّ تنظیم مؤتمر في إسبانیا حیث تقرّر منح جائزة المؤتمر لهذا الشخص الروسي لإستدراجه للحضور إلی إسبانیا وتسلّم جائزته، وبمجرّد وصوله إلی إسبانیا أُلقي القبض علیه في المطار ومن ثمّ أحضروه إلی هنا، وبالمناسبة کنتُ أنا المحامي الذي دافع عنه وقد قبل بالفکرة التي عُرضت علیه. ومنذ آنذاك وحتّی الیوم مضی أقلّ من سنة، کانت لغته الانجلیزیة رکیکة، انظر الآن کم أصبحت لغته جیّدة، کما أنّ وضعه المادي أصبح ممتازاً وأنا شخصیاً أحسده علی هذه الحالة! أجبته قائلاً: حسناً لقد قبل هذا الشخص بالفکرة، لکنّني لن أقبل بها.

سؤال: ما الذي حدث بعد هذا؟

سليماني: بعد مضي اسبوعین علی وجودي في مرکز إحتجاز أطلنطا حضر بعض الأفراد وأخذوني إلی المحکمة. قام المدّعي العام وتحدّث لمدّة عشر ثوان فقط، قال أنّ هؤلاء عبارة عن مجموعة کانت تلفّ علی الحظر الإقتصادي، ومن ثمّ جلس علی کرسیّه، هذا کلّ ما في الأمر! لکنّ محامیّي نهض وقال: کلا، بالنظر إلی سیرته الذاتیة لموکّلي فهو عالم ینشط في مجال الخلایا الجذعیة ویعالج مرضی الحبل الشوکي، أشرف علی علاج حوالي 300 مریض، وله دور في صحّة وسلامة البشر. وبینما کان المحامي یوضّح کلّ ماسبق ذکره، کانت علامات الغضب وعدم الإرتیاح تتّضح علی وجوههم، ثمّ قالوا له یکفي هذا! لاتسرد المزید، کما أنّ القاضي بدا وکأنّه ممتعض من المحامي وهو یکیل المديح لي.

سؤال: في رأيك لماذا؟

سليماني: أعتقد بینما کان یقدّمني ویکیل المدیح لي من حیث مساهماتي في العلوم البشریة والطبّ وخدماتي للناس، لیس للایرانیین فحسب، بل لجمیع البشریة في العالم، وفي نهایة المطاف لو حصلنا علی نتیجة جیّدة من الاسلوب الذي نعمل به وینتهي التصنیف الجامع له، سوف یستفید منه جمیع الناس في العالم.

أعتقد أنّ سبب غضبهم وإمتعاضهم کان یعود إلی عدم وقوع هذا الحدث في أمریکا، ولماذا في ایران؟ السبب لأنّهم لم ولن یتوقعوا حدوث مثل هذا الأمر في دولة من دول العالم الثالث أو دولة من الدول النامیة. وحینما إتّضح للقاضي عدم وجود أيّ مخالفة قال موجّهاً حدیثه لي بإمکانك الذهاب والإستعانة بکفالة إلی أن تتمّ دراسة حالتك، وحینها تدخّل رجال مکتب التحقیقات الفیدرالي وقالوا للقاضي لایمکن بأيّ حال من الأحوال إطلاق سراح هذا الشخص بکفالة، نحن لن نسمح بمثل هذا الأمر.

سؤال: انه لامر عجيب، ان تطلق المحكمة سراحك ولكن رجال مكتب التحقيقات الفيدرالي اعترضوا على ذلك؟

سليماني: بالضبط کان هذا الکلام مثیراً لإستغرابي ودهشتي. ففي هذه البلاد التي یُقال عنها أنّ القاضي یقوم بکلّ شئ وهو الذي یقرّر في نهایة الأمر من دون أيّ إعتراض، أن یقول القاضي بإمکان هذا الشخص الإستفادة من الکفالة إلی أن تُدرس قضیته، یأتي رجال مکتب التحقیقات الفیدرالي ویقولون کلا لن نسمح بهذا، حقّاً أنّ الأمر غریب. بإمکاني القول أنّ هذه المحکمة کانت الأولی والأخیرة لي في أطلنطا، وخلال أربعة عشر شهراً لم تکن هناك تهمة ولم یتسن لي الدفاع عن نفسي أو أن یقول المحامي شيئاً.

سؤال: حدثنا عن حالة السجن، كيف كان هناك؟

سليماني: أنا لم أکن في السجن، فالسجون لها وضعیتها الخاصّة بها، فقد أخذوني إلی مرکز الإحتجاز، وکما یقولون هم، فان مرکز الإحتجاز أسوأ مکان. فالسجن بسبب التسهیلات الموجودة فیه، کان الأفراد المتواجدین في مراکز الإحتجاز یبدون سعادتهم حینما کانوا یُنقلون إلی أيّ سجن إلی درجة أنّهم کانوا یوزّعون الحلویات تعبیراً عن فرحتهم للذهاب إلی السجن، والسبب أنّ السجن کان مکاناً أفضل من مراکز الإحتجاز.

ففي الجناح الذي کان یضمّ زنزانتي في مرکز الإحتجاز کان أغلب الموقوفین من المهرّبین الدولیین والقتلة والأفراد المرتکبین لجرائم خطیرة. فقد وضعوني مع مثل هؤلاء الأفراد في جناح واحد! انّه لأمر مدهش ومُستغرب أن لا تراعي هذه الدول التي تدّعي الدفاع عن حقوق الإنسان، الحقوق الأساسیة لحقوق الإنسان.

سؤال: كيف اطلق سراحك بعد كل هذه المدة؟

سليماني: حوالي أربعة عشر شهراً کنتُ محتجزاً ولم یسمحوا لي بعقد أيّ محاکمة في المحکمة، والسبب هو عدم وجود تهمة واضحة. عدّة مرّات أحضروا لي عقداً وطلبوا منّي التوقیع علیه والقبول بأنّني قد إرتکبتُ جریمة ومن ثمّ الذهاب إلی منزلي، أي في نهایة الأمر القبول بإرتکابي جریمة! حتى يطلقوا سراحي، أجبتهم قائلاً أنّني لم أرتکب أيّ جریمة ولماذا یتوجّب عليّ أن أعترف بإرتکاب جریمة لم أقم بها؟ بعد هذا کانت القضیّة تأخذ مجراها إلی جانب الجهود الدبلوماسیة، للأمانة کان الکثیر من الجهد یُبذل داخل البلاد، أری لزاماً عليّ أن أتقدّم بالشکر الجزیل لوزارتي الخارجیة والأمن وللسلطة القضائیة لأنّها حقّاً قامت بمجهود تُشکر علیه وتابعت القضیّة منذ البدایة وتمکّنت في نهایة المطاف من إعادتي إلی أرض الوطن.

عدّة مرّات کان السیّد الدکتور جواد ظریف قد طرح فکرة إنتقال الأشخاص من الجانبین، إلا أنّ حکومة ترامب الحمقاء لم تکن تبدي حماسة للفکرة. ولکن هذه المرّة راقت لهم الفکرة وتمّ تنفیذها. وهنا أرغب بالقول أنّ هؤلاء الأفراد لایعرفون أبجدیات حقوق الإنسان، حقّاً حینما یقولون أنّ مکتب التحقیقات الفیدرالي جبان لم یقولوا هذا عبثاً. فقد حدث أن حضر أحد أفرادهم إلی مرکز الإحتجاز وقال للموجودین أنّ هذا الشخص إرهابي وقد حضر إلی أمریکا بهدف زرع قنبلة فیها وقد ألقینا القبض علیه أثناء محاولته زرع القنبلة! مجرّد هراء، والهدف بالطبع هو ممارسة أقصی درجات الضغط عليّ شخصیاً کي یحطّمونني نفسیاً.

'د.سليماني' .. شاهد عيان على مزاعم حقوق الانسان بامريكا

سؤال: الامريكيون اقاموا الدنيا ولم يقعدوها يقولون بانهم مهد حقوق الانسان في العالم، كيف تنظر الى هذا الامر؟

سليماني: أعتقد أنّ هذه القضیة کانت مثیرة لإهتمامي، والسبب أنّني کنتُ في أمریکا عام 2010 في مناسبة أخری سنحت لي، ذهبتُ حینها إلی جامعة کالیفورنیا، کنتُ قد شاهدتُ مثل هذه الدعایات والإعلانات من قبل، لکنّني حینما دخلتُ مرکز الإحتجاز لمستُ عمق المأساة، أي العنصریة والأمور التي هي في تضاد مع حقوق الإنسان، لا وبل شاهدتها بأمّ عیني.

علی سبیل المثل کان یوجد شخص أبیض البشرة، أقصد مواطن أمریکي أبیض، کان قد قتل أحدهم، دأب علی الحضور لاسبوع واسبوعین وفي النهایة قال المسؤولون حیث أنّ هذا الشخص یعاني من إضطرابات نفسیة علیه العودة إلی المنزل کي یتلقی العلاج! کما أنّ الطبیب النفسي کان یحضر في المحکمة ویشرح حالة هذا الشخص ومن ثمّ ینصرف.

أمّا مواطن أمریکي أسمر البشرة والذي کان یحمل سلاحاً من دون ترخیص، فقد حُکم علیه بالسجن لمدّة أربع سنوات. إعتقدتُ بدایة أنّهم یمزحون معي أو أنّهم ینقلون لي أخبار کاذبة، لکنّني کنتُ أری لاحقاً الأحکام الصادرة بحق البعض منهم وأتیقّن من أنّ الحکم الصادر بحقّ المواطن ذي البشرة السوداء صحیح لاغبار علیه وتهمته هي حمل السلاح بدون ترخیص. أو مثلاً شخص آخر کان قد إرتکب سرقة صغیرة تمّ الحکم علیه بالسجن لمدّة سبع سنوات. کلّ هذا الإجحاف بسبب کونهم من ذوي البشرة السمراء أو أنّهم من المسلمین.

سؤال: بالمناسبة الموضوع التي يتصدر نشرات الاخبار هذه الايام هو موضوع الاحتجاجات في الولايات المتحدة على خلفية مقتل جورج فلويد، كيف تنظر انت الى هذا الموضوع، باعتبار انه كانت لديك سابقة في الولايات المتحدة؟

سليماني: نعم، کان هذا علی وجه التحدید. لایوجد ما یُسمّی بحقوق الإنسان بشکل حقیقي. بل أنّ حقوق الإنسان في هذه البلاد هي أمریکیة، وبالتحدید للرجل الأبیض في أمریکا. ما أثار إهتمامي ودهشتي کثیراً ما کان یقوله الموقوفون، کانوا یقولون لي لدینا في أمریکا ثلاثة أشیاء، أو بالأحری ثلاثة آراء. الرجل الأبیض یملك کلّ شئ، یجب أن یکون مرفّهاً وکلّ شئ یتعلّق به بما في ذلك الخدمات. أمّا المواطن ذو البشرة السمراء فهو إضافي في المجتمع، لابل راسب طیني وطفیلي! أمّا الذین یأتون من منطقة الشرق الأوسط والدول الشرقیة فهم إرهابیون غیر موثوق بهم.

کانوا یقولون لي أنّ هذه القوانین الثلاثة هي التي تحکم المجتمع الأمریکي. کما کانوا یضیفون أنّ أيّ شخص من غیر التصنیفات الثلاثة الآنفة الذکر یأتي للعمل هنا یجب علیه العمل لصالحنا. أمّا النقطة الأخری، کنتُ أقول لهم کان لدیکم شخص کأوباما وهو أسمر البشرة وقد أصبح رئیساً للجمهوریة إذاً من الواضح أنّ الإمکانیات متوفّرة للجمیع ویمکنکم تحقیق التقدّم، کان الموقوفون یجیبونني قائلین: کلا! الأمر لیس هکذا، إذا کان الفرد معهم ویمشي في خطّهم ویکون عبداً لهم، أي ما نسمّیه "العبودیة المتقدّمة"، بإمکانه أن یتقدّم ویحقّق النجاح، أمّا إذا لم یکن کذلك فلن ینجح.

کما کانوا یضیفون قائلین بأنّ البیض یدفعوننا للمضي في طریق معیّن، فمکتب التحقیقات الفیدرالي، أو "إف بي آي" یدفع مجتمع ذا البشرة السمراء بإتّجاه یکون من خلاله متأخّراً دائماً، وهذا الأمر ینطبق علی توزیع الأفیون ومواد أخری، فهم یرغبون في أن یروا هذه الشریحة من المجتمع في حالة من الإستمتاع الخاصّة بها، أو أن یصبحوا ممثلین أو لاعبین محترفین کي یتحوّلوا إلی مداخیل للأمریکیین البیض.

سؤال: الولايات المتحدة الامريكية تدعي بانها لم تضع الدواء والغذاء تحت الحظر، كيف تنظر الى هذا الموضوع كشخص باحث؟

سليماني: أقسم بالله أنّ هذا کذب محض. آنذاك حینما کنتُ أقول أو من خلال الإتّصالات الهاتفیة وبعد ذلك أیضاً، هؤلاء لدیهم مشکلة معنا في مجال الأدویة لا وبل في کلّ شئ، مع ظهور فیرس کورونا إفتضح أمرهم وما کانوا یضمرونه. فحینما ظهر فیروس کورونا في ایران والذي یُعتبر موضوعاً إنسانیاً، کان علی الأمریکیین أن یفتحوا خط إرسال الأدویة لایران إلا أنّهم لم یفتحوا أيّ خط من الخطوط، لم یکن الأمر کما کانوا یدّعون ویقولون مثلاً أن هذا الدواء لایصلح لسلیماني مثلاً، فقد إفتضح أمرهم بالکامل.

لم یسمح الأمریکیون بإرسال الأدویة لمرض وبائي کفیروس کورونا الذي إنتشر في العالم کإنتشار النار في الهشیم والذي قضی علی أفراد کثیرین في العالم، کما أنّهم إمتنعوا أیضاً عن وضع خطّ إئتمان ومبالغ بهدف شراء معدّات وأجهزة خاصّة بمکافحة هذا الفیروس.

في الحقیقة لم یصدروا أيّ ترخیص لإرسال الأدویة والمعدّات والأجهزة المتّجهة إلی ایران. وإن دلّ هذا علی شئ فإنّما یدلّ علی الحقد والکراهیة لدی الأمریکیین تّجاه ایران والدول الإسلامیة، بإمکاني أن أری هذا الموضوع بصورة أکبر، نحن نری الأمر من خلال وجهة نظر ضیّقة ونقول أنّه یخصّ ایران فحسب، ولکنّ الأمر لیس هکذا، لأنّه یشمل جمیع الدول الإسلامیة.

رایکم