۱۸۲۵مشاهدات
رمز الخبر: ۴۵۶۱۴
تأريخ النشر: 21 May 2020

شبکة تابناک الاخبارية: ظهرت أحاديث في الأيام الأخيرة حول طلب السعودية من رئيس وزراء العراق، التوسط بين طهران والرياض، وصرح المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بان إيران مستعدة للتفاوض وإزالة سوء الفهم بينها وبين الرياض بالوساطة أم غيرها.

ان العلاقات الثنائية الإيرانية السعودية في العقود الأخيرة سارت على قوانين نيوتن حول الفعل وردة الفعل وقاعدة “واحدة بواحدة” السيئة، علاقات لم ترتق إلى المستوى المنشود حتى في النظام السابق، بينما كان البلدان ينتميان إلى معسكر الغرب، فبعد سقوط نظام الشاه كانت الرياض قلقة من تصدير الثورة لبلدها وأصبحت علاقات الجانبين تعتريها الغموض.

وبعدما وضعت الحرب الإيرانية العراقية أوزارها، إذ قدمت السعودية كل ما لديها للعراق، غضت إيران الطرف عن تلك القضية ومدت يد الصداقة نحو الرياض، لإذابة الجليد في العلاقات بين الجانبين. وكانت لهذه المبادرة نتيجة جيدة، فابرم البلدان معاهدات أمنية، إذ يمكن اعتبارها ذروة العلاقات الثنائية، لكن هذا الأمر لم يستمر طويلاً وظهرت أحداث أخلت بعلاقات البلدين، لكن رغم هذا وفي فترة حكومة ما تسمى بالبناء، وثم حكومة الإصلاحات في إيران وبالرغم من السخط الأمريكي والإسرائيلي من تلك العلاقات إلّا إنهما قاما باحتواء تلك الخلافات وحاولا الاحتفاظ بأقل مستويات التعايش السلمي، وعدم العودة إلى فترة جمود العلاقات، ومنها على سبيل المثال لا الحصر ما حدث في تفجير القاعدة الأمريكية في مدينة الخبر، إذ رفضت السعودية تدخل إيران في تلك الحادثة ومنعت أمريكا من شن الهجوم على إيران.

ان العلاقات الإيرانية السعودية تمر باسوا فتراته طوال العقود الماضية، فإعدام الشيخ النمر الجائر وردة الفعل الخاطئة ثم الهجوم على السفارة السعودية في إيران، وإضرام النار فيها، غلب موازين الحوار، وأغلق كل الأبواب بوجه تبني العقلانية والمنطق، لكن يبدو ان ما حدث في السنوات الأخيرة كان قد حمل العبر والدروس للرياض، إذ استوعب ملك سلمان وابنه المغامر أفعالهم الخارجة عن المنطق ولهذا يبحثان عن تغيير الظروف.

لما كانت الرياض ترى نفسها في موقف لا يحسد عليه، نتيجة الحرب على اليمن وانخفاض أسعار النفط؛ فانها تريد بناء العلاقات بإسرائيل على المستوى الإقليمي وبالصين خارج المنطقة، خوفاً من طهران؛ هنا يجب فتح صفحة جديدة في علاقات البلدين وهذا الأمر يتطلب أدوات بناء الثقة، لإيران أسس ومنطق على المستوى الإقليمي ويجب ان تنظر إليها دول المنطقة كونها قوة مؤثرة لكن إن لم تجر المفاوضات المباشرة تبقى المشاكل في اليمن قائمة وتستمر إسرائيل بإثارة المشاكل وتبقى العراق وسوريا مسرحاً للحروب النيابية؛ أخيراً ان الشرق الأوسط بحاجة إلى أجواء نقية كي تتمكن من القضاء على الوضع المزدري والسير على طريق التطور والتقدم.

المصدر: صحيفة شرق

ترجمة: شفقنا

رایکم