۱۱۲۷مشاهدات
رمز الخبر: ۴۵۴۵۴
تأريخ النشر: 12 May 2020

عندما ازاح ولي العهد السعودي محمد بن سلمان سلفه محمد بن نايف عن ولاية العهد وجه انظاره سريعا الى واشنطن حيث الرعاية القائمة منذ 75 عاما للامراء والملوك السعوديين لاسيما اولئك الطامحين للوصول الى العرش في المملكة التي لطالما قال عنها الرئيس الاميركي دونالد ترامب بانها ما كانت لتبقى اسبوعا لولا حماية واشنطن لها.

الخطأ الذي ارتكبه ولي العهد السعودي بحسب اوساط اميركية هو عدم فهمه للرعاية الاميركية بشكل صحيح. وبالتالي لم يدرك ان استراتيجيته التي اعتمدها للتعاطي مع واشنطن فشلت، وان اللوبيات التي اغدق عليها الاموال لحمايته داخل اروقة السياسة الاميركية لا تمتلك التاثير الذي بات يحتاجه بن سلمان في الفترة الاخيرة.

ربما ظن ولي العهد السعودي ان اغراء ترامب بالاموال سيجعله بمأمن من تبعات السياسات التي يتبناها. وهنا كان عليه ادراك ان ترامب لن يستطيع حمايته من الخصوم الاميركيين للادارة الاميركية خاصة بعد جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي. لكن عدم اعطاء ابن سلمان اهمية لهذه الحقيقة جعله يتعمق اكثر في سياساته التي وصلت نهاية الامر الى ايجاد عداوات حتى داخل الجمهوريين الذين دافعوا طوال عقود عن السعودية لاسيما بعد هجمات 11 ايلول.

ما لم يتمكن ولي العهد من استيعابه هو ان الاميركيين لا يحمونه حبا بشخصه او احتراما لمكانة معينة، انما يحمونه لان مصلحتهم تقتضي ذلك. لم يترك ترامب فرصة خلال حملته الانتخابية الا وتهجم على السعودية ووصفها بدولة الشر والراعية للارهاب والتي لا تمتلك شيئا الا المال. لكن مصلحته اقتضت لاحقا ان يزور الرياض وان يتبنى ابن سلمان مقابل ثمن مغري تمثل بمئات المليارات.

في المقابل اعتقد ابن سلمان ان ترامب سيحميه ويغطيه في اي شي يقوم به. خاصة وان جريمة قتل خاشقجي مرت بسلام ( بفضل تعنت ترامب امام محاولات الكونغرس فرض عقوبات على الرياض وملاحقة المتورطين في الجريمة). فكانت حملات الاعتقالات التي طالت امراء وضباطا ورجال اعمال. هذه الحملات مرت على خير ايضا، حتى جاء الحملة الاخيرة التي اعتقل فيها الامير احمد بن عبد العزيز الذي كان عاد الى البلاد بضمانات اميركية لكن بن سلمان اطاح بالضمانات هذه واعتقل عمه الذي كان المرشح الابرز لخلافة الملك سلمان بن عبد العزيز.

اكثر من ذلك اعتقل الامير محمد بن نايف الرجل الاقوى في المملكة في وقت ما. هناك كلام عن اصابة بن نايف بازمة قلبية حادة وبعض التقارير تقول انه توفي، وان ما اصابه نتيجة اهمال طبي متعمد. قد يكون بن سلمان يريد اختبار رد الفعل داخليا وخارجيا في حال اقدم على قتل الامراء المناهضين له والذين يشكلون عقبة امام وصوله الى العرش. لكن ما عليه القلق حياله حقا هو رد الفعل الخارجي وتحديدا الاميركي.

يقول موقع بلومبيرغ ان ابن سلمان اصبح منبوذا بشكل متزايد داخل الولايات المتحدة ومن كل القوى والاطراف سواء الديمقراطيين او الجمهوريين. حتى ترامب بدا يفقد صبره مع ولي العهد والاتصال الشهير في نيسان ابريل الماضي بعد ازمة النفط يعزز هذا الامر، حيث طلب ابن سلمان من مساعديه مغادرة الغرفة بعدما ارتفع صوت ترامب بالتهديد لولي العهد، فيما تقول بولمبيرغ نقلا عن مصادر انه على مساعدي ابن سلمان الاعتياد على طلبه بالخروج من الغرفة لان هكذا اتصالات ستتكرر.

هناك حديث يتزايد في الولايات المتحدة بان ما فعله الملك فيصل بن عبد العزيز عام 1973 بالنسبة للنفط واضر كثيرا بالاقتصاد الاميركي كرره ابن سلمان في 2020 بعد مضارباته مع روسيا ورفعه سقف الانتاج والضرر الجسيم الذي الحقه ذلك بالاقتصاد الاميركي وبالتالي بمشروع ترامب للفوز بولاية ثانية.

هذا ليس كل ما يقال عن ابن سلمان في واشنطن. فهناك من يعتبر من الجمهوريين والديمقراطيين انه اذا كان هناك من عقبة امام استمرار العلاقات الجيدة مع السعودية فهو ابن سلمان، وان كان هناك من احد يمنع هذه العلاقة من الانهيار رغم كل شيء فهو ترامب.

لكن مع تزايد الامتعاض من ابن سلمان وضعف اللوبيات الموالية له اضافة الى تغير موقف ترامب منه في ظل الازمة التي تطغى على ادارته بسبب فيروس كورونا وتضرر الاقتصاد والانتخابات المقبلة، في ظل كل ذلك لن يكون مستغربا اذا ما وجد ولي العهد السعودي نفسه وحيدا امام كل الاعداء الذين خلقهم لنفسه داخل السعودية وخارجها. عندها لن يواجه الاميركيون اية مشكلة في ايجاد الملك البديل وهو ما فعلوه طوال العقود الماضية.

رایکم
آخرالاخبار