۸۴۴مشاهدات
وتنسب الكاتبة إلى برايت تصريحه الشهر الماضي بالقول “أنا أتحدث علانية لأنه لمكافحة هذا الفيروس الفتاك يجب على العلوم وليس السياسة أو المحسوبية أن تقود الطريق”.
رمز الخبر: ۴۵۴۹۳
تأريخ النشر: 13 May 2020

تقول الكاتبة ميشيل غولدبيرغ إننا جميعا ضحايا حرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب على العلوم.

وتوضح في مقال نشرته لها صحيفة نيويورك تايمز أن إدارة ترامب تشل حركة الخبراء مع احتدام انتشار فيروس كورونا.

وتضيف أن برنامج “60 دقيقة” سبق أن بث في عام 204 مقطعا عمن يسمون “صائدي الفيروسات”، وهم العلماء الباحثون عن الحشرات التي يمكن أن تقفز من الحيوانات إلى البشر وتسبب الأوبئة.

وقال عالم يدعى بيتر دازاك حينها إن “أكثر ما يقلقني هو أننا سنفتقد المرض الناشئ التالي”، واصفا خوفه من فيروس كورونا الذي ينتقل من جزء من الكوكب إلى آخر ويمحو الناس أثناء انتقاله.

وعبر السنوات التالية أصبح دازاك رئيس منظمة إيكو هيلث أليانز، وهي منظمة بحثية غير ربحية تركز على الأوبئة الناشئة.

منظمة بحثية
وتضيف الكاتبة أن منظمة إيكو هيلث عملت مع معهد ووهان الصيني للفيروسات لدراسة فيروس كورونا في الخفافيش الذي يمكن أن يصيب البشر، وذلك “لتطوير أدوات يمكن أن تساعد الباحثين على معرفة التشخيص وإيجاد العلاجات واللقاحات في حال تفشي الوباء لدى البشر، بحسب ما تقول مجلة ساينس.

وفي عام 2014 تلقت منظمة إيكو هيلث منحة من المعاهد الوطنية للصحة حتى تم قطع تمويلها فجأة قبل أسبوعين، أما السبب -حسب ما ذكره برنامج “60 دقيقة” مساء الأحد الماضي- فهو نظرية مؤامرة نشرها النائب الجمهوري مات غايتز عن فلوريدا الذي كان يرتدي قناع غاز في البيت الأبيض للتهكم من القلق بشأن فيروس كورونا.

وفي 14 أبريل/نيسان الماضي ظهر غايتز في برنامج “تاكر كارلسون” في “فوكس نيوز” وادعى أن المنحة المالية المخصصة لدعم “إن آي إتش” قد تم تحويلها إلى معهد ووهان الذي أشار إليه غايتز بأنه ربما يكون مصدر الفيروس، وربما يكون المعهد قد “ولد وحشا”، على حد قوله.

ادعاءات خاطئة
أما وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي أي) فترى أن أول ادعاءات غايتز كان خاطئا تماما، وأن ادعاءه الثاني بعيد الاحتمال، إذ لم يتم العثور على أي دليل على وجود صلة بين الفيروس ومختبر ووهان.

لكن في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض بعد ذلك ببضعة أيام، قالت مراسلة من موقع “نيوزماكس” اليميني إنه في عهد ما قبل ترامب كان قد تم منح مختبر ووهان منحة قدرها 3.7 ملايين دولار، وسألت “لماذا تعطي الولايات المتحدة منحا مثل هذه للصين؟”.

غير أن الكاتبة ترى أن إنهاء المنح وجه ضربة لجهود إيجاد علاجات ولقاح لفيروس كورونا، وتشير إلى العلاج الذي تم اختباره وعقار رمديسفير المضاد للفيروسات، والذي أظهر بعض الوعد لدى مرضى كورونا، وتقول إن منظمة إيكو هيلث هي التي اكتشفته، وإنه كان قد تم اختباره في وقت سابق ضد فيروسات الخفافيش.

وتواجه هذا المنظمة غير الربحية الآن ضائقة مالية تتسبب في تسريح العمال.

وتضيف الكاتبة أن هذه الضربة السياسية لعمل دازاك لا تشكل إلا النزر اليسير من مدى احتقار إدارة ترامب للعلوم والذي أدى إلى تقويض استجابة الولايات المتحدة للفيروس.

الإجماع العلمي
وتضيف أن الجمهوريين لطالما نفوا وشجبوا الإجماع العلمي بشأن قضايا من التطور إلى أبحاث الخلايا الجذعية إلى تغير المناخ.

لكن الفيروس التاجي قدم للبلاد حالة طوارئ لا يمكن حلها إلا بالعلوم السليمة، وأن هذا يعني أن ازدراء إدارة ترامب للخبرة ورفع ولائها الرقيق للكفاءة الفنية أصبحا يشكل تهديدا فوريا.

فقبل أشهر من بدء هذا الوباء -تقول الكاتبة- إن وكالة رويترز ذكرت أن إدارة ترامب ألغت وظيفة اختصاصي الأوبئة الذي كان يعمل في مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الصين، للمساعدة في الكشف عن تفشي الأمراض الناشئة.

وتقول إنه مع تفشي الوباء، أقالت الإدارة ريك برايت أحد أبرز الخبراء الأميركيين في تطوير اللقاحات من وكالة تشرف على جهود تطوير لقاح فيروس كورونا.

وتقول الكاتبة إن أي تقدم تحرزه الولايات المتحدة في محاربة فيروس كورونا سيكون على الرغم من حكومتها الفدرالية وليس بسببها.

فيروس فتاك
وتنسب الكاتبة إلى برايت تصريحه الشهر الماضي بالقول “أنا أتحدث علانية لأنه لمكافحة هذا الفيروس الفتاك يجب على العلوم وليس السياسة أو المحسوبية أن تقود الطريق”.

وتقول الكاتبة إن ترامب لن يسمح بحدوث ذلك، وإنه قد يتخلى عن محاربة الفيروس على الإطلاق.

رایکم