۶۱۱مشاهدات
رمز الخبر: ۴۵۵۱۹
تأريخ النشر: 17 May 2020

من المؤكد أن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي فاجأ الموالين والداعمين والمؤيدين للحشد الشعبي وأنصاره لدى زيارته مقره هيئة الحشد والتصريحات النارية التي أطلقها خلال الزيارة، فما بالك بأعداء الحشد؟

قال الكاظمي خلال الزيارة، ان وجود الحشد الشعبي سيشكل شوكة التحدي للارهابيين، وانه حشد كل العراقيين، فالحشد لبى نداء المرجعية والولاء، مؤكدا ان اللقاء يشكل له سعادة واعتزازا واصفا الحشد بانه قرة عين العراق، كما شدد على انه لن يسمح لاي احد بخلق الفتنة فان قوة الدولة من الحشد والقوات الأمنية، داعيا الى ضرورة حماية كرامة عائلات الحشد الشعبي، وقال: حماية الحشد الشعبي جزء من مسؤوليتي.

ويعود السبب الرئيس في استغراب الجميع من الزيارة والتصريحات التي أدلى بها، وكذلك المبادرة اللافتة بارتدائه سترة الحشد؛ الى أن الاعلام المعادي للحشد شحن الأجواء منذ ترشيح الكتلة الأكبر للكاظمي وحتى منح البرلمان الثقة لعدد من وزرائه ولايزال الشحن مستمرا حتى اليوم، فقد صور الاعلام المعادي للحشد والذي تمثل بالدرجة الأولى باعلام الولايات المتحدة الأميركية والكيان الصهيوني والسعودية وكل الذين يسيرون في هذا القطار، على أن الكاظمي جاء ليقتلع الحشد الشعبي من جذوره وينهي وجوده أو على أقل تقدير يقوم بتهميش دوره، فضلا عن التضييق على سلاحه.

كما أن الولايات المتحدة والكيان الصهيوني والسعودية أطلقت اذرعها الاعلامية لشن الهجوم والنيل من الحشد الشعبي منذ تأسيسه بالفتوى المباركة للمرجعية، غير أن واشنطن لم تكتف بالهجوم والتحريض الاعلامي ضد الحشد وانما لجأت الى التصعيد العسكري، وبلغ اجرامها ضد الحشد انها اغتالت الرجل الثاني في هيئة قيادته وهو الشهيد أبو مهدي المهندس، ولم تكتف بذلك بل قامت بقصف العديد من مقرات ومعسكرات الحشد.

السعودية من جانبها وصل بها الامر الى ان قناتها وجهت الاتهامات للشهيد المهندس بالقيام بعمليات ارهابية.

وكانت واشنطن والرياض تأملان من تصعيدهما الاعلامي ضد الحشد الشعبي تمهيد الأرضية للكاظمي ليسدد الضربة القاضية لفصائل الحشد، خاصة وأن بعض الأصوات النشاز التي تعالت من داخل العراق طالبت بانهاء دور الحشد الشعبي تحت مسمى حصر السلاح بيد الدولة العراقية.

غير أن آمال واشنطن والرياض وأدواتهم في العراق وخارج العراق خابت بزيارة الكاظمي لمقر هيئة الحشد الشعبي والتصريحات التي أدلى بها هناك، ومن المؤكد أن آمالهم ستخيب أكثر عندما يبدأ الكاظمي الخطوات العملية لتعزيز دور الحشد الشعبي والاهتمام به وتوفير الخدمات له ولأعضائه وبشكل عام تقديم الدعم اللازم للحشد.

يبدو أن هؤلاء غاب عن بالهم أن الكاظمي هو مرشح الكتلة الأكبر في البرلمان العراقي، ومعظم أحزاب الكتلة الأكبر لديها فصائل في الحشد الشعبي، فهل يا ترى أن الكاظمي يتجاوز الخطوط الحمراء لأحزاب الكتلة الأكبر؟ ويتصدي للحشد الشعبي ويسعى لتقزيمه أو القضاء عليه أو تهميشه؟ ان الكاظمي يعلم جيدا ان ذلك يعني سل السيف ضد الاحزاب والكتلة التي جاءت به للسلطة وقلدته منصب رئاسة الوزراء.

الى جانب ذلك فان الحشد الشعبي دافع عن كرامة العراق وهيبته وصان سيادته فما هو المبرر لانهاء دوره غير افساح المجال للجماعات الارهابية لتعيث الفساد في العراق من جديد بعد ان استطاع الحشد الشعبي واركان القوات العراقية في القضاء عليها في العديد من المناطق وتحرير الاراضي التي سيطرت عليها وفي مقدمتها محافظة الموصل.

تحركات الجماعات الارهابية الأخيرة برهنت على أهمية بقاء الحشد الشعبي وتوفير كافة انواع الدعم له، والتصريحات التي اطلقها الكاظمي تصب في هذا الاطار، ومما لاشك فيه أن زيارة الكاظمي لهيئة الحشد والتصريحات التي أدلى بها هناك، ستغير من قناعات المراهنين على الكاظمي بانهاء دور الحشد الشعبي، وان قناعاتهم وآمالهم ستخيب بالكامل اذا ما وقف الكاظمي بقوة الى جانب الحشد وعزز دوره.

رایکم